تحليلات سياسيةسلايد

الردع لم يتآكل.. بل اختفى..

زهير أندراوس

لليوم الثالث على التوالي يُواصِل (حزب الله) اللبنانيّ قصف شمال إسرائيل بشكلٍ مكثّفٍ، فيما تندلع الحرائق في العديد من المُستوطنات الحدوديّة، وكان لافتًا أنّ صواريخ الحزب وصلت إلى مدينة طبريّا. وطبقًا للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أطلق الحزب خلال الأيّام الثلاثة الماضية أكثر من 400 صاروخ بالإضافة إلى المسيّرات الهجوميّة والانتحاريّة.

 

إلى ذلك، ذكر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ أنّ سلاح الجو الإسرائيلي استعدّ لسيناريو يقوم فيه حزب الله بمهاجمة بالون المراقبة (طال شمايم)، لكن بالرغم من الاستعدادات في الشهر الماضي فشل في الدفاع عن البالون الذي أصيب من طائرات بدون طيار تابعة للمنظمة.

ووفقًا لكلام جهات في سلاح الجو الإسرائيلي، على ما ينقل “والا”، فإنّ السلاح لم ينجح في اعتراض الطائرة بدون طيار التي أصابت البالون وعمليًا ردّ سلاح الجو فشل.

كذلك ينقل الموقع عن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي أنه كان من الأفضل العمل بشكل آخر ضمن الاستعداد لتهديد الطائرات بدون طيّار: “على سبيل المثال رفع البالون في الجو، وحينها الطائرات بدون طيّار لم تكن لتنجح بإصابة البالون. عندما كان على الأرض أصبح عرضة للإصابة أكثر. وكانت هناك إجراءات أخرى كان من الممكن اتخاذها لإحباط الضرر، لكن لا يمكن التوسع فيها”.

وبحسب الموقع، منطاد “طال شمايم” هو نظام كشف وإنذار يعتمد على منطاد المراقبة التابع لسلاح الجو الإسرائيلي. يساعد المنطاد الذي يتم توصيله بواسطة كابل بمنشأة أرضية، نظام التحكم الجوي في تحديد موقع التهديدات مثل: الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وصواريخ كروز والمزيد

على صلةٍ بما سلف، توقّف مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة (معاريف) العبريّة، آفي أشكنازي، عند عمليات إسقاط المقاومة الإسلامية للطائرات الإسرائيلية دون طيّار التي تخرق السيادة اللبنانية، فقال إنّها المرة الخامسة التي يُسقط فيها حزب الله طائرة دون طيّار إسرائيلية، وحتى الآن تم إسقاط طائرتيْن من نوع هرمز 900 واثنتين من نوع هرمز 450.

ورأى أشكنازي أنّ حزب الله يحاول خلق معادلة جديدة في الشمال ومنع سلاح الجو من التحليق في سماء لبنان، وأضاف “في الأيام الأخيرة زاد حزب الله من إطلاق صواريخ مضادّة للطائرات على طائرات حربية تابعة لسلاح الجو”.

وأضاف “طوال سنوات حاول حزب الله ردع الجيش الإسرائيلي عن العمل في سماء لبنان، وقد نجح بذلك بشكل جزئي في السابق. منذ عام 2019 تجنّب سلاح الجو الاسرائيلي إرسال طائرات دون طيّار إلى سماء لبنان لأهداف هجومية، أو جمع معلومات أو لغرض التصوير”، على حدّ تعبيره.

وتابع نقلاً عن مصادره العسكريّة في تل أبيب أنّ “سلاح الجو الإسرائيلي غطّى هذه الفجوة بوسائل مختلفة، بدءًا من منظومات مراقبة على خط الحدود، مثل المناطيد، منظومة (طال شمايم)، استخدام متزايد للأقمار الصناعية واستخدام الطائرات المراوغة أف-35، لكن مع اندلاع الحرب اتُخذ في سلاح الجو قرار بالتحليق في سماء لبنان دون أيّة قيود. ويبدو أنّه ما يزال لدى حزب الله قدرات ضد الطائرات وهو يستخدمها أيضًا”.

ونقل أشكنازي عن مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي قوله “طوال أيام القتال يواصل حزب الله مسعى استهداف الطائرات”، وبحسب أشكنازي، يعترف المسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأنّ الطائرات دون طيّار هي طائرات سهلة الإصابة.

وقال مصدر عسكري إسرائيليّ، على ما يورد أشكنازي، إنّ الحديث يدور عن طائرات تحلّق على ارتفاعات أقلّ من الطائرات الحربية. هي تحلّق بسرعة أقلّ وقدرات المناورة فيها مُنخفضة، لكنها طائرة غير مأهولة، ومع كل الألم والأسف بعد إسقاط طائرة كهذه، فإنّ الكلام يجري عن مخاطر محسوبة نأخذها بعين الاعتبار، من خلال الإلمام أننا نخاطر بطائرات وليس بطيّارين”، طبقًا لأقواله.

وأردف قائلاً إنّ “عمل سلاح الجو ووزارة الأمن بعدة طرق لتقليل نطاق تسلّل الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله إلى العمق الإسرائيلي. وبصرف النظر عن الإضرار بالشعور بالأمن، تمكّن عناصر حزب الله من إظهار القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية والتسلّل باستخدام الطائرات دون طيار، والتي ينقل بعضها صورة في الوقت الحقيقي”.

وبات مؤكّدًا أنّ أقوال اللواء في الاحتياط، إسحاق بريك، صحيحةً، فقد قال أمس إنّ إسرائيل تُواجِه الفشل السياسيّ والعسكريّ الأخطر منذ العام 1948، أيْ منذ إقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى