تحليلات سياسيةسلايد

الجيش ينهي تمرّد «الدفاع الوطني» في الحسكة

بعد أربعة أيام من الاشتباكات المتقطّعة، أنهى الجيش السوري تمرّداً لمجموعة من عناصر «الدفاع الوطني»، إثر عملية عسكرية محدودة شنّها في مدينة الحسكة، انتهت بتسليم جميع العناصر المتمرّدين أنفسهم، وسقوط ثلاثة جنود سوريين وإصابة آخرين. وكان ما أشعل التمرّد، قرار رسمي بعزل قائد الفصيل في المدينة، عبد القادر الحمو، على خلفية نزاعه مع أحد شيوخ قبيلة الجبور، عبد العزيز المسلط، منذ أكثر من شهر، بسبب خلاف على أفضلية المرور، وتعدّي عناصره بالضرب على الشيخ ومرافقيه.

وشاركت في عملية إنهاء التمرّد، التي بدأت ليل الثلاثاء – الأربعاء، وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية، بهدف السيطرة على كلّ مقرات «الدفاع الوطني» في المدينة، بعدما رفض عناصره، مع قائدهم، قرار قيادة «الأمانة العامة للدفاع الوطني» عزل قائد مركز الحسكة. واتّبع الجيش، في خلال العملية، تكتيكاً دقيقاً، نظراً إلى أن المراكز الأربعة لـ«الدفاع الوطني» تقع في تجمّعات سكنية مكتظّة بالسكان، ولضمان عدم وقوع عدد كبير من الضحايا. وفي الساعات الأولى، سيطر الجيش على المقرات الثلاثة الرئيسة، وحاصر منزل حمو بالقرب من حديقة تشرين وسط المدينة.

وفي المقابل، حاول العناصر المتمرّدون الضغط على الجيش من خلال إطلاق قذائف «هاون» بشكل عشوائي، لتسقط غالبيتها في الأحياء الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديموقراطية – قسد»، ما أدّى إلى مقتل طفل وإصابة آخرين. وبدا أن استهداف تلك الأحياء يرمي إلى استدراج «قسد» لمهاجمة الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش في وسط المدينة، وبالتالي تخفيف الضغط عنهم. وفي السياق، أكّدت مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الجيش أنهى التمرد بشكل كامل، وأعاد الاستقرار إلى المنطقة المحيطة بمنزل قائد الدفاع الوطني»، مشيرةً إلى أن «العملية استغرقت وقتاً طويلاً نسبياً، بسبب وجود عدد من المدنيين والنساء والأطفال في الأبنية المحيطة». وإذ لفتت المصادر إلى أنه «تمّ تأمين كلّ المدنيين الموجودين في محيطه ولم يُصَب أحد منهم»، فقد أوضحت أن العملية تأتي في سياق «التأكيد أن لا سلطة إلا سلطة الدولة، وأنه يتمّ التعامل مع أيّ تمرد أو خروج عن القانون بحزم».

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى