تحليلات سياسيةسلايد

الدبيبة يوقف وزير الداخلية بعد فشل حكومته أمام الفصائل المسلحة

كشفت الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ ليلة الخميس وظهر الجمعة عن الفشل الأمني لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مع ارتفاع حصيلة المواجهات المسلحة إلى 13 قتيلا و30 جريحا.

وللتغطية على فشل حكومته في التعامل مع اشتباكات الفصائل المسلحة التابعة للمجلس الرئاسي، سارع الدبيبة الى إيقاف وزير الداخلية خالد مازن عن العمل وتكليف وزير الحكم المحلي، بدر الدين التومي، بتسيير مهام الوزارة ابتداء من الجمعة حتى إشعار آخر.

جاء ذلك في رسالة وجهها الدبيبة إلى التومي، وفق المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن القرار جاء وفقا لمقتضيات المصلحة العامة.

ومنذ وقت متأخر من ليل الخميس تشهد العاصمة طرابلس صراعا بين الفصائل المسلحة على النفوذ والسيطرة، في ظل غياب أي دور لحكومة الدبيبة التي يتولى فيها وزارة الخارجية إلى جانب رئاسة مجلس الوزراء.

وبينما لازمت حكومة الدبيبة الصمت إزاء اشتباكات العاصمة طرابلس، سارع المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، الجمعة، إلى إصدار بيان دعا فيه “جميع أطراف الصراع إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى مقراتهم فورا”، وحض وزيري الدفاع والداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها فرض الأمن داخل العاصمة.

وارتفعت حصيلة الاشتباكات في طرابلس، الجمعة، بين جهازي قوة الردع والحرس الرئاسي أكبر الميليشيات في العاصمة الليبية إلى 13 قتيلا و30 جريحا.

وقال أسامة علي المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ (حكومي)، إن بين القتلى عسكريين ومدنيين، أحدهم طفل.

وفي السياق، قال الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة، إن رؤساء الحكومة عبدالحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي محمد المنفي، والأركان محمد الحداد، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، يعقدون الآن اجتماعا لبحث الأوضاع في طرابلس.

وأضاف حمودة في بيان نشره عبر فيسبوك، أن “جهاز الرّدع يُعلن التزامه بوقف الاشتباك بعد جهود متواصلة من رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس الوزراء”.

ولم تكشف تصريحات الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية الأسس التي جرى الاتفاق عليها لوقف الاشتباكات، إلا أن مصادر مقربة من جهاز الردع أشارت إلى أن أحد شروط الأخير عدم عودة كتيبة ثوار طرابلس وآمرها أيوب أبوراس إلى المقار التي فقد السيطرة عليها، ولم تستبعد المصادر تسليم هذه المقار إلى اللواء 444 قتال برئاسة محمود حمزة الذي تم تشكيله قبل نحو سنتين تحت إشراف وتدريب تركي.

وفي وقت سابق الجمعة، كلف المجلس الرئاسي في خطاب رسمي، الفريق أول ركن محمد الحداد، “بفض الاشتباكات بين الوحدات المتقاتلة في العاصمة طرابلس.

وعادت الاشتباكات الجمعة مع تبادل إطلاق نار كثيف في شرق المدينة قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي حيث لجأ الكثير من الناس خلال الليل هربًا من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية ووكالة فرانس برس.

والمواجهات التي دارات رحاها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بمناطق سكنية في طرابلس، جاءت على خلفية اختطاف جهاز الحرس الرئاسي أحد عناصر جهاز الردع وهو عصام هروس بمنطقة معسكر السعداوي، وذلك ردا على اعتقال “الردع” أحد عناصرها وهو أكرم دغمان، المتهم بقضايا قتل وخطف وتعذيب وابتزاز.

واندلعت الاشتباكات العنيفة في الأحياء الشرقية لطرابلس بعيد منتصف ليل الخميس ما أثار ذعرا بين السكان في الشوارع المزدحمة والحدائق في ليلة صيفية حارة.

وبعد ساعات من التوقف عن القتال بتدخل اللواء 444 قتال صباح الجمعة لوقف الاشتباكات، ووضع مركباته المسلحة في منطقة عازلة على دوار الفرناج (شرق طرابلس)، قبل أن يتم استهدافه بنيران كثيفة.

وكان المتحدث باسم جهاز الإسعاف أسامة علي قد أعلن أن 60 طالبا علقوا في مباني سكن جامعية بسبب الاشتباكات. وأُرسلت سيارات إسعاف لإجلائهم إلى مستشفى طرابلس.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات العربات التي تركها أصحابها هربا من إطلاق النار.

وقال المختار محمد المحمودي، وهو رب عائلة من سكان منطقة الفرناج شرق العاصمة، “أمضينا الليلة في المخزن تحت الارض لتفادي الرصاص ولكن الاطفال لا يزالون خائفين ولا يريدون الخروج”.

وتقع العديد من صالات الاحتفالات في منطقة الاشتباكات. ووجدت مئات النساء اللواتي كن يحضرن حفلات زفاف أنفسهن محاصرات وسط القتال وعاجزات عن العودة إلى ديارهن. وجاء المسعفون لمساعدتهنّ وتم اجلاؤهن إلى مركز طرابلس الطبي والمناطق الآمنة.

وعبر السفير الأميركي مبعوث الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند عن “دعم الولايات المتحدة بقوة دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى ممارسة ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار من أجل حماية المدنيين”.

وقال نورلاند، في تغريدة عبر تويتر “يجب على جميع الفاعلين حل نزاعاتهم من خلال الحوار وليس العنف”.

وأعربت بعثة الامم المتحدة في ليبيا عن “قلقها البالغ” ودعت “جميع الليبيين لكي يبذلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتهم عبر الحوار”.

واعتبرت في بيان الجمعة أن “أي فعل يعرض أرواح المدنيين للخطر غير مقبول”، مطالبة “بالتحقيق في الأحداث وتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم”.

وقامت الخطوط الجوية الليبية بتحويل رحلاتها القادمة من القاهرة، وخطوط العالمية (غلوبال) القادمة من بنغازي، والتي كان من المقرر أن تهبط في مطار معيتيقة القريب من موقع الاشتباكات، إلى مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شرق طرابلس.

وأوقفت إدارة مطار معيتيقة الحركة الجوية حتى إشعار آخر.

تشهد طرابلس بشكل متكرر اشتباكات مسلحة بين الميليشيات المنتشرة فيها والتي تتبع للأجهزة الأمنية المختلفة، وترتبط بعلاقات متناقضة وتتنافس على مناطق النفوذ ومصادر الثروة.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى