الجيش المصري ينفّذ محاكاة للحرب في ليبيا
بعد ثلاثة أسابيع من تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا لمنع انهيار «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أمام قوات حكومة «الوفاق الوطني» المدعومة من تركيا، بدأت القوات المسلحة تنفيذ أضخم مناورة في المنطقة الغربية بمشاركة جميع الفروع والوحدات، في خطوة من شأنها تأكيد جدية التدخل في الأزمة، ولا سيما منع قوات «الوفاق» من السيطرة على سرت والجفرة اللتين أعلن السيسي أنهما خط أحمر لن يسمح لطرابلس وأنقرة بتخطّيه. الجيش المصري حرص على إعلان جزء من طبيعة المناورة التي أطلق عليها اسم «حسم 2020» وتضمنت للمرة الثانية إعلان قدرة سلاح الطيران على تزويد الطائرات بالوقود في الجو، إضافة إلى تفاصيل عسكرية خاصة بالعمل على استهداف الارتكازات العسكرية أثناء تدشينها لإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات المستهدفة، سواء أكانت نظامية أم غير نظامية، وهي خطوة تشبه ما حدث في قاعدة «الوطية» الجوية أثناء محاولة نصب أنظمة دفاع جوي تركية.
تستمر المناورة حتى نهاية الأسبوع الجاري بمشاركة قادة بارزين، وأُضيفت تدريبات مكثفة على تفاصيل جديدة للمناطق الجبلية تنفذها المنطقة الغربية للمرة الأولى، مع وجود نماذج محاكاة أخرى يجري العمل على تنفيذها. ويجري القتال بسيناريوات تحاكي بعض المناطق في ليبيا، وهي نماذج تم تصميمها بناءً على معلومات ومساعدة من قوات حفتر بصورة مباشرة، بعدما أُجري تنسيق واسع معها طوال الأيام الماضية. تقول مصادر عسكرية مصرية لـ«الأخبار» إن ترتيبات تُجرى لاحتمالية إجراء مناورات مصرية ــ فرنسية خلال المدة المقبلة بخلاف المناورات التي ستشارك فيها فرنسا مع إيطاليا وقبرص واليونان في المتوسط خلال أيام، فيما يستعد السيسي لإعلان صفقة أسلحة جديدة لتعزيز القدرات الدفاعية للجيش لم تُكشف تفاصيلها بعد.
حتى الآن، لا تزال تُرسل يومياً إلى الرئاسة المصرية ووزارة الدفاع وقادة الأركان تقارير عن الوضع الميداني في ليبيا، بتنسيق مصري ــ فرنسي، ولا سيما عبر الأقمار الاصطناعية التي تجري مراقبة دقيقة لأي تحركات تركية عسكرية أو مدنية. كما يتواصل التنسيق مع حفتر في ظل استعداد طائرات «رافال» المصرية لتنفيذ هجمات في أي لحظة، خاصة أن بعض هذه الطائرات نُقلت من مواقعها إلى قاعدتي «محمد نجيب» و«سيدي براني»، فضلاً عن استنفار أبلغ به الطيارون المدربون. إلى جانب ذلك، ثمة ضغوط من القاهرة على باريس لإقناع ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أكثر حسماً تجاه تركيا، ولا سيما مع وصول المقاتلين حتى أمس. وقد أرسل المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماوي، معلومات إلى القاهرة ظهر أمس، أكدتها مصادر على الأرض في طرابلس، بشأن وصول تعزيزات عسكرية من أجل البدء بالتوجه نحو سرت والجفرة خلال أسبوع على أقصى تقدير، إن لم يكن أقل.
في المقابل، تتزايد التطمينات المصرية لقوات الشرق بشأن تأكيدها الدعم والتدخل في الوقت المناسب. كما يتزايد اعتماد مصر في جمع المعلومات على الأقمار الاصطناعية خلال الشهور الأخيرة، خاصة القمر «طيبة 1»، إضافة إلى المعلومات التي يوفرها الفرنسيون بصورة أكبر ممّا توقعت القاهرة، ولا سيما في الأسابيع الأخيرة، مع تأكيدات من باريس لاستمرار التعاون من جرّاء «وحدة الأهداف والمصالح». كما حصلت مصر على تعهد فرنسي بالدعم الكامل في حال التدخل العسكري من أجل وقف التحركات التركية المستمرة.
النفط الليبيّ يعود إلى التصدير
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا استئناف إنتاج وتصدير النفط، بعد نحو ستة أشهر من التوقّف بسبب الحرب الدائرة في البلد، قائلة في بيان أمس إنه تم «رفع القوة القاهرة عن كل صادرات النفط من ليبيا»، لكنّها أشارت إلى أنّ زيادة الإنتاج واستعادة مستويات إنتاج ما قبل التوقف ستستغرقان وقتاً طويلاً، جراء «الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمكامن والبنية التحتية بسبب الإغلاق» المفروض منذ 17 كانون الثاني/يناير الماضي. وأضاف البيان إنّ ناقلة ستبدأ بتحميل النفط من ميناء السدرة شرقي البلاد، علماً بأن ليبيا كانت تنتج 1,22 مليون برميل يومياً بداية العام، فيما كانت تأمل في رفع معدّل الإنتاج إلى 2.1 مليون بحلول 2024، على ما أعلنت المؤسسة هذا الأسبوع، لكن نتيجة الأضرار قد ينخفض الإنتاج إلى 650 ألف برميل خلال عام 2022. وأجريت مطلع الشهر الجاري مفاوضات «تحت إشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة» لاستئناف إنتاج النفط الذي تسبّب توقفه في خسائر بـ6,5 مليارات دولار، وفق البيان.
صحيفة الأخبار اللبنانية