الروائية (روبنسون) تفوز بالبوليتزر، و تتهم ترامب بـ( تعفين) الديمقراطية !
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
بالتزامن مع فوز الشاعرة الأميركية لويز غلوك بجائزة نوبل للآداب، نالت الروائية الأميركية مارلين روبنسون جائزة بوليتزر للرواية والتي تعد أرقى جائزة أميركية . و روبنسون من أهم الروائيين الأميركيين في الوقت الحاضر، وأشتهرت لها رواية ( جاك).
و بهذه المناسبة خصصت النيورك تايمزغلاف الجمعة لهذه الروائية التي نشرت في نفس العدد مقالاً بعنوان ( ماذا يعني أن تحب الوطن ؟ : كثيراً ما يقال أن أميركا فكرة ، إنها أيضاً عائلة لا تتخلى عن ذلك )، و قدمت روبنسون من خلاله أفكارها حول أميركا الوطن، وماذا فعل ترامب بها ؟
تشرح روبنسون أنها وهي في عمر السبعينيات الآن، تعرف من عمق إطلاعها على التاريخ و الأدب الأميركيين، أن حب الوطن ليس فقط فكرة المساواة والعدالة والحرية. بل الأعمق في حب الوطن، هو شعور يشبه (حب الأسرة). وهو الإحساس بالأمل بضرورة إزدهار أي شخص من هذه الأسرة ، كما هو الإحساس بنعمة هذه الأسرة، حتى إذا واجه حياة صعبة، لأن قيمته في الأسرة حقيقية بلا شروط . هكذا فإن تعريف روبنسون للوطن , هو الرحم الذي يساوي بين كل أفراده، وإذا انعدم هذا الشرط لحقيقة الوطن، ربما ينعدم الوطن، كما ترى هذه الروائية.
و حسب روبنسون، عندما يقال أن ( أميركا فكرة )، وهذا ما تم ذكره في وثائق الآباء المؤسسين الذين تحملوا أعباء ومخاطر كبيرة في سبيل هذا المعنى، وعلى الأميركيين، حسب روبنسون، أن يشبهوا هؤلاء المؤسسين بأن يرى أحدهم الآخر في ضوء قيمته الفريدة غير القايلة للتصرف أو التحريف، وهذا ما يجعلهم أسرة إن هم ىسعوا وحققوا هذه النظرة ..
و عندما تصل روبنسون للحديث عن الوقت الراهن، فإنها تقر أن الأميركيين يتعاملون برفض نشط لفكرة الأسرة ومقوماتها، و على مدى سنوات حكم ترامب، قام بتشجيع الإعتقاد أن نسبة كبيرة من الشعب الأميركي تنتج مؤامرات واحتيالات وخداع بشكل لانهائي ( هذا ما قاله ترامب في مقابلة مع فوكس مطلع آب الماضي ) لذلك قرر ترامب أنه يجب عدم سماع صوت هؤلاء وعدم الإعتراف بحريتهم بما ينسف التعديل الأول للدستور الأميركي، وهذا يعني (تعفن الديمقراطية و تفسخها ) ودخولها في أزمة بإبعاد قسم كبير من الشعب عن المشاركة، و بذلك تصبح الدولة مجرد سلطة عادية من الصعب إضفاء الشرعية عليها.
الروائية الأميركية مارلين روبنسون، وهي تنال البوليتزر، ترى أن على الأميركيين البحث عن كلمة غير (الديمقراطية) لوصف العملية الإنتخابية الجارية ، خاصة وأن أميركا اليوم , لا تصل للحد الأدنى من( البصيرة المتواضعة) وهي ترفع شعار (الرؤية العظيمة) . . . بين فقدان البصيرة، وضياع الرؤية، تعيش السياسة الأميركية في عمى ترامبي مدمر لفكرة أميركا. . . هكذا ترى الروائية الأميركية روبنسون وهي تنال البوليتزر . . . إن الرواية و الروائيين هم الأقدر بالفعل على سبر غور حقيقة مجتمعاتهم لاستخراج معانيها الحقيقية، وهذه جائزتهم الأهم.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة