الجزائر لن تُقدم مبادرة للمصالحة بين فتح وحماس وهذه أسباب دعوة الفصائل..
حسم مسؤول فلسطيني بارز، ما يُشاع وينشر عبر وسائل الإعلام بكثرة خلال الأيام الأخيرة، حول الدور “الجديد” الذي ستلعبه الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، بعد دعوة الفصائل لزيارة أراضيها.
وأكد المسؤول في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن الجزائر لن تقوم بطرح أي مبادرة سياسية جديدة على الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي “فتح” و”حماس”، بخلاف ما يشاع على الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وذكر أن الجزائر أرادت بـ”حسن نية وموقف” أن تُعيد فتح ملف المصالحة الفلسطينية المجمد منذ شهور طويلة، وأن تحرك مياهه، من خلال تحرك جديد بدعوة الفصائل لزيارة أراضيها، ومحاولة الضغط السياسي والإعلامي على الحركتين لتجاوز الخلافات القائمة والتي تعطل طي صفحة الانقسام السوداء.
وأشار المسؤول ذاته، إلى أن قادة الفصائل الفلسطينية سيعقدون لقاءات منفصلة مع المسئولين الجزائريين، وسيتم استعراض خلال تلك اللقاءات المواقف والمطالب والعقبات التي تُعيق التوصل لاتفاق مصالحة واضح وصريح، وكذلك ستحاول لجنة جزائرية مختصة أن تفند تلك المطالب والمواقف وتحاول تقريبها.
ولفت إلى أن الجزائر تعلم جيدًا أن عقبات المصالحة الفلسطينية الداخلية كثيرة ومتشابكة، وأن الكثير من العواصم العربية والأوروبية فشلت في هذا الملف ولم تحقق أي تقدم، إلا إنها قررت أن ترمي بحجرها علها تنجح في تقريب وجهات النظر وإعادة الثقة المفقودة بين الفصائل، منذ أكثر من 16 عامًا.
وذكر أن دور الجزائري ليس بديلاً عن الدور المصري الوسيط الحصري بملف المصالحة، وإنما مجرد مساعدة الفلسطينيين في تخطي أكبر أزمة يعانوا منها، موضحًا انه في حال كانت هناك نية صادقة لدى فتح وحماس بتجاوز عقبات المصالحة، والتحرك بجدية نحو تجاوز الخلافات فقد تكون القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر موعد لإعلان مصالحة فلسطينية حقيقية وصادقة.
الجدير ذكره أن الجزائر وجهت منذ أسبوعين، دعوات رسمية إلى الفصائل الفلسطينية وعددها 15 للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر في عاصمتها الجزائر، حيث أطلقت عليها الأخيرة قمة فلسطين.
وأعلن سفير فلسطين في الجزائر، فايز أبو عيطة، في 9 سبتمبر الحالي، أن وفوداً من (فتح و حماس والجهاد الإسلامي) سيشاركون في الاجتماع في الجزائر بداية الشهر المقبل تحضيراً للقمة العربية المرتقبة، ورأى السفير، أنّ الجزائر “قادرة على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وفي السابق أكد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، عقد اجتماع جامع للفصائل الفلسطينية في الجزائر، قبل انعقاد القمة العربية المقبلة، وقال لعمارة إن “الجزائر ستحتضن اجتماعاً للفصائل قبل التئام الموعد العربي، هناك جهود دؤوبة، وعمل دبلوماسي كبير تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يرمي إلى تعزيز وحدة الصف الفلسطيني من خلال اجتماع سيعقد لاحقاً في الجزائر قبل القمة العربية”.
وتعد هذه الخطوة الجديدة استكمالاً لمبادرة أطلقتها الجزائر، في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين، إذ بدأت باستقبال كبار قيادات الفصائل الفلسطينية (الجهاد الإسلامي وحركة فتح وحركة حماس والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطيني)، لجمع وثائق ومقترحات حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي.
وتأمل الجزائر في تحقيق إنجاز على الصعيد الفلسطيني، يسمح باستثماره في القمة العربية المقبلة، وتعزيز عوامل نجاحها، على الرغم من أن المسافة السياسية بين الفصائل المركزية في فلسطين ما زالت متباعدة في عدد من القضايا، أبرزها الانتخابات والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي منذ عام 2007، حيث تسيطر “حماس” على قطاع غزة، في حين تدير الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة “فتح” بزعامة الرئيس عباس الضفة الغربية.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية