تحليلات سياسيةسلايد

الرئيس الكوري الشمالي يخلع القفّازات ويعود بقُوّةٍ لتحدّي الإدارة الأمريكيّة

ربّما يكون الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد خسر الكثير من وزنه، وبات أكثر رشاقةً في صُوره الأخيرة، ولكنّه بالقطع لم يخسر تصميمه على تطوير قُدرات بلاده الدفاعيّة الاستراتيجيّة، وحماسه للتصدّي للسّياسات الأمريكيّة المُعادية.

الزعيم الكوري الشمالي الذي يتّصف بالكثير من الدّهاء والإرادة القويّة عقد يوم الأربعاء الماضي اجتماعًا طارئًا للمكتب السياسي لحزبه الحاكم، للرّد على السّياسات العدائيّة الأمريكيّة لبلاده التي بلغت حدًّا خطيرًا، تمثّلت في إجراء مُناورات عسكريّة مُشتركة مع كوريا الجنوبيّة، ونشر أسلحة استراتيجيّة أمريكيّة من بينها صواريخ برُؤوسٍ نوويّة.

القرار الأهم الذي صدَر عن هذا الاجتِماع الطّارئ وأقلق إدارة الرئيس جو بايدن في واشنطن يتمثّل في استِئناف جميع التجارب النوويّة والصاروخيّة التي جرى تجميدها في إطار إجراءات بناء الثّقة مع الولايات المتحدة، وخاصّةً الصّواريخ العابِرة للقارات.

هذا التطوّر غير المُفاجئ من قِبَل الرئيس كيم وحُكومته يأتي مُؤشِّرًا على ارتِفاع منسوب التوتّر في شرق آسيا، وربّما قُرب شنّ الصين هُجومًا لاستِعادة سيطرتها على تايوان (جزيرة فورموزا)، فكوريا الشماليّة الحليف الأبرز لبكّين لا تُقدِم على أيّ تحرّك عسكري إلا في إطار التّنسيق مع المرجعيّة الصينيّة الحليفة؟

كوريا الشماليّة استطاعت تطوير صواريخ عابرة للقارات يُمكن أن تضرب البر الرئيسي الأمريكي، وتُضاهي هذه الصّواريخ في دقّتها وسُرعتها (أسرع من الصّوت بتسع مرّات) نظيراتها الصينيّة، ويُمكن أن تُدَمِّر السّاحل الأمريكي من خِلال خلق سونامي ترتفع أمواجه لعدّة أمتار تكتسح كُل شيء أمامها وفي مساحةٍ تزيد عن آلاف الكيلومترات المُربّعة.

ما تخشاه واشنطن “مُحقّة” أن تكنولوجيا الصّواريخ الكوريّة الشماليّة الحديثة يُمكن أن تنتقل إلى إيران بحُكم المُعاهدات العسكريّة القويّة التي تربط بين البلدين، برعايةٍ وتشجيعٍ من بكّين، وكان لافتًا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قدّم للقِيادة الروسيّة مشروع تحالف استراتيجي ثُلاثي يربط الصين وروسيا وإيران في مُواجهة السّياسات الأمريكيّة المُعادية في وسط وشرق آسيا والمِنطقة بأسرها.

الرئيس الكوري الشمالي الذي جعل من بلاده قُوّةً نوويّة مُهابة، واستطاع خديعة الرئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب والضّحك عليه وجرجرته إلى سنغافورة وهانوي، يفرش عضلاته، ويتحدّى أمريكا مجددًا، وليت قومي يعلَمون، ويتعلّمون، ويفعلَون.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى