الذكاء الاصطناعي يتدرب على الحكم من النظرة الأولى
صار من المعروف اجتياح الروبوتات لأغلب الأعمال الروتينية التي يقوم بها البشر في الصحة والتصنيع والنقل، ولم تقدم التكنولوجيا في مجال الذكاء الصناعي مجرد خدمات يتم فيها التكرار الآلي فحسب وإنما دخلت التقنية الذكية إلى مجالات أكثر خصوصية خاصة في قطاعي الأفلام والموسيقى.
ولا تزال التكنولوجيا تتقدم وتتطور في هذا الحقل المهم حتى ابتكرت روبوتات قادرة على التفكير والتصرف كالبشر، وتسعى حاليا لتطوير الذكاء الصناعي ليحكم على البشر من الانطباع الاول. ولتحقيق هذا المسعى قام الباحثون في جامعة نوتردام الاميركية بتطوير تقنية للحكم على بعض ميزات الشخص من خلال وجهه.
طلب فريق البحث من الأشخاص المشاركين الحكم على 6300 صورة وجه بالأسود والأبيض بالنسبة للميزات المرتبطة بالثقة والتسلط ومعدل الذكاء والعمر، واستخدمت معظم تلك الصور مع مسمياتها لتدريب الخوارزمية.
واختبر الباحثون الخوارزمية على المئة صورة المتبقية للتحقق فيما إذا كانت ستعطي نفس نتيجة المشاركين البشر.
وأظهر الاختبار نتيجة صادمة للفريق البحثي فلم تعط الخوارزمية نفس الانطباع الأولي فقط وإنما استخدمت نفس التعبيرات التي يستخدمها البشر في حكمهم مثل الفم كمؤشر للثقة والحاجب المنخفض للقوة وغيرها من الحركات البشرية، وفقا لموقع مرصد المستقبل الإماراتي.
ويمكن حسب الباحثين استخدام هذه التقنية في قطاعات الترفيه فخلال الدراسة قام الباحثون بالطلب من الآلة أن تحكم على وجهي إدوارد سنودن وجوليان أسانج من ناحية الثقة والقوة، ثم قاموا بمقارنة ذلك مع نتيجة الحكم على الممثلين المؤديين لدورهما جوزيف جوردون ليفيت وبينديكت كامبرباتش. ووجد الفريق أن الممثلين يمتلكان نفس المعدلات مع الشخصيتين، الأمر الذي يشير إلى أن المشاهدين سيتقبلون هذه الأدوار.
كما يمكن الاستفادة من تطوير التقنية في السياسة حيث يتم تدريب برامج الذكاء الصناعي لمساعدة الأحزاب على اختيار السياسيين ذوي الوجوه الجديرة بالثقة.
أما في قطاع التسويق فيمكن استغلال خوارزمية التعرف على الوجوه في اختبارات التسويق للتنبؤ بكيفية تقبل الناس للمتحدثين أو ربما للمنتجات.
وتثير هذه التقنية الذكية سؤالا مهما: كيف سيكون شعور البشر وهم يقعون تحت اختبار الآلات وحكمها عليهم، كيف سينظر الإنسان إلى حكم برنامج ذكي أدلى دلوه بأنه غير جدير بالثقة مثلا أو غير قوي بما فيه الكفاية ليتولى أمرا مهما، المستقبل سيتكفل بالأجوبة مع التجربة الجديدة.
ميدل ايست أونلاين