الدعم السريع تحذر من تشكيل الجيش ميليشيات مدنية مسلحة
حذرت قوات الدعم السريع في السودان من محاولات الجيش وحلفائه من الجماعات الإسلامية وفلول النظام السابق التصعيد من خلال عمليات التجنيد العشوائي للمواطنين لشن هجمات ضد مواقعها بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها وفي تعارض مع التسريبات الأخيرة بشان الاتفاق المبدئي لهدنة تدوم شهرا.
وقالت القوات في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك الأربعاء “قيادة القوات الانقلابية وبقايا النظام البائد واصلت في ارتكاب المزيد من الفظائع بحق المدنيين العزل والأبرياء بتحريض من قوى الظلام لتنفيذ عمليات إرهابية لتغطية الهزائم المتكررة التي تتلقاها من قواتنا في الميدان”.
وأضافت ان “القوات الانقلابية اليوم ارتكبت حماقة بمحاولة الهجوم على مناطق سيطرتنا في مدينة بحري، تصدت لها قواتنا وكبدت الفلول خسائر فادحة في العتاد والأرواح وعدد من الأسرى، حيث اسقطت طائرتين حربيتين واستولت على 83 عربة لاندكروزر بكامل عتادها، وعدد 3 مدرعات بحالة جيدة بعد فرار قوات الانقلابيين”.
وتابعت “في محاولة فاشلة جديدة، بدأت قوات الانقلاب والإرهابيين عمليات تجنيد وعمليات تسليح عشوائي للمواطنين ومنسوبي كتائب الظل وقوى الظلام، نؤكد أن أعيننا مفتوحة لأي تحركات من هذه المجموعات المتطرفة والتعامل معها بالحسم اللازم”.
ونفت القوات تحقيق الجيش اية انتصارات قائلة “استمرت عناصر النظام البائد في بث الشائعات والمسرحيات سيئة الاخراج بتصوير انتصارات كذوبة من أجل رفع الروح المعنوية للقوات الانقلابية”.
وحذرت من محاولات لاحداث صراع قبلي في السوان قائلة ” انه في مسلك عنصري بغيض، شنت قوات الفلول حملات اعتقال واحتجاز تعسفي بالعاصمة الخرطوم على أساس قبلي وعنصري ينافي أخلاق السودانيين وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وبث المزيد من حملات الكذب والتضليل التي خبرها شعبنا طوال ثلاثون عاماً.”
واكدت رصد “هروب عدد من قيادات النظام البائد إلى خارج البلاد بعد أن تيقنوا أن الطوفان آت لا محالة وسط انقسام حاد بين صفوف الانقلابيين بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار.”
وأوضحت القوات بانها تتعامل بمسؤولية مع هجمات الجيش وداعميه قائلة “نتعامل بالحكمة اللازمة مع مجموعات الخراب الداعية لممارسة النهج الإرهابي المحبب لدى الجماعة المتطرفة بحرق الخرطوم والمواقع الحيوية كالقصر الجمهوري والمستشفيات والجسور الرابطة بين مدن العاصمة والإذاعة والتلفزيون والمطار في سلوك لا يمت للإنسانية بصلة ولا بأخلاق السودانيين الشرفاء. نؤكد وقوفنا الأكيد من أجل المحافظة على مكتسبات ومقدرات الشعب السوداني”.
وأكدت قوات الدعم السريع “السيطرة التامة على 95% من مدن العاصمة الخرطوم، كما تشهد مواقعنا استمرار عمليات الاستسلام الجماعي والفردي من القوات الانقلابية، فالهاربين من جحيم الانقلابيين وحدهم هم الناجون مع شرفاء شعبنا الكريم”.
وشددت على مواصلة “عمليات إصلاح ومعالجة بعض المشكلات المتعلقة بالخدمات الصحية وخدمات الكهرباء والمياه من أجل تخفيف المعاناة التي فرضتها الظروف الحالية على شعبنا الكريم”.
وقال شهود إن المعارك تصاعدت في العاصمة السودانية الأربعاء حيث وقعت اشتباكات عنيفة وضربات جوية، ولكن وردت أنباء عن اقتراب الطرفين المتحاربين من الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثتهما بالسعودية.
وتحدث سكان عن مواجهات على الأرض في عدة أحياء بالخرطوم بين طرفي الصراع وتبادل كثيف لإطلاق النيران شمالي أم درمان وشرقي بحري، وهما مدينتان يفصلهما نهر النيل عن الخرطوم.
ويواصل الجيش منذ الثلاثاء قصف أهداف في المدن الثلاث في محاولة لإبعاد قوات الدعم السريع التي سيطرت على مناطق سكنية واسعة ومواقع إستراتيجية منذ اشتعال الصراع في 15 أبريل/نيسان.
وقال واحد من سكان حي شمبات بمدينة بحري اسمه أحمد “ضرب شديد من الساعة 6:30 صباحا طيران وآر.بي.جي. نحن راقدين على الأرض وفي ناس ساكنين قريب مننا جرو على النيل يحتمو هناك”.
وتسبب الصراع في أزمة إنسانية في ثالث أكبر دولة في أفريقيا وأدى لنزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد فضلا عن فرار 150 ألفا لدول الجوار. كما أثار اضطرابات في منطقة دارفور بغرب البلاد.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء أن يعاني ما يصل إلى 2.5 مليون سوداني من الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الصراع الحالي، مما يرفع عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد هناك إلى 19 مليونا.
ويعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة.
وتهدف المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى هدنة حقيقية والسماح بوصول موظفي الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال.
وبعد جمود استمر لأيام على ما يبدو، قال مصدر من الوساطة الأربعاء إن المفاوضات أحرزت تقدما ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار قريبا.
وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات إن الاتفاق قريب. واستمرت المحادثات حتى ساعة متأخرة من الليل.
وقالت فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية الأميركية إن المفاوضين الأميركيين “يشعرون بتفاؤل حذر” إزاء الحصول على التزام بالمبادئ الإنسانية ووقف لإطلاق النار، لكنهم يدرسون أيضا الأطراف التي يمكن استهدافها بالعقوبات ما لم يوافق الفصيلان المتحاربان على ذلك.
وتمركزت قوات الدعم السريع داخل أحياء الخرطوم منذ بدء المعارك فيما يحاول الجيش طردها باستخدام الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة لكنه فشل في ذلك.
المدنيون يتحملون كلفة الحرب في السودان
المدنيون يتحملون كلفة الحرب في السودان
وقالت قوات الدعم السريع في وقت متأخر من الثلاثاء إن القصر الرئاسي التاريخي في وسط الخرطوم تعرض لضربة جوية، وهو ما نفاه الجيش. وللقصر أهمية رمزية ويقع في منطقة إستراتيجية تقول قوات الدعم السريع إنها تسيطر عليها.
وتظهر لقطات صورتها طائرة مسيرة اليوم الأربعاء المبنى المعروف باسم القصر الجمهوري القديم سليما على ما يبدو رغم ظهور دخان يتصاعد من الطرف الجنوبي الشرقي لمجمع القصر.
وتفيد أحدث حصيلة للقتلى من منظمة الصحة العالمية بأن القتال خلف أكثر من 600 قتيل وخمسة آلاف جريح رغم الاعتقاد بأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
وقال شهود إنهم رأوا جثثا متناثرة في الشوارع. وتعطل العمل في معظم المستشفيات وأدى انهيار القانون والنظام إلى انتشار أعمال النهب. وبدأت إمدادات الوقود والغذاء تنفد.
وقال أحمد علي (25 عاما)، وهو من سكان الخرطوم “أملنا الوحيد هو أن تنجح المفاوضات في جدة في إنهاء هذا الجحيم والعودة إلى الحياة الطبيعية ووقف الحرب والنهب والسرقة والفوضى”.
وقالت منظمة (الإغاثة الإسلامية عبر العالم) إن العديد من عمليات الإغاثة في دارفور والخرطوم ما زالت معلقة بسبب انعدام الأمن الشديد.
وتعتزم المنظمة تقديم مساعدات لآلاف الأشخاص في ولاية الجزيرة جنوب شرقي الخرطوم التي فر إليها نحو 50 ألف شخص وكذلك لأشخاص في مناطق من ولاية الخرطوم وشمال كردفان حيث يحتدم القتال. والسودان ليس حديث عهد بالنزاعات لكن معظم الاضطرابات التي شهدها في السابق كانت تحدث في مناطق نائية.
وعلى ضوء استمرار الخروقات من قبل الجيش السوداني نددت بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى، أغلبها غربية، بالانتهاكات ودعت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تكثيف مراقبة الأوضاع في اجتماع طارئ للمجلس اليوم الخميس.
ورفض سفير السودان لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف والموالي للجيش اقتراحات التدخل الخارجي ووصف الصراع بأنه شأن داخلي ودعا إلى “حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمام المجلس المؤلف من 47 عضوا إن الجانبين “دهسا” القانون الإنساني الدولي.
وتقود أربع دول، هي بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج، الجهود لتمرير اقتراح لمنح خبير الشؤون السودانية بالأمم المتحدة مزيدا من الصلاحيات لمراقبة وتوثيق التقارير عن الانتهاكات. ومن المتوقع إجراء تصويت على المقترح لاحقا اليوم.
وقال وزير الدولة البريطاني للتنمية وشؤون أفريقيا آندرو ميتشل للمجلس عبر رابط فيديو “يتعين أن تكون هناك محاسبة على الأحداث المروعة التي تقع”.
وقالت السفيرة الأميركية ميشيل تايلور “هذه هي اللحظة المناسبة لنبعث رسالة واضحة لطرفي النزاع بأن العالم يراقبهما ويتوقع منهما الالتزام بالمبادئ من أجل الشعب السوداني”.
ومن جانبه سخر سفير السودان حسن حامد حسن من الاجتماع برمته وقال متسائلا “لماذا تتسرعون في عقد جلسة خاصة كهذه في هذا التوقيت، خاصة أنها لم تحظ بتأييد أي دولة أفريقية أو عربية؟”.
وأضاف “ما يحدث في السودان شأن داخلي وما تقوم به القوات المسلحة السودانية واجب دستوري على كل الجيوش في كل دول العالم”
ويثير الصراع هذه المرة قلق السودانيين بشكل خاص بالنظر لاندلاع قتال عنيف في الخرطوم إحدى أكبر مدن أفريقيا وعاصمة البلد الذي يقع على مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة.
وتتوقع الأمم المتحدة أن خمسة ملايين آخرين سيحتاجون إلى مساعدات طارئة داخل السودان، ومن المتوقع أيضا أن يفر 860 ألفا إلى الدول المجاورة.
ميدل إيست أون لاين