الدود اللدود
“عندما أصبح الشاعر رامبو تاجراً قال:أيها العبيد لا تلعنوا الحياة”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه دورة الدود
الدود العابر للحدود.
الدود البائس، إنتاج مقابر الضمير، وتجارة الأوطان.
“دجاج أمريكي مثلج ، غير صالح للاستهلاك البشري. يصنع دورة الدود المقزز، ويصبح لديناهذا الرباعي الدفع :
تاجر يربح، حاجز يرتشي، تموين يتساهل، سوري في المشفى.
يحدث هذا في سورية الجريحة، ومع السوري الجائع . وبسبب الحتمية المفتعلة في التاريخ وهي:
نشوء إمبراطوريات أمراء الحرب كلما أوغلت الحرب في فداحتها.
بالمصادفة وأنا اقرأ خبر الدجاج… جاءتني رسالة على الواتس تقول:
“ظل الأمريكيون منذ العام 1870 وحتى العام 1924 يستعملون الأطفال السود طعماً حيا لصيد التماسيح. التي يسلخونها لصناعة الجزادين والأحذية.
يربط الطفل المخطوف من أحضان ذويه بحبل، ويترك على شاطىء البحيرة أو المستنقع. وبسبب بكاء الطفل المتواصل يأتي التمساح، فيلتهمه، فيسحبه الصياد و…إلى دورة الدود اللدود…إلى الأحذية.
عام 1924 أصدر الكونغرس، بعد 66 سنة، تشريعا بمنع هذه الطريقة في الصيد. ومن المؤكد أن المخالفات استمرت، بالتساهلات والرشاوى، أعواماً أخرى.
أمراء الحرب يزدهرون بتفعيل الحاجات الأولية للانسان إلى مداها الأقصى… خصوصاً الطعام، وثمة وسائل لذلك : منع المساعدات من الوصول. إعاقة المصالحات, احتكار الأغذية، رفع الأسعار، الإتجار بالممنوعات.
أمراء الحرب لا مصلحة لهم بنهايتها. فهم كالخاطفين، يحتلون ويحررون… أقصد: يخطفون ويحررون. كان الفساد في زمن السلم ينخر الجسد السلمي للمجتمع السوري بالسكوت عنه، والمشاركة فيه، وتعميم مظاهره حتى صار منظومة أخلاق جديدة شعارها الربح بأية وسيلة. ولقد بلغ ذروته المقززة في دفن
النفايات النووية في صحراء تدمر.
أما الفساد في زمن الحرب فهو يدمر مستقبل البلد، الذي سيمضي عشرات السنين، في إعادة إعمار ما هدمته الحرب. وهذه المرة سيدمر ما تبقى من البلد.
الفساد في زمن الحرب تأثيث لبيت الجريمة، المحمي من بيت السلطات. وبدلاً من تنظيف آثار الحرب وإزالة أسبابها… يقيم الفساد منظومته القادمة الجديدة، وذلك بمكافأة المنتصرين على حساب المتضررين.
وكما تخلّف الحرب مشوهين جسديين، تخلّف مشوهين إنسانيين.
في زمن الحرب تحتاج البلاد إلى شرفائها. وتحتاج البلاد إلى صرامة تطبيق قوانينها. فإذا كان الرجال قد دافعوا عن وطنهم… فإن للنصر تسمية واحدة هي “الواجب الوطني” وليس المكافأة الوطنية.
الواجب الوطني لا يسمح للمنتصر أبداً بالتنمر على سواه. ولا يطلب مكافأة سوف يحتاجها البشر الذين فتكت بهم الحرب.
المنتصر يجب ألا يشبه الدود العابر للحدود!