تحليلات سياسيةسلايد

الحكومة المغربية تتفاعل مع مطالب المحتجين وتندد بأعمال العنف

قال رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش اليوم الخميس إن الحكومة مستعدة للحوار لإنهاء احتجاجات الشبان التي دخلت ليلتها السادسة وتحولت إلى أعمال عنف في بعض أنحاء المملكة، فيما دعت العديد من الأحزاب والمنظمات إلى توعية المتظاهرين باتباع الطرق السلمية وعدم التورط في أي مخططات تستهدف استقرار المملكة التي يضمن دستورها حق التظاهر.

ويؤكد الدستور في تصديره على تشبث المملكة بـ”بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون” و”توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة، مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة”، ما يكرس مبدأ الحوار والمشاركة كاختيار لا رجعة فيه للدولة.

ويكفل الدستور المغربي حق الاحتجاج السلمي ويرفض رفضا قاطعا أي شكل من أشكال العنف وما يهدد أمن واستقرار المملكة.

وانزلقت الاحتجاجات إلى أعمال عنف حيث شهدت الليلة الماضية سقوط أول وفيات معلنة، إذ قالت السلطات أن قوات الأمن أطلقت النار على ثلاثة شبان مسلحين بسكاكين كانوا يحاولون سرقة أسلحة وذخيرة في القليعة قرب أغادير.

ووقع الحادث عندما هاجم نحو 200 شخص مركزا لقوات الأمن، ما أدى إلى إصابة بعض أفرادها لترد القوات في بادئ الأمر بإطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية.

وقال أخنوش في بيان “نؤكد أن الحكومة عبر مختلف الأحزاب المكونة لها قامت بالتفاعل مع مطالب التعبيرات الشبابية، وتعلن تجاوبها مع هذه المطالب المجتمعية واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العمومية”، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وأضاف أن “المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات التي يواجهها المغرب”.

وأشاد في بيان برد فعل قوات الأمن على احتجاجات حركة “الجيل زد 212” الشبابية، وقال إن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى ثلاثة.

ويعد الحوار آلية أساسية للديمقراطية التشاركية، تنص عليها مقتضيات دستور 2011 وتعلن الحكومة عن استعدادها للنقاش داخل المؤسسات والفضاءات العمومية لإيجاد حلول للإشكالات الاجتماعية والاقتصادية، كنهج وحيد لمعالجة مختلف التحديات.

وبالإضافة إلى التفاعل مع احتجاجات الشباب، يواصل المغرب نهج الحوار الاجتماعي الذي يجمع الحكومة مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية والاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وأحدثت المملكة هيئات للتشاور بهدف إشراك مختلف الفاعلين الاجتماعيين في إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها.

واستخدمت حركة “الجيل زد 212” منصات على الإنترنت مثل تيك توك وإنستغرام وتطبيق الألعاب ديسكورد ونددت بالعنف ودعت إلى احتجاجات سلمية جديدة في المدن الكبرى وقالت في بيان على تطبيق ديسكورد “إلى كل الشباب الخارج للاحتجاج: نطالبكم بالالتزام بالمبادئ الثلاثة الواضحة: 1- لا كلام نابيا ولا إهانات. 2- لا شغب ولا تخريب للممتلكات العامة والخاصة. 3- لا تراجع عن السلمية وحافظوا على كرامتكم وكرامة الحراك”.

وتعهدت السلطات بملاحقة المشاركين في أعمال النهب أو التخريب. وقال أحمد والي علمي، المسؤول الكبير بمكتب المدعي العام “أعمال التخريب وإضرام النار وأعمال العنف التي طالت الممتلكات العامة والخاصة وألحقت أضرارا بدنية بالأشخاص عقب الوقفات غير المصرح بها، لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بحرية التعبير”.

وأضاف أنها “عبارة عن أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون الجنائي بعقوبات سجنية ثقيلة تتراوح بين 10 و20 سنة سجنا وقد تصل في بعض الأحيان إلى 30 سنة وأحيانا أخرى إلى المؤبد إذا اقترنت بظروف تشديد”.

وحركة “الجيل زد 212” مستوحاة من احتجاجات مماثلة قادها شبان في آسيا وأميركا اللاتينية. وارتفع عدد الأعضاء في خادم ديسكورد الخاص بالحركة من نحو 3000 الأسبوع الماضي إلى أكثر من 150 ألفا اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية المغربية رشيد الخلفي إن سبعين بالمئة من المشاركين في أعمال التخريب والاشتباكات مع قوات الأمن في مختلف أنحاء المغرب كانوا من القصر.

وأضاف أن “عناصر الدرك الملكي اضطرت إلى استعمال السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس، نتج عنه تسجيل ثلاث وفيات”، وذلك بعد انخراط مثيري الشغب في عمليات هجوم بأسلحة بيضاء واقتحام بنايات مملوكة للدولة ومقرات ومصالح أمنية.

وقالت وزارة الداخلية إن عدد المصابين ارتفع بحلول اليوم الخميس إلى 640، بينهم 589 من عناصر قوات الأمن. وأضافت أن 413 مركبة تابعة لقوات الأمن و195 سيارة خاصة تضررت.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن السلطات “ستواصل تنفيذ العمليات النظامية والأمنية الرامية إلى توقيف كافة المتورطين في أعمال العنف والشغب وذلك بما تقتضيه المسؤولية الملقاة على عاتقها من حزم وصرامة في مواجهة كل الأفعال المخالفة للقانون”.

وانتقد العديد من المغاربة تصاعد العنف. وقالت فاطمة (54 عاما) أمام بنك أُحرق في منطقة مكتظة بالسكان في سلا، قرب الرباط “كنت أدعم مطالبهم بشأن التعليم والصحة لكن بعد أن رأيت هذا الحريق أتساءل كيف سيساعدهم هذا في تحقيق المطالب؟”.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى