تحليلات سياسيةسلايد

الجبهة الوطنية في سورية أقدم تحالف في الحكم

خاص

قبل خمسين عاماً من اليوم أعلنت الأحزاب السورية التي أيدت حركة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في 16 ت2 عام 1970 إقامة ائتلاف سياسي عبر ميثاق معروف ظل من دون تعديل زمناً طويلاً .

ففي السابع من آذار عام 1972 تشارك حزب البعث السوري مع الحزب الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي وحركة الوحدويين الاشتراكيين وحركة الاشتراكيين العرب في هذا الائتلاف الذي أطلق عليه اسم الجبهة الوطنية التقدمية..

وقد حسم قيام الائتلاف صراعات هامة كانت موجودة في الساحة السياسية السورية، وخاصة بعد الثامن من آذار عام 1963 ، فطويت مرارة الصراع بين البعثيين والناصريين التي شهدت صراعا دمويا في أحداث تموز  1963 وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بعد حركة جاسم علوان .

كذلك طويت العلاقة الباردة بين البعث والشيوعيين وتولى خالد بكداش مقعدا في القيادة المركزية للجبهة بعد أن طارده عبد الناصر وتعاملت حركة 23 شباط مع حزبه كأشخاص وطنيين .

الاشتراكيون العرب في الجبهة وكان يقودهم عبد العزيز عثمان وعبد الغني قنوت انتقلوا من معطف أكرم الحوراني الشهير إلى استقلالية في الأداء ظلت تجمعهم سنوات طويلة، وكذلك الوحدويون الاشتراكيون الذين كان طبيعيا أن يتحركوا لتأييد الأسد بعد أن وقفوا ضد حل حزب البعث في عهد الوحدة وقرار عبد الناصر الشهير.

مرت خمسون سنة على هذا الائتلاف السياسي، وفي هذه العقود الخمسة جرت تطورات كبرى في الحياة السياسية السورية بدءا بالصراع مع الإخوان المسلمين واتفاقات كامب ديفيد وصولا إلى الحرب الأخيرة في سورية .

وفي هذه المرحلة اختلفت أحزاب الائتلاف وتغيرت قياداتها وتوالدت قوى جديدة منها، وشهد الحزب الشيوعي أكبر الانقسامات في حياته، وشهدت الأحزاب الأخرى وقائع شبيهة أهمها خروج الدكتور جمال الأتاسي من الجبهة وظهور انقسامات بين صفوف الاتحاد الاشتراكي الذي يقوده.

لكن الأحزاب الموجودة في الجبهة اليوم لم تعد تلك القوى السياسية الأربع المعروفة التي تشاركت في الائتلاف مع البعث، فالمؤتمر الذي عقد في صحارى في الذكرى الخمسين جمع الأحزاب التالية :

حزب البعث، الحزب الشيوعي (عمار بكداش)، الحزب الشيوعي الموحد ( نجم الدين الخريط) ، حزب العهد الوطني (غسان عبد العزيز عثمان)، حزب الاتحاد الاشتراكي (صفوان قدسي) ، الحزب السوري القومي الاجتماعي (صفوان سلمان)، حزب الوحدويين الاشتراكيين (أحمد اسماعيل)، الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي، حزب الاتحاد العربي الديمقراطي .

والمثير للانتباه في وقائع المؤتمر وتصريحات قادة الأحزاب عبر الإذاعة السورية تلك المواقف التي يمكن من خلالها استشفاف مجموعة معطيات السياسة السورية من التطورات المتسارعة، ومن بين هذه المواقف :

  • أن العالم يتغير إيجابياً؛ ومحور الاستقلال يتسع ويتصاعد.
  • أهمية دور الجبهة في الظروف الحالية .
  • إحداث المراجعة الذاتية للتنظيم الحزبي الواحد.
  • أهمية مراجعة المراحل الماضية لعمل الجبهة بكل ما فيها لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات بكل شفافية ووضوح.
  • لن يكون هناك أي مشكلة غذاء في سورية
  • تأمين المواد الغذائية من أولى أولويات الحكومة.
  • مطالبة المشاركين في مداخلاتهم بتفعيل دور أحزاب الجبهة في الحياة السياسية والاقتصادية وزيادة تمثيل الأحزاب في المؤسسات الحكومية والاعتماد على الحزبيين الجبهويين أصحاب الكفاءات والخبرات والنزاهة وتفعيل الصحافة والإعلام الجبهوي .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى