الرئيس السابق لـ”الموساد”: الفشل الاستخباراتيّ في مفاعل دير الزور السوريّ لا يقّل خطورةً عن الإخفاق بحرب 73
انتقد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجيّة الإسرائيلية “الموساد” الأسبق، الجنرال في الاحتياط داني ياتوم، السياسة الإسرائيليّة المتمثلة في ضمّ المزيد من الأراضي، على حدّ تعبيره، مُحذرًا في الوقت عينه من أنّ السلطة الفلسطينيّة ستنهار بجريرة ذلك، كما قال. ونقل موقع “i24NEWS” عن المسؤول الاستخباراتيّ الإسرائيليّ دعوته حكومة بنيامين نتنياهو إلى الانفصال عن الفلسطينيين، والتوقف عن ضم المزيد من الأراضي الفلسطينيّة.
ودعا ياتوم في تصريحٍ لموقعٍ إسرائيليٍّ أمس الأول الجمهور الإسرائيليّ إلى أنْ يدرك أنّ التهديد لا ينبع فقط من لبنان وغزة، بل من أراضي السلطة الفلسطينية أيضًا، أيْ الضفّة الغربيّة المُحتلّة، مُحذّرًا من انهيار السلطة الفلسطينية هناك.
وذكر المصدر أنّ داني ياتوم الذي يُعتبر من أبرز المروّجين لخطّةٍ إسرائيليّةٍ، للتعامل مع الأراضي الفلسطينيّة، قال في هذا الصدد: “لدينا خطة منظّمة تجيب على السؤال ما الذي يجب عمله، طالما أنّ شروط استئناف المفاوضات حول اتفاق دائم مع الفلسطينيين، لم تنضج”.
وبشأن موعد نشر الخطة التي تحدث عنها، رأى أنّ هذا بالتأكيد هو التوقيت الصحيح، هناك جبهة شماليّة، وهناك جبهة جنوبيّة، ونريد تجنب جبهة مركزيّة. هذا وقت مناسب، لأنّ وضعنا سيكون أكثر صعوبةً، إذا تمّ فتح جبهة ضدّ السلطة الفلسطينية، والتي ستنهار إذا واصلنا ضمّ الأراضي، وفق كلامه.
وانتقد ياتوم الحكومة الإسرائيليّة اليمينيّة، وخصّ بالذكر حزبي “الليكود” بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو، وحزب “البيت اليهودي”، بقيادة وزير التعليم نفتالي بينيت، المؤيدين لضمّ الأراضي الفلسطينيّة، مُشدّدا على ضرورة إقناع الجمهور الإسرائيليّ، بأنّه من الممكن ألّا يكون هناك مجال بحلٍّ قائمٍ على دولتين، بل حلاً للدولة الواحدة، وفق تعبيره.
يذكر أن ياتوم وهو في الـ73 من عمره، ضابط إسرائيلي برتبة لواء، كان ترأس جهاز “الموساد” في عام 1996، واستقال من منصبه عام 1998 بسبب فضيحة فساد، بعد أنْ تورّط في محاولة الاغتيال الفاشِلة في العاصمة الأردنيّة، عمّان، لتصفية رئيس الدائرة السياسيّة في حركة حماس آنذاك، خالد مشعل.
جديرٌ بالذكر أنّه في خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ جمعت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة مؤخرًا ستّة من رؤساء الموساد السابقين لمُقابلةٍ مُشتركةٍ، وياتوم، أحد المُشارِكين، بالإضافة إلى كونه رئيسًا سابقًا للموساد، جنرالاً في الاحتياط، فقال للصحيفة العبريّة إنّ إسرائيل تنتقل من السيئ إلى الأسوأ، وأضاف: المُقرّبون من نتنياهو، ورئيس الوزراء نفسه، يُحقق معهم بتهم الفساد، الرشاوى والغش وخيانة الأمانة، إنّهم ببساطة، يضعون مصالحهم الشخصيّة على رأس سُلّم الأولويات، ولا يأبهون للمصلحة العامّة للدولة.
عُلاوةً على ذلك، شدّدّ ياتوم، وهو الذي أمر رجال الموساد في العام 1997 باغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنيّة، عمّان، شدّدّ على أنّ أكثر ما يُقلقه في السياسة التي يقودها نتنياهو ومَنْ معه، هو أنّهم يقودوا إسرائيل إلى دولةٍ ثنائية القوميّة، التي ستكون ناهية الدولة اليهوديّة-الديمقراطيّة، وبالتالي، أضاف ياتوم، أعتقد أنّه يتحتّم على نتنياهو أنْ يستقيل ويعود إلى بيته، على حدّ قوله.
من ناحيته، قال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، إنّ المشكلة لا تكمن في الفساد الذي ينتشر كالنار في الهشيم فقط، إنمّا فقدان القيم، لافتًا إلى أنّ انعدام القيم لدى القيادة الإسرائيليّة الحالية ذهبت إلى غير رجعة، وإذا ذهبت القيم، فإننّا سنذهب كلّنا معها، بحسب أقواله. ولفت باردو إلى أنّ القائد يجب أنْ يكون نموذجًا للمجتمع، ولكن ما يجري اليوم في إسرائيل هو حالة مُستعصيّة، وليس فقط في المجال الجنائيّ.
وتطرّق باردو إلى قصف المفاعل النوويّ السوريّ في العام 2007، وعاد وأكّد في حديثه للصحيفة العبريّة أنّه لا يتراجع عن أقواله التي أدلى بها سابقًا، مع السماح بنشر تفاصيل القضية، عندما قال إنّ الإخفاق الاستخباراتي في قضية مفاعل دير الزور، لا يقّل خطورةً عن الفشل الاستخباراتيّ الإسرائيليّ في حرب العام 1973، مشيرًا إلى أنّ الموساد وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) يتحملّان المسؤولية عن الفشل.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية