الجيش الإسرائيلي يشن غارة جوية على أحد المواقع داخل الأراضي السورية ويعترض “هدفًا جويًّا مشبوهًا” قادمًا من الشرق.. وشهيدان بقصفه سيارة تابعة لحزب الله
قالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية الثلاثاء نقلا عن مصدر عسكري إن إسرائيل شنت هجوما جويا استهدف موقعا في محيط مدينة بانياس السورية مما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية.
وجاء في تقرير الوكالة “مصدر عسكري: حوالي الساعة 00:20 بعد منتصف ليل 9-7-2024 شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه البحر المتوسط غرب بانياس مستهدفا إحدى النقاط في محيط مدينة بانياس وأدى العدوان إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.
كما قال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن طائرة مقاتلة تابعة له اعترضت ما وصفه بأنه “هدف جوي مشبوه” كان يقترب من جنوب إسرائيل من اتجاه الشرق.
وأضاف الجيش في بيان أن الهدف لم يدخل الأراضي الإسرائيلية.
واستشهد شخصان على الأقل الثلاثاء جراء قصف اسرائيلي استهدف سيارة تابعة لحزب الله في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عمل أحدهما في السابق مرافقا للأمين العام للحزب حسن نصرالله، بحسب مصدر مقرب من الحزب.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ب”مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثالث بجروح جراء قصف نفّذته مسيّرة اسرائيلية على سيارة تابعة لحزب الله في منطقة جديدة يابوس” الحدودية مع شرق لبنان.
وبحسب المرصد، جرى استهداف السيارة قرب حاجز تابع للفرقة الرابعة في الجيش السوري.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس، من دون الكشف عن اسمه، إن مرافقاً شخصياً سابقاً لنصرالله، قضى في الضربة الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، نعاه حزب الله في بيان، وقال إنه “ارتقى شهيداً على طريق القدس”، وهي عبارة يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يقضون بنيران اسرائيلية في لبنان وسوريا منذ بدء التصعيد مع اسرائيل على وقع الحرب في غزة.
ومن المقرر أن يتحدّث نصرالله عصر الأربعاء في حفل تأبين قيادي عسكري بارز من الحزب استشهد الأسبوع الماضي بضربة اسرائيلية في جنوب لبنان.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وتشنّ اسرائيل بين الحين والآخر ضربات على أهداف تابعة لحزب الله في سوريا.
واستهدفت إحداها في 10 حزيران/يونيو رتلاً من الشاحنات لدى عبوره من سوريا الى لبنان، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وفق المرصد. وقال مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس حينها إن ثلاثة مقاتلين من الحزب في عداد الشهداء.
وأسفر القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر، عن استشهاد 498 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 95 مدنيا و328 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.
ونعى حزب الله كذلك 25 مقاتلاً من عناصره قضوا في سوريا.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 16 عسكريا و11 مدنيا.
ويأتي استهداف السيارة الثلاثاء بعد قصف إسرائيلي طال ليلاً محيط مدينة بانياس في غرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري سوري عن شنّ “العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط (…) مستهدفاً إحدى النقاط في محيط مدينة بانياس”، ما أدى إلى وقوع “بعض الخسائر المادية”.
وبحسب المرصد السوري، فإن مستشارين عسكريين إيرانيين كانوا يتواجدون في المنطقة.
ومنذ شنّ حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا.
لكنّ وتيرتها تراجعت “بشكل لافت” وفق المرصد، منذ القصف المنسوب الى اسرائيل والذي استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في نيسان/أبريل وأسفر عن مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران.
ونادراً ما تعلّق إسرائيل على ضرباتها في سوريا، لكنّها تكرر الإشارة الى أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في جوارها.
وخلال الأعوام الماضية، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وكذلك مواقع للجيش السوري.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كذلك، شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية