الدكتورة بثينة شعبان تقرأ الحقبة العربية في كتاب ضخم !
خاص
نشرت الدكتورة بثينة شعبان، وهي من الشخصيات السياسية والثقافية السورية، كتاباً ضخماً يتجاوز عدد صفحاته الألف صفحة، احتوى هذا الكتاب على أكثر من ثلاثمئة مقالة تتناول مانشرته الكاتبة المذكورة من آراء طيلة الفترة الممتدة من عام 2015 إلى عام 2020، أي أنها رصدت المواقف والمستجدات السياسية السورية وما يتعلق بها على الصعيد الإقليمي والدولي في أتون أكبر معركة حول سورية.
وتأتي هذه السلسلة من المقالات كنوع من الرصد السياسي والتحليلي للأحداث التي رافقت الحرب في سورية بعد أن توقفت الدكتورة بثينة عن الكتابة منذ اندلاع الحرب على سورية والسوريين في عام 2011 وصولا إلى كانون الثاني عام 2015 .
والمدقق في عناوين ومتن المقالات المنشورة يكتشف رغبة الكاتبة في الإحاطة في مجموع المعطيات التي كانت تواجه الحدث السوري والسياسة السورية في الحقبة التي يتناولها الكتاب، مع ارتباطات هذا الحدث بالواقع العربي.
وما يميز هذه المقالات التحليلية ويعطيها أهمية على صعيد توثيق الحرب هو:
- تماس الدكتورة بثينة شعبان مع الحدث أسبوعياً ومحاولة ربط الحدث المحلي بظروفه المحيطة عربياً وإقليمياً ودولياً.
- تماس الدكتورة بثينة شعبان مع القرار السياسي في سورية وآلية تعاطيه مع هذه الحرب في بعدها السياسي باعتبارها مستشارة سياسية في رئاسة الجمهورية .
- مقدرتها على متابعة ما ينشر في العالم حول سورية في لغات أخرى.
وأهم استنتاج يمكن ملاحظته لمن يقلّب صفحات الكتاب ويقرأ بعض فصوله أنها تؤسس عبر سلسلة المقالات المكتوبة في تواريخ مختلفة لوجهة نظر متكاملة من قضايا أساسية في الحرب، كالواقع العربي ومحاولة تفتيت بعض الدول العربية وتشويه الإسلام واستخدامه في الحرب على المنطقة والإرهاب.
وثمة قراءة لأهداف الربيع العربي ، وحال العرب الكارثية ، فالعرب كما رأت الدكتورة بثينة كانوا في هذه الحقبة (خاسرين) ، المعتدي والمعتدى عليه لأن عدوهم يتربص بهم كعرب ، ولأنه يراهم كما يرى الفلسطينيين . ص 3
وترى أن المخطط الذي يستهدف المنطقة هو محاولة لتجديد ما بدأ العمل عليه في اتفاقية سايكس بيكو في مطلع القرن الماضي، بعد مرور مئة سنة على تلك الاتفاقية: “هانحن اليوم، وبعد مئة عام على هذا المخطط نواجه مخططا آخر يهدف إلى إرساء أسس واقع جديد للمئة عام القادمة ” ص 40
وتحدد ملامح هذا الواقع الذي يعمل الأعداء لرسمه بتقسيم مصر وسورية والعراق وليبيا ، وتقرأ النوايا الأمريكية في وقت مبكر( المقال منشور في 1915) في رسم خارطة التحالف التي ظهرت عربيا كإعادة لتجربة حلف بغداد ، فتتحدث عن سعي أمريكي حثيث لتشكيل حلف عربي مشابه لذلك الحلف : ” أرى في إنشاء التحالف العربي أكبر خطر استراتيجي يهدد الوطن العربي لأن صاحب الفكرة أيضا هو الولايات المتحدة الأمريكية” ص 61
وفي متابعة المقالات المنشورة في الكتاب في أوقات مختلفة نتوقف عند متابعة حثيثة لموضوع (الخطاب الديني) وتسخيره لتفتيت المنطقة، ونقرأ في أكثر من مقال:
- ترى الدكتورة بثينة شعبان أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان محقاً حين دعا علماء الأزهر إلى تجديد الخطاب الديني، وتشير إلى تراجع دور المدارس والجامعات.
- الإرهاب في مصر استهدف الجيش المصري، وتربط بين ذلك وبين ماجرى للجيوش العراقية والليبية واليمنية والسورية .
- تذكر بقول بن غوريون أن القوة الإسرائيلية تكمن في ” تفتيت ثلاث دول كبيرة حولنا وبالرتيب العراق وسورية ومصر إلى دويلات متناحرة” ص35
- تسأل الدكتور شعبان هل كان استحضار داعش إلى سورية والعراق مجرد أداة لتقسيم سورية والعراق ” ص 38
- تتوقف عند أهداف داعش الحقيقية
- تشير في مقال لها إلى الكشف عن وثائق أميركية تظهر تورط الولايات المتحدة في تأسيس ودعم داعش .