الدراما السورية في أزمتها الكبرى: انزياح عن أهدافها وعدم ملاءمتها للأسرة السورية!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط

انشغلت قاعة المركز الثقافي العربي في أبي رمانة بدمشق مساء الثلاثاء الماضي بحوار جديد حول الدراما التلفزيونية السورية، وكان الحوار ضمن حلقات خاصة بالبرنامج الإذاعي الشهير (كاتب وموقف) الذي يعده ويقدمه لإذاعة دمشق الإعلامي المخضرم عبد الرحمن الحلبي ..

وقد شارك في الندوة الكاتب السوري حسن م.يوسف ، والمخرج التلفزيوني محمد فردوس أتاسي، والمخرج الإذاعي حسن حناوي، إضافة إلى الكاتب عماد ندّاف ، ودار الحديث حول عنوان أساسي يتعلق بالمشهد التلفزيوني وخصائصه في الدراما التلفزيونية مع ذهاب نسبي إلى المسمع الإذاعي الذي أنتجته الدراما الإذاعية الشهيرة منذ أيام القصاص الشعبي حكمت محسن .

وقد أثير موضوع تعريف الدراما في بداية الحوار، حيث جرى التأكيد على علاقة الدراما العضوية بالحياة، ومقوماتها المتعلقة بالصراع والنأي عن الملل، واستعيدت مشاهد مهمة من ذاكرة الدراما السورية، من بينها المشهد الأخير في المسلسل الشهير (نهاية رجل شجاع) الذي أعده حسن م.يوسف عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائي الكبير حنا مينه ، حيث أخرج الفيلم نجدة إسماعيل أنزور . كما عقدت مقارنة بين نهاية الرواية ونهاية المسلسل، والصياغة الإبداعية للمسلسل المختلفة عن النهاية الموجودة في الرواية..

دخل المشاركون في ندوة (كاتب وموقف) في عمق أزمة الدراما التلفزيونية السورية، فأشاروا إلى موضوعاتها واتجاهاتها وشراء مقوماتها وأثر الحرب عليها، لكنهم عادوا وأكدوا أنها تقوم على مرتكزات أساسية هي أنها فن أولا وصناعة ثانيا وتجارة ثالثا بحكم حاجتها إلى التسويق .

وبرزت وجهات نظر حادة تتعلق بانزياح الدراما التلفزيونية السورية عن أهدافها وعدم ملاءمتها للأسرة السورية، وذهابها إلى موضوعات غريبة تتعلق بالخيانة والإباحية القائمة على الإثارة، إضافة إلى تقويض البنيان الاجتماعي..

وتم التعرض إلى أسباب هذه الظاهرة/ الأزمة، وخاصة مايتعلق منها باستئثار رأس المال العربي الموظف في صناعة الدراما ودفع موضوعاتها في هذا الاتجاه، ووجود استثمارات غسل الأموال التي يوظفها رجال أعمال لايعرفون المهام الحقيقية لمثل هذه الفنون..

ونبهت إحدى وجهات النظر إلى التراجع الكبير في الأداء الثقافي والأدبي والفني حيث تتآكل في بنية المجتمع مقومات توليد القامات الثقافية والفنية والأدبية ناهيك عن القامات الفنية على صعيد كتابة النص التلفزيوني وصناعته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى