إن معنى حق الخصوصية بين الزوجين يعني أن يحتفظ كل من الزوجين بخصوصية شؤونه وأموره الخاصة، متضمنة معلوماته وبياناته وأشياءه التي يريد الاحتفاظ بها لنفسه، فمراعاة خصوصية شريكك هي علامة على التحضر والاحترام، فأن تتوقف عند خصوصية شريكك يعني أنك تحترم حدوده، وتثق في قدرته على مشاركة ما هو مهم معك، فالشعور بالخصوصية يساعد الناس على الحفاظ على شعورهم بالاستقلالية والحصول على الوقت والمساحة لأنفسهم، وللتعرف إلى المزيد من الخصوصية بين الأزواج وأهميتها، تابعي السياق التالي والذي التقت فيه سيدتي مع استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د.سميرة دعدور في حديث حول الخصوصية وسياقاتها وأهميتها، ثم أخبرينا رأيك عن موضوع الخصوصية بين الأزواج وإلى أي حد يُسمح بهذه الخصوصية.
متى توافرت الثقة والاحترام بين الزوجين تكسرت كل الحواجز
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د.سميرة دعدور لسيدتي: لاشك أن المسافة، الخصوصية بين الزوجين ضرورية للمحافظة على استمرارها بقوة وصلابة، فالأصل في الحياة الزوجية أنها حياة لها استقلاليتها وخصوصيتها، فلا يتدخل أحد في حياة الزوجين حتى عند حدوث خلافات طبيعية بينهما، وهناك أيضاً حدود ومسافات وخصوصية بين الزوجين في عدة أمور لا بد منها، يجب ألا يتخطاها كلا الشريكين حتى لا يحدث الصدام بينهما، وطبيعة العلاقة بين الزوجين هي التي تمثل مؤشراً لحجم ومساحة الخصوصية بين الزوجين، فالعلاقة المرنة بين الزوجين ودرجة التفاهم بينهما هي التي تجعل مساحة الخصوصية أبسط وأجمل وأرقى، ومتى توافرت الثقة والاحترام بين الزوجين، تكسرت كل الحواجز والجسور بينهما، فالحفاظ على الخصوصية مسئولية الزوجين، ومن الضروري الالتزام بالصراحة والوضوح في كل الأمور، والإخلاص للشريك في السر والعلن، والحرص على العلاقة الزوجية والحفاظ على أسرارها، وتجنب الأفعال التي تثير الشك في نفس الشريك.
مفهوم الخصوصية في الزواج
الخصوصية في الزواج تعني الاعتراف بأنه على الرغم من أنكما شخص واحد، إلا أنكما شخصان، فليس هناك شخصان متطابقان في كل الأمور في هذه الحياة، فمهما كان الزوجان متحابين أو قريبين من بعضهما وتربطهما ألفة كبيرة فإن هناك خصوصيات لكل إنسان يجب احترامها، وهذا لا يعني أن لأي من الزوجين الحرية المطلقة في ممارسته متجاهلاً شريكه في الحياة، وإنما هذا الحق مقيد بعدم الإضرار بالآخر ضرراً معنوياً أو ضرراً مادياً، من خلال إساءة استعمال الحق والتعسف فيه والخروج به عن الآداب العامة، ولكن تعني أن تكون الخصوصية صحية وصادقة، ولا تضر بالشريكين ببعضهما البعض، ولكن تتضمن قضاء وقت بمفردهما دون مراقبة، وهذه الخصوصية بين الزوجين سلاح ذو حدين إن زادت على حدها أثقلت القلوب، وإن تناقصت عن المطلوب كانت سبباً في ضعف العلاقة الزوجية وهشاشتها، لذلك لابد أن تكون معتدلة ومرنة بين الشريكين.
بعض الأمور يجب أن تبقى خاصة
تقول د. سميرة دعدور: لاشك في أن للزوجين حقه الإنساني في أن يحظى بجزء من الخصوصية في علاقاته بأصدقائه وأسراره ومادياته أحياناً، فإن الاحتفاظ بهذه الأنواع من الأسرار قد يضمن لك الشعور بالخصوصية والمساحة، وقد ينتابك الشعور بالقرب من شريكك؛ لذا فهناك بعض الأمور يجب أن تبقى خاصة وهي:
الماضي ملك لصاحبه
ينبغي ألا يتطرق الشريكان في الحديث عن الماضي، أو إذا حدث أمر محرج أو مؤلم في الماضي، فلا داعي لإثارته وإعادة إحيائه سواء للزوج أو الزوجة، فالماضي ملك لصاحبه، والحديث عنه قنبلة موقوتة، وإعادة إحياء تلك العلاقات يخلق انعدام الأمان والانفصال في العلاقة.
الفضول يدفع للتجسس
الفضول بالاطّلاع إلى هاتف شريكك، يعتبر اقتحاماً لخصوصيته المحضة، والتعدي عليها يشعر شريكك، بانعدام الثقة بينكما؛ مما يؤذي العلاقة الزوجية ويجعلها ضعيفة، ويؤدي إلى سوء الظن الذي قد يدمر مسار العلاقة الزوجية.
أسرار بيتك خط أحمر
لابد من الحفاظ على أسرار حياتك الخاصة وبيتكِ، بعيداً عن الأهل والأصدقاء، والاحتفاظ بأسرار أسرتك والأصدقاء بعيداً عن شريكك، ومساعدة الشريك وإعانته على عدم هتك أسرار الأهل والأصدقاء بعدم الإلحاح لمعرفتها، فلابد أن يكون الشريكان على قدر عالٍ من المسؤولية في حفظ السر.
أمور لا تقتضي الخصوصية بين الشريكين
القضايا الصحية
فلا يجوز لأحد الزوجين أن يكتم عن الآخر مرضاً أصيب به، فصحة الشريكين من الأمور التي تحتاج إلى الإفصاح عنها للمشاركة، لذا لابد من الشفافية والوضوح، وتشمل السلامة الجسدية والعقلية، والتكتم على مرض خطير أو منهك لن يؤدي إلا إلى إعاقة شريكك بطريقة ما في المستقبل.
الشؤون المالية
عادة ما يكون هذا موضوعاً حساساً، ولكن لا يمكن إخفاؤه دون التسبب في مشاكل ضارة محتملة للعلاقة، فيجب أن يكون كلا الشريكين منفتحاً وصادقاً، مع وجوب احترام رغبة الشريك في الاحتفاظ ببعض الأمور المادية تخصه، وبشأن شؤونهما المالية وعادات الإنفاق، فهذه المحادثات حيوية لاتخاذ القرارات في الزواج والتخطيط للمستقبل معاً، وبدونها، غالباً ما يواجه الزوجان صراعات ومشاكل مالية.
أهمية الخصوصية في نجاح الحياة الزوجية
تقول د. سميرة دعدور إن الخصوصية لا تعني أن يحيط الشريك كل تفاصيل حياته بالسرية التامة والغموض الكامل، ولكن تعني وجود مساحة معقولة مرنة تكفل له الحق في الاحتفاظ بشيء من الخصوصية، ولهذه الخصوصية أهمية في نجاح العلاقة الزوجية وهي:
- الخصوصية تمنح الهدوء في العلاقة بين الشريكين، وهي تساعد في استمرار الود والمحبة بين الشريكين، فيشعر كل منهما بأن له مساحة في أمور معينة، فهذا يجعله في ارتياح للشريك الآخر، فلا يشعر بالضغط أو الإجبار أو المراقبة المستمرة.
- الخصوصية تمنح السعادة الزوجية وتمنع الإحراج والتلصص والتربص والمراقبة.
- الخصوصية بين الزوجين ضرورية للمحافظة على استمرارها بقوة وصلابة، وترسيخ العلاقة وخلق المودة والرحمة بدلاً من الصراعات والشد والجذب.
- مراعاة خصوصية شريكك هي علامة على أنك تحترم حدوده، وتثق في قدرته على مشاركة ما هو مهم معك.
- إن الشعور بالخصوصية يساعد الناس على الحفاظ على شعورهم بالاستقلالية والحصول على الوقت والمساحة لأنفسهم.
- تمنع إلحاق الضرر بأي من الزوجين عن طريق التعدي على حقهما في الخصوصية، على وفق قاعدة: “لا ضرر ولا ضرار”.
- حفظ الخصوصية بين الزوجين تعني الحماية والوقاية الضرورية من التحديات السلبية المُهلكة.
مجلة سيدتي