الذكاء الاصطناعي في واجهة خطر محتمل متزايد
التطور التلقائي في أنظمة الروبوتات القريبة من التكيف البشري والخالية من الأخلاق وحسن التصرف يثير القلق حول خروجها عن السيطرة.
تثير توقعات بتمرد الذكاء الاصطناعي جدلا كبيرا في الأوساط العلمية وقلقا إزاء احتمالية تطور الروبوتات إلى درجة تحولها إلى أسلحة قوية مستقلة أو طريقة جديدة لإيذاء الكثيرين.
وأوضح خبراء في أحدث دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن “دراساتهم الأخيرة حول موضوع الآلات والروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بينت أن هذه التقنيات قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، وخصوصا تقنيات السيارات ذاتية القيادة، فهي قد تتخذ قرارات غير منطقية معتمدة على لغة البرمجة ومن الممكن أن تتسبب بحوادث كارثية”.
ووفقا لموقع روسيا اليوم، أكد علماء في جامعة باث البريطانية أن “سلوك الروبوتات في المستقبل قد يخلو من مفهوم الأخلاق وحسن التصرف، فهذه الروبوتات ستتخذ قراراتها بأنفسها غير مراعية احتياجات الناس أو متطلباتهم، وفي نهاية المطاف سيتسبب تطور الذكاء الاصطناعي بخروج هذه الروبوتات عن سيطرة البشر”.
وكان عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ قد أطلق في عام 2016 تحذيرا ضد ثورة التكنولوجيا في مجال الذكاء الصناعي التي يشهدها العالم منذ سنوات.
وقال العالم الراحل في تصريح رهيب ومثير للقلق كونه جاء من عالم أنجز للبشرية الكثير في مجال الفيزيائيات والعلوم الرياضية “إن الذكاء الاصطناعي يمكن ان يكون أسوأ شيء يحدث للبشرية من أي وقت مضى”.
وأضاف هوكينغ ” أعتقد أنه لا يوجد فرق كبير بين ما يمكن تحقيقه عن طريق العقل البيولوجي وما يمكن تحقيقه عبر جهاز كمبيوتر“، وتابع قائلا إن هذه الفرضية تعني أنه “من الناحية النظرية فإن الكمبيوتر يحاكي الذكاء البشري”.
ويبني هوكينغ اعتقاده بخطورة التطور الكبير في مجال الروبوتات بأنه “يمكن أن يطور إرادة خاصة به وهذه الإرادة يمكن أن تتعارض مع مصالحنا.. فالتطور القوي للذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إما أفضل او أسوأ شيء يحدث للإنسانية على الإطلاق”.
وكان تحذير هوكينغ متزامنا مع تحذير لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس العموم البريطاني، الحكومة من عدم استعدادها للتعامل مع الروبوتات التي ستغير بشكل جذري حياة الناس.
وحذر أيضا قطب وادي سيلكون ايلون ماسك من خطر الإنسان الآلي إذا أصبح ذكيا بما يكفي لقتل صانعه والخروج مستقبلا عن سيطرة البشر، وأشار إلى أن “درجة تطور هذا الذكاء في السنوات الأخيرة بدأت تجعل منه أكثر خطورة مما نتوقع، وربما يصبح أكثر خطرا على البشر من الأسلحة النووية”.
كما حذر نواب البرلمان من عدم وجود استراتيجية للتعامل مع التكنولوجيات الجديدة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي.
وتأتي التحذيرات من انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ومبتكر جدا في جميع المجالات مثل السيارات ذاتية القيادة وحتى في المجال الطبي، حيث دخلت الروبوتات إلى الجسم البشري للتشخيص والعلاج أيضا.\
ويجد الباحثون أن التطور التلقائي في أنظمة الذكاء الاصطناعي القريب من التكيف البشري يثير الكثير من الأسئلة حول المخاوف من مستقبل هذه البرامج واحتمالية تمردها أكثر على البشر.
ميدل ايست أونلاين