الجيش يُغلِق المجال الجويّ بالجولان المُحتّل وجنرالٌ إسرائيليٌّ يُحذِّر من الردّ الإيرانيّ الـ”ماكِر” على الاعتداءات بسوريّة ويؤكِّد: الكيان يجب أنْ يكون في حالة تأهبٍ قصوى

 

بأوامر من الرقابة العسكريّة في دولة الاحتلال امتنعت وسائل الإعلام العبريّة عن التطرّق المُباشِر للعدوان الإسرائيليّ ضدّ سوريّة أمس، واكتفت بالاعتماد على وكالات الأنباء، ولكن كان لافتًا للغاية أنّ جيش الاحتلال أعلن، صباح اليوم الثلاثاء، عن إغلاق المجال الجوي في الجولان السوري المحتل، بعد الهجمات التي وقعت الليلة في العاصمة السوريّة، دمشق. وذكرت وسائل الإعلام العبريّة أنّ المجال الجويّ مغلق أمام الرحلات الجوية المدنية حتى 5 آلاف قدم، وسيبقى الحظر ساريًا حتى نهاية شهر تموز (يوليو) الجاري، كما أكّد الناطق العسكريّ الإسرائيليّ.

وكانت طائرات إسرائيلية هاجمت عدة أهداف في دمشق، الليلة، قيل إنّها استهدفت أنظمة متطورة من الدفاعات الجوية الإيرانية المنقولة حديثًا لسوريّة، بحسب ما ذكر موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ نقلاً عن مصادر أجنبية.

مع ذلك، نشرت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبريّة-اليمينيّة، التي تُعتبر بوقًا إعلاميًا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، نشرت اليوم الثلاثاء، مقالاً للجنرال رونين إيتسيك، القائد السابق لسلاح المدرعات بجيش الاحتلال، قال فيه إنّ إسرائيل تخوض حربًا حقيقية ضد إيران لإضعاف قدراتها النووية وكذلك تواجدها في سوريّة وتعزيز قواتها وقدراتها هناك، وذلك باعتماد سياسة الغموض من خلال عدم تبنّي أيًا من الهجمات سواء داخل أوْ خارج طهران، حسبما أكّد.

وتحدث إيتسيك في مقالته عن الهجمات التي وقعت الليلة الماضية في دمشق، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل (التي لم يذكر اسمها بشكل واضح) تستغل الظروف الاقتصادية الإيرانية الصعبة وفيروس كورونا لتوجيه مزيد من الضربات لطهران وحلفائها، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ تل أبيب لم تثنِها أزمة الفيروس عن مواصلة هجماتها بطرق مختلفة، على حدّ قوله.

ورأى الجنرال السابق في جيش الاحتلال أنّ “هناك شخص ما في إسرائيل اتخذ القرار بمواجهة المشروع النووي الإيراني وقواتها في سوريّة، ولذلك تم تكثيف الهجمات مؤخرًا، سواء تلك السبيرانية أوْ الهجومية العسكرية، وتابع قائلاً إنّ هناك شخص ما قرر وضع حدٍّ لبرنامج الإيرانيين، وربما أكثر من ذلك، مُشيرًا إلى أنّه يبدو أنّ الفرصة قد نشأت لتكثيف معالجة مشكلة إيران ومحاولاتها زعزعة الاستقرار في المنطقة، كما زعم.

واعتبر الجنرال الإسرائيليّ السابق، أنّ الحرب الحالية تهدف إلى إضعاف قدرة إيران وردعها عن الحرب وإضعاف قدراتها في حال حدثت الحرب، مشيرًا إلى أنّ نهاية حرب لبنان الثانية صممت إستراتيجية جديدة تهدف لمنع الوضع من التدهور إلى حروب الصواريخ من خلال إضعاف قدرات الآخرين.

وأشار إلى تعرض قوافل الأسلحة والصواريخ لعشرات الهجمات خلال السنوات الأخيرة، سواء من البر أو البحر، مشيرًا إلى أن هذه الحملة ناجحة ولم تتوقف للحظة واحدة، وربما تتوسع أكثر، وتابع قائلاً تشمل الحرب الحالية التي تجري تحت الرادار، عبر البحر والبحر والجو والاستخبارات وحتى بطرق سيبرانية، الكل يعمل في نطاق واحد، ويبدو أنّ الغموض سيبقى مسيطرًا عليها، مشيدًا بتلك الحرب المستمرة منذ سنوات والتي تدار بطريقة مميزة للغاية.

وحذّر الجنرال إيتسيك في ذات الوقت من أنّ إضعاف إيران أكثر قد يدفعها باتجاه أنْ تكون ما أسماه بـ”العدو الماكر” وترد بضربات لا تعرف من أي اتجاه وأين يمكن أن ترد، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب حالة تأهب قصوى ومستوى عالٍ جدًا من الذكاء، على حدّ قوله.

وشدّدّ في ختام مقاله على أنّ هذه الزمن هو زمن الحسم، إنْ كان ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وإنْ كان ضدّ ما أسماها الميليشيات في سوريّة، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه يتعيّن على إسرائيل أنْ تنظِر ردًا إيرانيًا، دون أنْ يُفصِح عن ماهية ردّ الجمهوريّة الإسلاميّة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى