الرياض تعزز علاقاتها مع موسكو متجاهلة محاولة واشنطن عزل روسيا
بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الجمعة تطوير العلاقات الثنائية وسوق النفط في خضم تطور في العلاقات بين البلدين بما فيها التعاون العسكري خلال الفترة الماضية ما أثار مخاوف واشنطن التي تسعى لعزل موسكو دوليا لكن يبدو ان سياساتها لم تؤتي اكلها خاصة في منطقة الخليج.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فإن “ولي العهد أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس بوتين، واستعرضا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وجرى تبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك”.
بدوره أفاد الكرملين، عبر بيان، بأن بوتين تبادل مع الأمير محمد بن سلمان وجهات النظر بشأن “الوضع في الشرق الأوسط ضمن الجهود المبذولة بمشاركة روسيا والسعودية لحل الأزمات في المنطقة”.
وعبّرا عن “ارتياحهما لمستوى التنسيق داخل (مجموعة) ’أوبك+’ لضمان استقرار العلاقات بين البلدين وسوق النفط العالمي”.
كما “تمت دراسة عدد من القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية مع التركيز على زيادة توسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة في المجالات التجارية والاقتصادية والطاقة”، بحسب الكرملين.
والتنسيق السعودي الروسي في ملف إنتاج النفط ضمن مجموعة “أوبك+” هو إحدى نقاط التوتر بين المملكة والولايات المتحدة، حيث خفضت عواصم في المجموعة، بينها الرياض وموسكو، الإنتاج أكثر من مرة خلال الشهور القليلة الماضية.
وأدى ذلك التخفيض إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما يعاكس جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح التضخم، وسبق وأن اعتبرت واشنطن أن خفض الإنتاج يوفر عوائد إضافية تدعم روسيا في حربها المستمرة ضد أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وحاولت الولايات المتحدة فرض ضغوط على الرياض التي أكدت بان قرار خفض إنتاج النفط قرار اقتصادي بحت لكن ذلك لم يقنع إدارة بايدن وبعض النواب في الكونغرس حيث تصاعدت المطالب بحظر مبيعات الأسلحة الدفاعية للرياض في خضم تصاعد تهديدات الحوثيين واستهداف أراضي المملكة بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وواجهت الرياض الابتزاز الأميركي من خلال تعزيز العلاقات مع موسكو وبكين في الجانبين الاقتصادي والعسكري وعدم التعويل فقط على الولايات المتحدة.
والشهر الماضي رست بارجتان عسكريتان من أسطول الشمال الروسي في مرفأ جدة في غرب السعودية للمرة الأولى منذ حوالي عشر سنوات للتأكيد على التقارب الروسي السعودي.
ومثل عقد الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية برعاية الصين ضربة موجعة للنفوذ الأميركي في منطقة إستراتيجية وحيوية لواشنطن.
وتخلت الولايات المتحدة عن سياسة فرض الضغوط على الرياض وقام عدد من المسؤولين الأميركيين بالتواصل مع الجانب السعودي لتجاوز حالة البرود في العلاقات وحل بعض الخلافات.
كما أرسلت واشنطن غواصة نووية مزودة بصواريخ توماهوك إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج للتأكيد على استمرار اهتمامها بالمنطقة بعد حديث عن تراجع هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة.
ميدل إيست أونلاين