الخرطوم: مؤتمر دول جوار ليبيا يدعو لاحتواء المقاتلين الأجانب

استضافت الخرطوم فعاليات اجتماع دول جوار ليبيا لبحث حل الأزمة السياسية في البلاد، وبحث سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في ليبيا والقضاء عليها ووضع حد للقضاء على ظاهرة المقاتلين الأجانب.

وشارك في الاجتماع كل من: السودان ومصر وتشاد وتونس والجزائر، إضافة إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة، وممثلين للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، إضافة الى ممثلي كل من فرنسا وإيطاليا وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد في كلمته «نتطلع لقيام دول الإقليم والاتحاد الأفريقي بدور إيجابي في رفد هذه الجهود لإحلال السلام في ليبيا».

وأضاف: «إن السودان يمد يده للفرقاء الليبيين كافة لخلق الأجواء المناسبة للحوار وتهدئة الصراع، معرباً عن أمله أن تساهم العمليات الأمنية المشتركة على المناطق الحدودية بالتوافق مع ليبيا ودول الجوار الليبي الأخرى في إزالة خطر وجود بعض المجموعات المسلحة الوافدة إلى الجنوب الليبي والتي حولت ذلك الجزء من ليبيا الى ساحة معارك بديلة لها».

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال كلمته أمام الاجتماع الوزاري إن «اجتماع الخرطوم يُتيح الفرصة لتحديد الخطوات المقبلة التي يمكن أن تُساهم في التوصل الى تسوية شاملة للأزمة، مع التسلح في ذلك بثوابت موقف دول الجوار تجاه ليبيا، وعلى رأسها الالتزام بالحل السياسي كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة، وتحقيق المصالحة بين مختلف أطياف الشعب الليبي من دون إقصاء أو تهميش، ورفض التدخل الخارجي والخيار العسكري لتسوية الأزمة، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على كيان ووحدة الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية».

وشدد على أهمية احترام «أن يكون الحل ليبياً – ليبياً، بعد إثبات التجربة أنه لا مستقبل في ليبيا لحلول مفروضة من الخارج، ولا يمكن أن يقبل الليبيون أو أن تقبل دول جوار ليبيا، أن يترك مستقبل هذا البلد الشقيق فريسة لأطراف وقوى خارجية لا يهمها سوى تحقيق مصالحها الضيقة والسيطرة على مقدرات الشعب الليبي». كما دعت ممثلة الاتحاد الأفريقي الدكتورة أميرة الفاضل، مفوضة الشؤون الاجتماعية إلى تنظيم مؤتمر ليبي جامع للسلم والتصالح، بهدف تشكيل حكومة جديدة ووضع خريطة زمنية وآلية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأضافت أن «الأزمة الليبية تشكل انشغالاً كبيراً للاتحاد الأفريقي، ولذلك فقد اتخذت قرارات عدة وإجراءات للمساعدة في حلها، مؤكدة أن التدخلات الأجنبية، والتشرذم الداخلي، يمثلان سببين أساسيين في تعقيد المشكلة الليبية وعدم حلها، داعية الى التضامن وتوحيد الجهود على المستوى الداخلي والخارجي للوقوف مع ليبيا.

وأعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، تسرب عناصر من المتطرفين من دولة النيجر أخيراً، إلى الجنوب الغربي من ليبيا وأبدى سلامة خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، قلقاً بالغاً لوقوع عمليتين إرهابيتين كبيرتين، نفذَّهما قادمون جدد، إلى الجنوب الليبي. وأضاف: «بالنظر إلى صعوبة الوصول والتمركز بالنسبة إلينا في الأمم المتحدة في تلك البقعة الشاسعة في ليبيا، نود لفت الانتباه إلى خطورة الأمر».

وتابع: «أتفهم القلق الذي يساور دول جوار ليبيا، لا سيما تلك التي تجاور جنوب ليبيا لوجود حركات مسلحة ليبية، وتشكيلات مسلحة غير ليبية، وتصاعد تمركز الحركات الإرهابية ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية، وإجمالاً كلها عناصر لا تبعث على الارتياج وأوضح سلامة أن المشاكل التي ضربت الهلال النفطي مؤخراً، والاشتباكات الدموية التي أوقعت أكثر من 130 ضحية في شوارع طرابلس في أيلول (سبتمبر) الماضي، تستوجب وقف القتال وحماية المدنيين، والتوصل إلى وقف إطلاق النار لتعزيز وحدة المؤسسات الليبية.

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى