الحركة السياسية في سورية قبل وبعد السقوط : القوى السياسية المتحالفة مع النظام السابق تحدد هويتها الجديدة ! (3)
عماد نداف
خاص
في العاشر من كانون الأول 2024 وبعد يوم واحد من سقوط النظام خرجت الجبهة الوطنية التقدمية في سورية ببيان مغاير لبيان قيادة البعث الذي جمد عمل البعث وسلم ممتلكاته وجامعة قاسيون إلى الحكم الجديد، فأعلنت بوضوح أن عهداً انتهى وبدأ عهد جديد يتوق فيه أبناء الجمهورية العربية السورية إلى بناء دولتهم الجديدة على أسس واضحة ، يسودها القانون، الذي يحقق العدالة بين مواطنيها.
كان البيان واضحا يؤكد ضرورة الوقوف صفاً واحداُ ، ويدعم توجهات القيادة السورية الجديدة من اجل قطع الطريق على من أراد ويريد الشر لبلدنا ، والنيل من سيادتها ووحدتها أرضاً و شعباً.
ليس هذا فحسب، بل بادرت بعض أحزاب الجبهة التي تحمل تاريخا من العمل السياسي همشته السنوات السابقة من عمر النظام إلى إصدار بيانات يتضح فيها أنها تحاول الخروج من تحت الماء لتتنفس هواء جديدا، وجاء في أحد بياناتها أنه “بات علينا أن نجعل هذه الأيام شاهدا على وطنيتنا و مدنيتنا وحضارية سلوكنا” كما ورد في بيان حزب العهد الوطني الوريث لأكبر تجمع سياسي تاريخي هو حركة الاشتراكيين العرب التي بناها عثمان الحوراني وأكرم الحوراني في أيام الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال، وكانت حماه قلعته التاريخية، لذلك أعاد إلى الأذهان أنه أي “حزب العهد الوطني عريق في ماضيه وأمين في حاضره ومستعد لكل تضحية في المستقبل من أجل وطن حر تتحقق فيه كرامة وحرية الإنسان وسعادته في ظل أمن وأمان وسلم اهلي ” وأعلن صراحة أنه “على استعداد كامل للعمل ومد اليد بصدق ووفاء مع جميع الشرفاء للحفاظ على المؤسسات والأملاك العامة والخاصة وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الدكتور محمد الجلالي وبذلك يتعزز الإحساس بسلمية الانتقال وفتح آفاق المستقبل المشرق لوطننا الغالي”.
أما الحزب الشيوعي السوري بجناحيه (عمار بكداش) و(الموحد)، فقد بادر هذان الجناحان أيضا إلى تحديد موقفيهما الجديدين ، فقد أعلن الحزب الشيوعي السوري (الدكتور عمار بكداش) أن سورية شهدت “تغيراً جذرياً جرى خلال بضعة أيام، فقد تحقق ما نبه منه الحزب الشيوعي السوري عندما أشار مراراً إلى أن النهج الاقتصادي الاجتماعي المتبع من قبل النظام البائد سيؤدي إلى نتائج كارثية” وقال في بيانه : إن سورية تواجه ظروفا بالغة الصعوبة والتعقيد بعد انهيار النظام السابق،وسيطرة قوات هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق(…) ولم يتضح تماما حتى اليوم،البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحكام الجدد،لكننا نعتقد أن مهاماً كبرى تقع على عاتق الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني،يأتي على رأسها العمل بكل تفاني وإخلاص لإعادة الحياة إلى طبيعتها ومنع انتشار الفوضى، وصولاً لاستقرار البلاد وانتقالها المدروس والممنهج إلى دولة مدنية تضمن الأمان والسلامة والكرامة لجميع أبنائها”
أما الحزب الشيوعي الموحد فدعا إلى تجميع السلاح والمعدات العسكرية المتروكة في الشوارع والدوائر والمؤسسات وإعادتها إلى المخازن النظامية، وحماية المنشآت العامة والأملاك الخاصة من السرقة والتعدي، وقال : إن الحزب الشيوعي السوري الموحد لم يقصر في الماضي ببذل الجهود المخلصة من أجل المحافظة على سيادة سورية، وتلبية مطالب شعبها بالكرامة والحياة الرغيدة، وكنا- ومازلنا- وسنبقى، نضع ونقرر مواقفنا انطلاقاً من الحرص على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، وتلبية مطالب شعبنا، وهذا ما نقوم به ونفعله اليوم، في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة”.
كذلك أشار الحزب القومي الاجتماعي المشارك بالجبهة في تصريحاته إلى مسائل مجتمعية وسياسية ، ومن خلال مقابلته التلفزيونية أعلن أحد مسؤوليه مقابلته للأحداث بإيجابية وقال طارق أحمد في حوار تلفزيوني إننا ننظر بإيجابية لما حصل ، أنا قلت للواشنطن بوست مخاطبا الإدارة العامة للعمليات أنتم لاتستطيعون حكم سورية كما حكمتم ادلب . هناك مواطنة، نحن نصنع المواطنة بإيجابية . لدينا قلق باستمرار العمليات بين الحكم الجديد وبين قسد ومسد.
وفي المبدأ ندعو أن يتوقف نزيف الدماء في شعبنا ، نحن بكل الأحوال كل ما أردناه وقفنا ضد اراقة الدماء منذ أحدث 2011 ، وطالما أن الحكم الجديد لم يرق الدماء نقابله بإيجابية .
يتبع (4) موقف القوى المعارضة
بوابة الشرق الأوسط الجديدة