كيف أعرف أنني أعيش الحياة الزوجية السعيدة ؟
كيف أعرف أنني أعيش الحياة الزوجية السعيدة ؟ حيث تهدف إلى خلق أسرة سعيدة على أسس متينة، تكون مبنية على التفاهم والحب بين الزوجين قبل أن تكون حقوقًا وواجبات، مع تقبل كل طرف عيوب الآخر، وليس من السهل الوصول للحياة الزوجية السعيدة، لإنها تحتاج إلى جهد متواصل وعقلانية وحكمة وصبر وإخلاص حتى يتم الوصول إليها.
الحب وحده غير كاف لتحقيق الحياة الزوجية السعيدة
الحياة الزوجية عبارة عن تجربة حياتيّة مشتركة بين طرفين
تقول إستشاري العلاقات الأسرية نرمين فؤاد لسيدتي : “الحياة الزوجية عبارة عن تجربة حياتيّة مشتركة بين طرفين تحت سقف واحد، ويعيشان كشريكين في كلّ شيء أيضا. لذا فهو إتحاد رجل وامرأة في إطارٍ من الحقوق والواجبات، والسعادة في الحياة مطلب إنساني مهم وضروري للرجل والمرأة أيضا. والحب وحده لا يكفي لتحقيق الحياة الزوجية السعيدة، بل يلزمها عمل ومثابرة ومتابعة. كما ولا بد من توافر عناصر أخرى، كالسكينة والمودة، والتسامح والتراضي بين الزوجين أيضا. وتبادل الحب والإحترام في كل الأوقات حتى في وقت الغضب والمشاكل حتى تسير عجلة الحياة، وتسودها المحبة والطمأنينة والألفة، وتفاني كل منهما في تلبية رغبات الآخر بالقول والفعل”.
صفات الأزواج في الحياة الزوجية السعيدة
تقول نرمين فؤاد إن أي علاقة بين طرفين لها ظروفها وخصوصياتها التي تميزها، فالحياة الزوجية السعيدة بشكل عام تميزها صفات مشتركة، فيمكنك سيدتي أن تعلمي هل تنطبق صفاتك مع صفات الأزواج السعداء.
إمتلاك المهارة في الحوار
الحوار عامل أساسي ومهم في نجاح العلاقة الزوجية. وهو أن يمتلك كلا الزوجين مهارة التعبير والتحاور مع الطرف الآخر. وعندما تجيد الزوجة فن الحوار تكون أكثر قدرة على ضبط نفسها، وتهدئة زوجها عند الغضب أيضا. فالعصبية لا تساعد صاحبها على إمتلاك أسلوب الحوار لأن طبيعته تتنافى على تقبل الرأي الآخر، فالحوار هو أفضل أداة لحل أي مشكلة حياتية، ولا بدّ أن يكون الحوار على أساس قوي يمكنهم من تحقيق غايتهم.
المستوى الثقافي للزوجين
المستوى الثقافي والتنشئة الإجتماعية يحددان خط سير وشكل الحوار، فيدل أولاً على رقي الشخص، إمتلاك اللباقة، الذكاء، الشفافية، وإحترام الشريك دون مقارنات أو إهانات أو التقليل من شأن أو إحتياجات الطرف الآخر، فيؤدي إلى الشعور بالحب والأمان.
الصبر وسعة الصدر
الزواج الناجح يحتاج إلى جهد و صبر كبير وسعة صدر واضحة، ولا يمكن إنجاح العلاقة دون طاقة الصبر، والإحتواء، والمعاشرة الطيبة والتعاطف، والصبر على الإساءة وتقبل إختلاف الشريك، والإستماع للطرفين بعضهما البعض بلطف ورقة وسعة صدر وهدوء وعذوبة، خصوصاً في أوقات أزماته، بل يحرصان على أن يكون الإحسان والمعروف هما الأصل الحاكم على سير الحياة الزوجيّة.
القدرة على تقبل الاختلاف
أي القدرة على تقبل وجود بعض الإختلافات في شخصية الزوجين، وتقبل فكرة قابلية عدم الإتفاق على بعض الأمور والتحلي بالصبر وقوة التحمل على الطباع المختلفة. كما ومعرفة أن التفاوت في الطباع أمر وارد ولا يفسد الحياة بين الزوجين. فالزوجين من بيئتين مختلفتين، ومن الضروري تقبل العيوب وإيجاد أرضية مشتركة بين طرفي العلاقة يكون قائم علي التقبل والتفاهم والمرونة أيضا.
الثقة المتبادلة في الحياة الزوجية السعيدة
تعتبر الثقة عنصر حاسم في الحياة الزوجية السعيدة. بالإضافة إلى الثقة المتبادلة والتي تساعد في تعزيز العلاقة بين الزوجين وتحقيق السعادة والإستقرار أيضا. وهي تكسب الشريكين الراحة والأمان والاطمئنان، وتعكس الإحترام والتقدير بينهما. ومن خلال الثقة، يمكن للزوجين تحقيق السعادة في الحياة الزوجية، وتعني إلتزام الشريكين بالوفاء بوعودهما لبعضهما، إلى جانب الصدق والشفافية في التعامل.
التواصل الجيد
التواصل الفعال هو المفتاح لعلاقة قوية وصحية أيضا. ويهدف التواصل بين الأزواج إلى حل النزاع وإعادة بناء القرب والألفة. كما ويعينهما على الإرتقاء بالعلاقة، مما يزيد من عمق التآلف والترابط أيضا. فإذا كانت لدى الأزواج السعداء مشكلة فإنهم يتحدثون عنها، بالتواصل وتهوين المواقف الجادة والحزينة بينهما. سواء كان هذا بتعبيرات الوجه أو بعبارات التحدث أو بالإيماءات الجسدية أيضا.
شجاعة الزوجين
الشجاعة على الخوض في المشكلة وعدم تجاهلها بقصد حلها. فعندما يتجنب الزوجان أي شجار بينهما، فإنهما في الحقيقة يتجنبان الحديث. ومع الوقت سيكونان مثل الغرباء، ولن يعرف أيٌّ منهما الأشياء التي تزعج الآخر أيضا. ولكي نجعل من زواجنا زواجاً ناجحاً لا بدّ من أن نملك الشجاعة على الخوض في المشاكل التي نواجهها. كما ولا نعمل على إغفالها أو تجاوزها كأن شيئا لم يكن.
الشغف في الحياة الزوجية السعيدة
الشغف هو سر الإستمتاع بكل تفاصيل الحياة بين الشريكين، بل هو الوقود الحقيقي لإستمرارية الحب، وكثيراً ما يكون سبباً لإستمرار العلاقة نفسها، وفقدانه يعد مؤشرًا خطيرًا لحدوث خلل في الترابط بين الزوجين، فالشغف هو ملح العلاقة الزوجية، وهو الذي يمنحها حيويتها، والالتزام بالعلاقة الزوجية دون وجود الشغف يؤدي إلى علاقة فارغة وباهتة، والتواصل الجيد بين الزوجين هو الذي يغذي هذا الشغف ويبني العاطفة بينهما.
تحمل فترات الركود
الأزواج يمرون عادة في مرحلة ركود يحتاجون فيها إلى وقت ومساحة أو فترة صمت، لا يكون السبب فيها أحد الأطراف، ولكن لا بد أن يتحمل الطرفين هذه الفترة ولا بد من التحكم فيها، وأن يكونا واعيين لفترة الركود بإنها فترة مؤقتة وستمر بسهولة ويسر، ولكن لا بدّ من التغاضي عن الأخطاء التافهة والتسامح وإحياء الحب بالإهتمام والتفان بين الطرفين.
الإلتزام في الحياة الزوجية السعيدة
الأزواج السعداء ملتزمون ببعضهم البعض، بحسن التعامل والمعاشرة فلكل منهما إحتياجات وإلتزامات. وهذا الالتزام من الطرفين هو الذي يجلب السعادة و إستقرار العلاقة. كما ويمنح كلا الزوجين القوة للتعامل مع أي مشاحنات وتوترات تمر بهما العلاقة أيضا. والالتزام بين الزوجين هو أن احداً لن يدير ظهره ويرحل عندما تنشأ المشاكل، وهو صمام الأمان للزواج. كما وهو يعزز العلاقة الزوجية والإلتزام موجود كأساس ثابت قوي يحافظ على العلاقة.
العطف
الحياة الزوجية السعيدة والصحية هي الغنية بالسكن والمودة والسكينة هي التي يستمر فيها كلا الطرفين بإظهار العطف لبعضهما في جميع الأوقات وكذلك في أوقات الأزمات، وهي إ رتواء العلاقة بين الزوجين بالحـب والحنـان والمودة والرحمة بحيث لا يكون عندهما نقص في المجال العاطفي،وهو أمر مهم في الحياة الزوجية ويساهم في تقوية العشرة والسعادة بينهما.
مجلة سيدتي