الجنرال يدلين: إسرائيل أخطأت خلال السنوات السبع الماضية وكان عليها “إخفاء” الأسد وعدم وجود أغلبيّةٍ يهوديّةٍ بالجولان إخفاق كبير

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، إنّ الدولة العبريّة ارتكبت أخطاءً عديدة في السنوات السبع الأخيرة فيما يتعلّق بسياستها بسوريّة، مُشدّدًا في الوقت عينه، على أنّ ما أسماه “جلوس إسرائيل على الجدار” كان خطأً، وأنّه كان يجب عليها أنْ تعمل من أجل تصفية الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، سياسيًا، أوْ على حدّ تعبيره، العمل على إخفائه عن المشهد.

وتابع الجنرال المُتقاعد، الذي يرأس مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، تابع قائلاً إنّ عدم وجود أغلبيّةٍ يهوديّةٍ في هضبة الجولان، أيْ في الجزء الذي احتلّته إسرائيل في عدوان العام 1967، هو إخفاق، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يتحتّم على أقطاب تل أبيب السير في عمليةٍ سياسيّةٍ، لـ”أننّا يجب أنْ نستغّل وجود الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، المؤيّد جدًا لإسرائيل في البيت الأبيض”، على حدّ تعبيره.

ورأى يدلين أنّه يتحتّم على الدولة العبريّة تغيير سياساتها التي وصفها بالحياديّة فيما يتعلّق بالأحداث الجارية في سوريّة، لافتًا إلى أنّه آن الأوان لأنْ تعمل إسرائيل على إقناع المجتمع الدوليّ بضرورة تقديم الرئيس الأسد، إلى المحاكمة الدوليّة في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وأيضًا جرائم ضدّ الإنسانيّة، على حدّ قوله.

ولفتت صحيفة (يسرائيل هايوم) في عددها الصادر اليوم الجمعة إلى أنّ أقوال يدلين وردت خلال مؤتمر عُقد في تل أبيب تحت عنوان :”الإستراتيجيّة الوطنيّة الإسرائيليّة في هضبة الجولان”. وبطبيعة الحال، تطرّق الجنرال المُتقاعد إلى الاعتراف الإسرائيليّ بقيامها بتدمير المفاعل النوويّ العربيّ-السوريّ في دير الزور، حيث قال إنّ مواطني الدولة العبريّة يجب أنْ يعتزوا ويفتخروا بهذه العملية وبكيفية وآلية إخراجها إلى حيّز التنفيذ، مُضيفًا أنّ إسرائيل بقيامها بهذه العملية طبقّت قولاً وفعلاً العقيدة القتاليّة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، مناحيم بيغن، والتي أكّدت على أنّه يتحتّم على إسرائيل منع أيّ “ديكتاتورٍ مجرمٍ” (!) أنْ يملك القدرات لتطوير أسلحةٍ نوويّةٍ، لأنّ هذه الأسلحة، برأي الجنرال يدلين، تُشكّل تهديدًا وجوديًا وإستراتيجيًا على أمن الدولة العبريّة، على حدّ قوله.

يُشار إلى أنّه عندما قامت إسرائيل بقصف المفاعل النوويّ العراقيّ في حزيران (يونيو) من العام 1981 كان بيغن، رئيس الوزراء في تل أبيب، وهو الذي صادق على قرار أذرع الأمن في الدولة العبريّة للقيام بالعملية ضدّ العراق.

وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ ما أسماه بالمحور الراديكاليّ المؤلّف من سوريّة، إيران، العراق وحزب الله، أخطر بكثير من الخطر الذي قد تُشكلّه “الدولة الإسلاميّة”، لافتًا إلى أنّ مُحاربة الأخيرة باتت مهمّة دوليّة، تعمل الولايات المُتحدّة الأمريكيّة على إخراجها إلى حيّز التنفيذ.

علاوة على ذلك، لفت إلى أنّ المحور المذكور يُشكّل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، وبالتالي إذا تمكّنت الدولة العبريّة من القضاء على الرئيس الأسد سياسيًا، فإنّها بذلك تُساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في ضعضعة هذا المحور وإضعافه كثيرًا.

وقال أيضًا إنّه من أجل التوصّل إلى ذلك، يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة إجراء مفاوضاتٍ إستراتيجيّةٍ جديّةٍ مع واشنطن لإقناعها بصواب نظرتها للرئيس الأسد، كما أنّه يجب عليها إقناع الروس بضرورة إزاحة الأسد من منصبه، علمًا أنّ موسكو ليست متمسّكةً بالرئيس الأسد، على حدّ قوله.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجنرال الإسرائيليّ إنّه يجب على صنّاع القرار في تل أبيب إجراء مفاوضاتٍ حثيثةٍ مع الدول العربيّة السُنيّة مثل المملكة العربيّة السعوديّة، الأردن ومصر من أجل التنسيق بهدف إسقاط الرئيس الأسد، وشدّدّ على أنّه في هذه النقطة هناك إجماع على تنحية الأسد من منصبه، وتحديدًا من قبل الرياض، التي لا تُخفي موقفها من هذا الأمر، كما قال.

أمّا سكرتير الحكومة الإسرائيليّة السابق، تسفي هاوزر، الذي شارك في المؤتمر حول هضبة الجولان، فكشف النقاب في كلمته عن أنّ الإستراتجيّة الإسرائيليّة في قضية تدمير المفاعل النوويّ السوريّ شملت أيضًا التأكيد للعالم أجمعه على أنّ الجولان هو جزءٌ لا يتجزّأ من الدولة العبريّة، مؤكّدًا على أنّ نجاح الضربة للمفاعل السوريّ واندلاع الحرب الأهلية السوريّة منعا أيّ مُحاولةٍ دوليّةٍ وما زالا، لإرغام إسرائيل على الـ”نزول” من الهضبة والعودة إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) 1967، قال هاوزر.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى