فن و ثقافة

الرواية القصيرة واختلافات الكتاب والنقاد حولها

آية عماد الدبوسي

أثارت الندوة التي عقدت قبل أيام في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب حول الرواية القصيرة اختلافات منهجية ونقدية بين كتاب ومختصين في النقد تحاوروا حول المصطلح والتجنيس والفن الروائي والقصصي .

 وقد شكلت الأرضية النقدية التي تحدث فيها الناقد الدكتور عبد الله الشاهر عن الموضوع أرضية لنقاش حار شارك فيه أكثر من عشرة كتاب ونقاد، وفي محاضرته بيّن الدكتور الشاهر أننا نعيش الآن عصر السرعة، وأن نفس المتلقي أصبح قصيرا، مشيرا أن لكل عصر منجزه الأدبي ، وقال إن عصر المطولات قد تراجع وإن الأدب الوجيز هو عصرنا.

وأورد الناقد المذكور نماذج من الرواية القصيرة في العالم من بينها رواية (الديكاميرون) الإيطالية لبوكاشيو ، ثم توقف عند الاهتمام بهذا النوع الادبي في الوطن العربي ، وتوقف عند إشكالية المصطلح وعدم استقراره ، وعدد العناصر التي ترتكز عليها الرواية القصيرة ومن بينها : الشخصية المحورية الواحدة  ووجود حدث محوري واحد، والكاتب لايصرح بل يلمح، ويطرح وجهة نظر خاصة للواقع.

الرواية القصيرة
الرواية القصيرة

وقال الكاتب الروائي والقصصي محمد الحفري في الندوة المذكورة إن السعي إلى كتابة رواية قصيرة يحتاج إلى تفريق بين القصة والرواية القصيرة ، وأشار إلى أننا نعيش في زمن مكثف، وتحتاج الكتابة خلاله إلى مهارات كتابية يمكن من خلالها كتابة السردية من خلال عدد من الشخصيات .

وفي تجربته قال الحفري إن عدد كلمات روايته (البوح الأخير) بلغ 55 ألف كلمة ، ولكنه عاد وضبط النص بعشرين ألف كلمة . وأكد الحفري أن الرواية القصيرة لاتلغي الطويلة، إذ أن لكل عمل أدبي نكهته الخاصة .

الكاتب محمد الطاهر مدير دار توتول للنشر أورد إحصائية لافتة عن المشاركات التي وردت إليه بعد إعلان مسايقة الرواية القصيرة فقال إن عشرين مشاركة وردته خلال اليوم الأول، ووصل هذا العدد إلى ستين مشاركة بعد أيام ، وأن المشاركات جاءت من سورية ومصر والإمارات العربية المتحدة ، وأن هناك مشاركة وردته من أفغانستان.

وفي وجهات النظر الأخرى توقف الناقد الدكتور محمد علي محمد عند الموضوع من خلال مداخلة قصيرة رأى فيها أن ما تعرضت له الأجناس الأدبية هو استجابة لفلسفة التفكيك، وقال إن الرواية تتعرض للانتهاك .

الدكتور ابراهيم زعرور نبه إلى أن الإبداع ليس له سقف ، وأن الحرية طريق الإبداع ، وأن أي جنس أدبي لاينبغي أن يكون مسقوفا .

الشاعر أمير سماوي كثف وجهة نظره بالقول إن الأدب الوجيز لم يقدم لنا جملة مفيدة منذ عشرين سنة . أما الدكتور الناقد عادل فريجات فتحدث عن العلاقة بين الإبداع والنقد ، ونبه إلى أن النقد لايمكن أن يكون مقيدا للإبداع .

وقال الكاتب بكور العاروب إن الأصول تأتي قبل التجريب .

وفي تجربته الروائية عاد الكاتب الروائي عماد نداف إلى روايته الأولى (وردة غان ــ قصة حب) التي اعتبرت عند صدورها في اواسط التسعينيات من القرن الماضي نموذجا من أدب الشباب، فقال إنها رواية قصيرة لم تصل إلى العشرة آلاف كلمة، لكن الشروط التي تحدث عنها الدكتور الشاهر تنطبق عليها تماما، فهي تحكي عن رحلة يقوم بها الراوي في سيارة مجهولة لايعرف سائقها، وخلال الرحلة تهاجم زجاج السيارة مجموعة عصافير تصطدم بها وتموت ، وتمثل هذه العصافير أولئك الذين ينافسونه على امرأة يحبها ، ثم تتدهور السيارة ، وفي المشفى يفتح عينيه ليجدها المرأة أمامه وتقوم بعلاجه !

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى