الخوف الذي لا يخيف
لم يعد الخوف مخيفا ، ففي
غابتنا هذي تخلى الربيعْ
عن خضرة العشبِ
و عقد الثمر
لم يعد الخوف مخيفا ففي
غابتنا هذي توارى الخريفْ
و احتضر الصيف
الذي اشتاق بلا جدوى
عناق المطر
….
لم يبق فوق الشاطئ الرمليَ
إلا جثة الطفل الذي ماتَ
ولا أم تناجيه
و لا أب ظهرْ
من أين هذا الطفل ؟
من دمشق أم درعا ؟
و من ألبسة قميصه الاحمر
عندما هاجر من بلدتهِ
إلى المجر ؟
و هل أعادوا أمه
و طردوا والده
و تركوه وحده
يغرق في البحر الذي انفجرْ؟
لا شيء لا خلاصْ
سوى الهرب من غابتهمْ
و الركض في الفلاة
و النوم على حقائب السفرْ
…..
تلك القرى قرانا
و الماعز الذي يقفز في الجبال
ماعزنا
و ذلك الجنديُ
من يوزع الموتَ
هو إبننا
و ذلك المحارب الآخرُ
صهرنا
فمن هو الجاني
سوى الذي علمنا
السباق في النفاق
و الهجر والطلاق
و الخوف من أعز الصحبِ
و الرفاق؟
و من سقانا السمَ
في كتبِ المدارس
وقال عنها أنها
رجاءُ كل يائس
…..
لم يعد الخوف مخيفاً
و قد تحطم الجدار
لكن جدرانا سواه
كيف أسميها
و لم أجد فيها
سوى الغبارْ