الرسائل المشفرة بالنار في السماء والماء وفي الصحراء.. لماذا فاجأت ادارة بايدن الجميع وحتى الكونغرس بالهجوم على سورية.. وما حقيقة السفينة الاسرائيلية التي استهدفتها طهران في خليج عمان.. ولماذا سرب الاسرائيليون صور مفاعل ديمونا؟ هل من رابط بين الاحداث الغامضة؟

 

تحركات غريبة ومتزامنة ولافته للانظار تبدو مثل الرسائل المشفرة التي لا يفهم معناها الا المرسل والمرسل اليه. بين طهران وتل ابيب وواشنطن وفي سماء سورية ومياه الخليج وصحراء النقب تحركات عسكرية برسائل سياسية يصعب فك طلاسمها ولا يفيد معها لشدة غموضها اليات التحليل السياسي الكلاسيكية. وقد يكون الربط بينها هو الخيط الرفيع الموصل الى فهم معناها ومغزاها.

اول امس الخميس انفجرت سفينة في خليج عمان دون معرفة الاسباب، وقالت شركة “درياد جلوبال” للأمن البحري إن السفينة المعنية هي “إم. في هيليوس راي”، وهي سفينة لنقل السيارات مملوكة لشركة “هليوس راي” المحدودة وهي شركة إسرائيلية مسجلة في جزيرة “آيل أوف مان”. ووفق شركة “درياد جلوبال” فإن “السفينة كانت في طريقها إلى سنغافورة من الدمام في السعودية”. وسائل اعلام اسرائيلية كشفت ان صاحب السفينة مقرّب من رئيس الموساد، يوسي كوهين. وتشير قاعدة بيانات الأمم المتحدة للسفن إلى أنّ شركة راي المحدودة للشحن، ومقرّها تل أبيب تملك السفينة. التي يملكها الثري الإسرائيلي المعروف أبراهام أونغار.

موقع صحيفة هارتس والقناة 13 العبرية قالا ان الهجوم ايراني. لكن ايران لم تعلن عن اي هجوم. فما حقيقة هذه السفينة؟ لماذا تخرج سفينة اسرائيلية صاحبها مقرب من رئيس الموساد من الدمام ؟ لماذا تستهدفها ايران؟ لماذا يصفها الاسرائيلون بالعملية الذكية؟

ويزداد المشهد الامني والعسكري غموضا مع عدوان ادارة بايدن المفاجئ على سورية. العدوان جاء دون سابق انذار، دون وجود اسباب واضحة له، سوى اعلان انها استهدفت قوات تابعة لايران لها علاقة بهجمات على القوات الامريكية في العراق.  ودون اعلام حتى الكونغرس به، وهو ما اثار موجه انتقادات لاعضاء في الكونغرس اعتبروا ان الرئيس تجاوز صلاحيات الكونغرس، ولم يعلم ايا من اعضائه بالهجوم المباغت. والاغرب ان روسيا المتواجدة في السماء السورية قالت ان الجانب الامريكي لم يبلغها بالهجوم الا قبل دقائق من وقوعه. كل هذا يعني ان الادارة الامريكية اخذت القرار على عجل. وقرار العدوان على سورية جاء بعد انفجار السفينة مباشرة وقبل الاعلان الرسمي عن وقوع حادث الانفجار في بحر عمان. فهل هناك رابط بين الحادثين؟ لماذا استعجلت الادارة العدوان ولم تنتظر اعلام الكونغرس ؟ ما الذي دفعها الى هذا القرار السريع؟

ويسبق كل تلك الاحداث لغز ديمونا المحير. وجاء كشف وكالة اسوشييتد برس عن صور أقمار صناعية لأكبر مشروع إنشائي منذ عقود في المنشأة النووية الإسرائيلية السرية في قلب برنامج الأسلحة النووية غير المعلن ديمونا في صحراء النقب، ليطرح سيل من الاسئلة دون اجابات قاطعة. وعدا عن السؤال المركزي ماذا تفعل اسرائيل داخل منشاة المفاعل وما حولها ؟ تبرز اسئلة بذات القدر من الاهمية وابرزها : هل يمكن ان تسرب وكالة انباء صورا لمفاعل ديمونا واعمال الحفر والانشاء فيه دون علم اسرائيل ؟ وهل اسرائيل هو من سربت الصوروالاخبار ولماذا ؟ وهل التسريب لهدف سياسي ام عسكري ؟ هل هو رسالة لايران ام للادارة الامريكية؟ وهل هناك علاقة بين الكشف عن التطوير في مفاعل ديمونا وسياسات بادين الجديدة حيال ايران؟ وهنا تبدو الاسئلة تطغى على المشهد، والاجابات من باب التحليل دون معلومات ومعطيات يمكن البناء عليها لفهم المشهد. واذ تزداد الرموز والرسائل المشفرة فان المشهد السياسي والعسكري يزداد غموضا، والقاعدة حسب التجربة في الصحافة تقول كلما طغت الاسئلة في مشهد ما على الاجابات فان ثمة عملا مهما يجري من خلف الستار.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى