الدُبّ الروسيّ يُكشِّر عن أنيابه..
تلقّى كيان الاحتلال الإسرائيليّ صفعةً مدويّةً ومُجلجلةً من روسيا في الأمم المُتحدّة أعادت لذاكرة صُنّاع القرار في تل أبيب أنّ موسكو لا تنسى وأنّها عاقدة العزم على معاقبة تل أبيب بسبب تدّخلها في الحرب الدائرة في أوكرانيا، وعلى وجهٍ خاصٍّ التقارير الإسرائيليّة التي أكّدت مؤخرًا أنّ دولة الاحتلال تقوم بتزويد كييف بأسلحةٍ متطورّةٍ لمُحاربة الجيش الروسيّ.
ووفقًا لمصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، فإنّه من المُقرر أنْ يُجري مجلس الأمن الدوليّ اليوم الثلاثاء نقاشًا حول آخر المُستجدات على الساحة الشرق أوسطيّة، لافتةً إلى أنّ جلسةً من هذا القبيل تُعقد مرّةً كلّ ثلاثة أشهرٍ، حيُ يتّم التداول خلال الجلسة في القضيّة الفلسطينيّة، الوضع القائم والراهن في المسجد الأقصى المُبارك، والأوضاع في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على ما أكّده يارون أبراهام، المُراسِل السياسيّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ
ونقل أبرهام عن مصادره السياسيّة الرفيعة في تل أبيب قولها إنّ جهات مسؤولة في الكيان بالإضافة إلى سفير الدولة العبريّة بالأمم المُتحدّة، غلعاد أردان، توجهوا لروسيا، بصفتها الرئيسة المناوبة لمجلس الأمن الدوليّ وطلبوا منها تأجيل النقاش، وطلبوا منها تأجيل النقاش المُقرر.
وتابع المُراسِل قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ السفير أردان توجّه برسالةٍ رسميّةٍ إلى مندوب روسيا بالأمم المُتحدّة وطلب منه تأجيل النقاش، مُشيرًا إلى أنّ يوم الثلاثاء هو يومٌ مدنيٌّ مُقدّسٌ، إذْ يُصادِف اليوم الذي تُحيي فيه دولة الاحتلال ذكرى قتلاها في حروب إسرائيل، ولذا يتعيِّن على روسيا أنْ تأخذ الموضوع على محملٍ من الجّد، وذلك كي يبقى التدّخل الروسيّ في الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ حياديًا، كما أكّد في رسالته.
بيد أنّ روسيا لم تهتّم برسالة السفير الإسرائيليّ ولم تقُم بتأجيل النقاش، أضافت المصادر في تل أبيب، بل الأخطر من ذلك، تابعت، قامت روسيا بمنح النقاش زخمًا جديدًا ولذا بات أكثر أهميةً من ذي قبل.
وبحسب المصادر فإنّه بعد القرار الروسيّ، الذي تمّ إبلاغ خارجية الكيان به، عُلِم أنّ وزير الخارجيّة الفلسطينيّ رياض المالكي، قرر المُشاركة في النقاش، الأمر الذي فسّره الفلسطينيون على أنّه إنجازًا، إذْ أنّ إسرائيل ستكون في مركز الانتقادات بسبب سياستها ضدّ الفلسطينيين، كما أنّ وزير الخارجيّة الروسيّ، سيرغي لافروف، سيُشارِك هو الآخر في الجلسة المذكورة.
ونقل المُراسِل السياسيّ أبرهام عن مصدرٍ رفيعٍ في الخارجيّة الإسرائيليّة، لم يُسّمه، قوله إنّ الروس لم يستجيبوا للطلب الإسرائيليّ وذلك من أجل تمرير رسالةٍ لتل أبيب مفادها أنّهم غيرُ راضين عن التدّخل الإسرائيليّ في الحرب الدائرة في أوكرانيا، طبعًا لصالح كييف، على حدّ تعبيره.
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة أفادت في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، بأنّ الولايات المتحدة تقوم في الوقت الحالي بنقل مئات آلاف القذائف المدفعيّة من العتاد العسكريّ الذي تخزنه في إسرائيل إلى الجيش الأوكرانيّ.
وأضافت الصحيفة، التي تمّ اقتباسها في جميع وسائل الإعلام العبريّة، أنّ الولايات المتحدة نقلت حتى الآن 150.000 قذيفة مدفعية من إسرائيل إلى أوروبا، وهي نصف الكمية الإجماليّة التي تنوي واشنطن تزويد كييف بها من إسرائيل، ومن مخازن الأسلحة الأمريكيّة في كوريا الجنوبية.
وورد في التقرير أيضًا أنّ إسرائيل أعربت في البداية عن خشيتها من تفسير نقل هذه الوسائل القتالية بأنّه تدخُّل منها في تسليح أوكرانيا.
وبحسب (نيويورك تايمز)، فإنّ الجيش الأمريكيّ مخوّل استخدام عتاده المُخزّن في إسرائيل في حال نشوب نزاعٍ شرق أوسطي يحتاج إلى تدخُّل الولايات المتحدة، كما أنّه يجوز للجيش الإسرائيلي استخدام هذه الأسلحة في حالات الطوارئ، ولا سيما في أثناء اندلاع حروب كما حدث في أثناء حرب لبنان الثانية سنة 2006، وعملية (الجرف الصامد) العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنّها في قطاع غزة عام 2014.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية