افتتاحية الموقع

الزلزال : احتجاج الطبيعة على السياسة المتحكمة بالمنطقة !!

‏زلزل الزلزال فيما زلزل الممارسات السياسية المتحكمة في المنطقة. وإذا كانت قوة الزلزال وتكراره العامل المحرك و المزلزل. فإن ضعف أحوال المنطقة وفقدان مجتمعاتها لأسس الحياة العادية. و خضوعها لظروف عديمة الإمكانيات للصمود أمام مثل هذه الكوارث. إذن قوة الزلزال وضعف أحوال المنطقة جعلا الكارثة اكبر وأفظع واشد هؤلا”.

‏وإذا كانت قوة الزلزال غضب من الطبيعة فإن ضعف أحوال المنطقة خاصة في الشق السوري منها ما هو الا نتيجة السياسات المتحكمة بها و ناتجة عن المطامع الجيوسياسية التي تقود المتربصين بها فيعطلون تعافي الحياة بعد الحرب بمنعهم الحل المتوافق مع حقائق الواقع. ‏واكبر الفاعلين في هذا المجال هم من يعرقلون عودة الحياة الطبيعية لسوريا سواء السياسية أو الاقتصادية أو الصحية او الاجتماعية أو لمواجهة الكوارث. وهذا التعطيل يأتي ممن يتمسكون بالحل السياسي وفق القرار 2254 والذي بات (الحل الذي لا يحل) لأن الطرف الأساسي فيه وهي الحكومة السورية غبر مستعدة للإنخراط فيه . وهي ترى أن حقائق الواقع تجاوزته. وبأنه يشكل خطرا على وحدة سوريا شعبا وارضا ومؤسسات بما يتضمنه من نوايا فيدرالية ليست إلا شكلا من التقسيم والبعثرة التي لا يرضاها السوريون. ولا تستطيع الحكومة ارتكاب تحقيقها أو الموافقة عليها. وإلى جانب تعطيل الحل بما يجمد الحالة السورية تجميدا” يسعى ليتعفينها بدفعها إلى الضعف والعجز بواسطة العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر. وهكذا فإن غضب الطبيعة وإزاه  ولاقاه  جريمة إضعاف مجتمع المنطقة بالعقوبات والحصار. وكلاهما جعلا الكارثة مهولة و فظيعة ومدوية

‏من اهم معاني الكارثة أنها فضحت خطورة السياسة في تهيئة مجتمع المنطقة للانهيار والموت تجاه أي خلل في الطبيعة. وتضمنت معاني الزلزال أن لابد للمعنيين بالحل أن يتحلىوا بمسؤولياتهم الإنسانية. ويتجاوزوا مطامعهم الجيوسياسية و عندهم الأيديولوجي. وجشعهم السياسي والاقتصادي. كما على هؤلاء المتحكمون في مصائر المنطقة الإنخراط في مسارات حل عملي وقابل للتنفيذ يحترم حقائق الواقع الراهن. بعيدا” عن عبادة قرارات سابقة. او مسارات تراوح منذ سنوات في مكانها من العجز. الكارثة تستدعي التصرف من منطلقات إنسانية كي تصبح المواقف السياسية وطنية أكثر و شرعية بشكل أعمق. لان لا شرعية لأي سياسة لا تعمل لحماية الإنسان من الفقر و الفاقة و عدوان المعتدين و فساد الفاسدين و بذلك تصون المجتمع و تقويه تجاه كوارث الطبيعة و أوبئتها .

‏بحق فإن الكارثة الهائلة للزلزال شكلت صرخة احتجاج قوية تجاه السياسات التي أضعفت المنطقة. وساعدت المصيبة على أن تكون افدح وأفظع واشد هؤلا”… لابد من سياسات إنسانية. وحلول واقعية. ولا بد من رفع العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر. والانتقال إلى سياسة تحترم السيادة. وتتفاعل مع الشعوب وتحترم حقوقها و كرامتها وهويتها ..

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى