الدراما العربية 2015: في عشق التوائم
تأخذ شخصيّات التوائم حيّزاً واسعاً في الإنتاج الدراميّ العربي لهذا العام، بعدما اختار خمسة ممثلين وممثّلات أداء دور توأم، في محاولة لاستعادة تجارب ناجحة سابقة، سواء في السينما أو الدراما. صحيح أنّها وصفة جاهزة لرفع جرعة التشويق، إلّا أنّها تشكّل أيضاً تحدّياً لإثبات قدرات الممثلين.
تخوض هيفاء وهبي التجربة بدوري مريم وملك في «مريم» (تأليف أيمن سلامة؛ إخراج محمد علي)، ويؤدّي يوسف الشريف دور الشقيقين أدهم وسليم في «لعبة إبليس» (إنجي علاء، عمرو سمير عاطف؛ شريف إسماعيل). كذلك الأمر بالنسبة لمي عزّ الدين في دور ملك وعشق في «حالة عشق» (محمد صلاح العزب؛ إبراهيم فخر)، وبالنسبة للممثلة الإماراتيّة أمل محمد في دور شيماء وليلى في مسلسل «عام الجمر» (يوسف ابراهيم؛ عمر ابراهيم). وفي النصف الثاني من شهر رمضان، من المتوقّع أن تطلّ الممثلة نسرين طافش بدور الأختين أفنان وكليلة، في حكاية بعنوان «سعيد وأفنان» ضمن مسلسل «ألف ليلة وليلة» (محمد ناير؛ رؤوف عبد العزيز).
الأكيد أنّ هذا التــكرار لا يعــدو كــونه مجرّد مصادفة أو توارداً في أفكار، بل مدرج في سياق لهــاث صنّاع الدراما العــربيّة خلف موضة واحدة في المواضيع، فحيناً يستــنفدون مسلسلات الدراما الشاميّة وشخصيّة «زعيم الحارة»، وحيناً يستعيــدون الحيّ الشعبي المصري في أكثر من عمل بشكل متزامن، وهكذا دواليك…
ظاهرة التوائم على الشاشة العربيّة ليست جديدة، إذ قدّم عشرات الممثلين أعمالاً جسدوا فيها شخصية البطل وشقيقه التوأم. من أهمّ الأسماء في هذا السياق الفنان الراحل فريد شوقي الذي أدّى شخصيّات التوائم في أكثر من فيلم منها «النصّاب» العام 1961 (من تأليف فريد شوقي وعبدالحي أديب، إخراج نيازي مصطفى). وكذلك فعل محمود المليجي في فيلم «القصر الملعون» (1962)، وإسماعيل ياسين في فيلم «إسماعيل يس في الطيران» (1959). وأدّت سعاد حسني دور التوأم نادية ومنى في فيلم «نادية» من إنتاج العام 1969 (يوسف السباعي؛ أحمد بدرخان).
كذلك أغرت شخصيّة التوأم ممثلّين مصريين كثرا خلال السنوات الماضية، منهم أحمد حلمي في دور ثلاثة إخوة في فيلم «كده رضا» (أحمد فهمي؛ أحمد نادر جلال ـ 2007)، ومحمد هنيدي في فيلم «عندليب الدقي» (أيمن بهجت قمر؛ وائل إحسان ـ 2008)، وأحمد عزّ في فيلم «بدل فاقد» (محمد دياب؛ أحمد علاء ـ 2009). وكانت التجارب محدودة في الدراما التلفزيونيّة، ومنها تجربة ليلى علوي في «التوأم» العام 1998 (يسري الجندي؛ مجدي أبو عميرة). وكان آخر من خاض اللعبة نيللي كريم بدور جلنار/ صافينار في الجزء الأوّل من «سرايا عابدين» (هبة مشاري؛ عمرو عرفة) العام الماضي.
من جهتها، لم تعتمد الدراما السوريّة قصّة التوائم كثيراً، ومرّت في سلسلة «كان يا ما كان» لداوود شيخاني بداية التسعينيات. كما خاضت نسرين طافش التجربة في «طريق النحل» بدور ريهام/ سهام (ورشة كتابة؛ أحمد إبراهيم الأحمد) العام 2009.
حتّى الآن، وبعد عرض الحلقات العشر الأولى من معظم المسلسلات الرمضانيّة لهذا الموسم، من الملاحظ أنّ أداء يوسف الشريف في «لعبة إبليس» جاء ملفتاً، إذ يلعب دور رجل الأعمال الناجح سليم، وشقيقه أدهم الذي يسعى لتدميره انتقاماً لخلافات عائلية قديمة. يقتل سليم في الحلقة السادسة، ليكمل الشريف المسلسل بشخصيّة أدهم.
كذلك تقدّم هيفاء وهبي في «مريم» أداءً بمستوى أفضل بكثير من مسلسلاتها السابقة، خصوصاً بالمقارنة مع «مولد وصاحبه غايب» الذي صوّر قبل ثلاثة أعوام، ويعرض هذا الموسم. لا تعتمد وهبي على الإثارة والإغراء بقدر ما تحاول إظهار قدراتها التمثيلية، سواء بشخصية سيدة الأعمال ملك، أو شقيقتها مريم التي تصاب بصدمة عصبية إثر وفاة والدها.
وخلافاً لأدوارها الماضية، تخوض مي عزّ الدين في حبكة يصعب فيها تحديد ما إذا كانت شخصيّتا ملك وعشق توأما، أم امرأة واحدة تعاني من اضطراب نفسي وازدواجيّة في الشخصيّة.
بانتظار عرض باقي حلقات الأعمال، لإمكان تقييم أداء الممثلين بشكل نهائي، تنضمّ بعد أيّام الممثلة نسرين طافش للسباق حول أفضل توأم للعام 2015، من أداء دور أفنان وكليلة في «ألف ليلة وليلة»، وهما شقيقتان إحداهما طيّبة والأخرى أنانيّة.
صحيفة السفير اللبنانية