دمشق ــ العقل شرط أساسي للمسؤولية، فالحيوانات ليس لديها إدراك، ولا تحاسب على أفعالها.
وكذلك المجنون معفى من المسؤولية، ولهذا ربط العدل والقضاء ضرورة وجود الوعي لتقييم الفعل، فخفف الحكم على المجانين وعلى الذين ارتكبوا جرائم تحت تأثير الخمر أو المخدرات، فعند اغتيال أحد الزعماء يُطلب إجراء فحص القدرة العقلية قبل إصدار الحكم، ويؤخذ بعين الاعتبار حالات الجرائم المرتكبة عند الغضب والانفعال كجرائم العرض والشرف.
في القديم كانت المسؤولية جماعية، وهذه معلومة يجب التوقف عندها، فاذا ارتكب شخص من قبيلة ما جرما تُحمّل المسؤولية للقبيلة كله (!!).
لم ينتبه الباحثون إلى هذه النقطة رغم أهميتها، فالمسؤولية الجماعية هنا فتحت على حروب وكوارث، وربما على تسببت بخراب مجتمعات كاملة في عصرها.
ومع التطور الاجتماعي أصبحت المسؤولية شخصية، ولا عقوبة إلا بنص، وفي التفاصيل تأتي الأحكام على صغار السن مخففة لعدم النضج، وقد لاحظنا في العقد الأخير كيف تعمل المنظمات على غسيل أدمغة الشباب الناشئ بزرع أفكار وإيديولوجيات شريرة بعد نزع الطابع الإنساني والأخلاقي من تلك العقول الشابة ، ونتيجة لذلك شاهدنا الكثير من الجرائم التي نفذت بدم بارد.
غالبية الناس تخاف من المَسؤولية، فالطالب يخاف عدم النجاح في صفوفه الدراسية، فيسعى إلى تدارك ماقد يحدث. والزوج يخاف ألا يقوم بمسؤولياته تجاه أسرته لأن أفراد الأسرة يحتاجون جهداً وعملاً لإنشائهم وتربيتهم وتعليمهم وتأمين حاجاتهم.
ونتيجة لوعي هذه الحقيقة، نجد الكثير من الرجال يعزفون عن الزواج هربا من تحمل المسؤولية التي هي ليست مجرد واجب، بل التزام أخلاقي..
وتختلف المسؤولية من شخص الى آخر بكيفية إدارتها وتحملها، وقد انعكس ذلك على العمل، لأن العمل يحتاج الى إتقان، وقالوا قديما (أتقن عملك ولو سخرة، فالإتقان من العبادات التي تقرب العبد من ربه) فتعطي رضى وراحة للنفس.
إن تطور المجتمع وتقدمه يتطلب تحقيق الأهداف الاجتماعية والأخلاقية وبذل كل الجهود والطاقات، فالمسؤولية ممارسة وتعلم ومن هنا تقع هذه المهمة على عاتق الوسائل التربوية والتثقيفية في المجتمع ، وومن هنا أخذ المثقفون والأدباء والمعلمون دورهم وسمعتهم من خلال إعادة الطابع الإنساني للجبل عبر نشر الوعي .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر