تحليلات سياسية

الجزائر أشبه بثكنة عسكرية في مواجهة حراك يقاوم التفكيك

انتشرت الشرطة بكثافة في وسط العاصمة الجزائر الجمعة بهدف منع عودة حركة احتجاج أسبوعية قالت السلطات إنها لن تتهاون معها بعد الآن واظهر صور ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة والمتظاهرين في مشهد يعكس عزم السلطة كسر الحراك الشعبي وتفكيكه وشوهدت نحو 20 سيارة لقوات الأمن في وسط المدينة، وكان ستة من رجال الشرطة يجلسون داخل واحدة وهي تقف بجانب مقهى حيث يشرب الناس القهوة على طاولات بالخارج. وفي مكان قريب، وقف رجال الشرطة بجانب الحواجز التي أغلقت الشوارع الجانبية.

وبعد أن جلبت مئات الآلاف إلى الشوارع في عام 2019 للإطاحة بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، استمرت الحركة الاحتجاجية في الجزائر التي تعرف بالحراك في تنظيم مسيرات أسبوعية تهدف إلى منع الجيش من التدخل في السياسة وقال أحد المتظاهرين الذي ذكر اسمه الأول فقط عمروش، خوفا من الانتقام بعد موجة الاعتقالات الأخيرة “سأحاول التظاهر اليوم الجمعة، لكنني لن أدخل في مواجهة مع الشرطة وقالت وزارة الداخلية هذا الشهر إن أي احتجاجات جديدة ستتطلب تصريحا رسميا يتضمن أسماء المنظمين وموعد بداية الاحتجاج ونهايته.

ويستهدف هذا القرار في ما يبدو حركة الحراك الشعبي التي لا قائد لها والتي أوقفت احتجاجاتها في مارس/آذار 2020 مع تفشي فيروس كورونا في أنحاء العالم، لكنها عادت إلى الشوارع في فبراير/شباط حيث يخرج آلاف المحتجين إلى الشوارع كل جمعة منذ ذلك الحين وقال اثنان من المحتجين الذين عادوا للشوارع في فبراير/شباط هما أحمد عبديش ومحمد الباجي إنهما لا يعتزمان المشاركة في مسيرات اليوم الجمعة لأنهما يتوقعان تصدي الشرطة لها، إلا أنهما أكدا أن ذلك لن يوقف المسعى للتغيير

وقال عبديش “الحراك مستمر، سواء عبر المسيرات أو وسائل أخرى، لكننا سنلتزم بالوسائل السلمية”. فيما قال الباجي “استخدام القوة لوقف مسيراتنا لن يغير شيئا لأننا عازمون على تحقيق أهدافنا ولن نتراجع”.

وشهدت الجمعة الماضية التي كانت الأولى بعد قرار وزارة الداخلية وتزامنت مع عطلة عيد الفطر، خروج القليل من المحتجين الذين سرعان ما فرقتهم الشرطة وأحدثت احتجاجات الحراك في 2019 زلزالا سياسيا في الجزائر وشكلت أصعب اختبار منذ عقود تواجهه النخبة الحاكمة التي تدير البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في 1962.

وأجبرت الاحتجاجات الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة على التنحي بعد أكثر من عشرين عاما في السلطة، وسُجن العديد من كبار المسؤولين بتهم فساد لكن المحتجين قالوا إن التغيير كان ظاهريا في معظمه وطلبوا المزيد من التطهير للنخبة الحاكمة وابتعاد الجيش عن السياسة وقاطعت الحركة الانتخابات التي فاز فيها عبدالمجيد تبون بالرئاسة في ديسمبر/كانون الأول 2019 واستفتاء أجراه على تعديلات للدستور في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وجرى تمريرها بنسبة مشاركة ضئيلة بلغت 25 بالمئة لكن مع تدهور الاقتصاد بشدة بسبب تراجع إيرادات الطاقة والجائحة العالمية وبعد تحقيق بعض أهداف الحراك الفورية، قرر الكثير من أنصار الحركة منذ البداية الكف عن المشاركة في الاحتجاجات. وقال أحدهم ويدعى علي الباشري “حان وقت اللجوء للحوار وإنهاء هذه الأزمة. المسيرات والهتاف بالشعارات لن يحل مشكلاتنا”.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى