السعودية تضبط إيقاع سوق النفط بعد تفكك أوبك

 

أعلنت السعودية اليوم الثلاثاء أنها ستزيد إمداداتها من الخام إلى مستوى مرتفع قياسي في أبريل/نيسان، في تصعيد لمواجهة مع موسكو بشأن الحصة السوقية وبدا أنها ترفض مفاتحات روسية لإجراء محادثات جديدة.

وأثار الصدام بين عملاقي النفط هبوطا بنسبة 25 بالمئة في أسعار النفط الاثنين، إذ أدى إلى بيع بدافع الذعر وخسائر فادحة لمؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت المتضررة كثيرا بالفعل من تفشي فيروس كورونا.

وقال البيت الأبيض الثلاثاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هاتفيا الاثنين لبحث أسواق الطاقة العالمية وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إن عملاق النفط سيرفع الإمدادات إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان للعملاء داخل المملكة وخارجها.

ويزيد ذلك بمقدار 300 ألف برميل يوميا عن طاقتها الإنتاجية القصوى وهو ما يشير إلى أن أرامكو قد تفرج أيضا عن خام من المخزون واتفقت السعودية أيضا مع الكويت على استئناف الإنتاج من حقول نفط مشتركة في ما تعرف بالمنطقة المحايدة وهو الإنتاج الذي لم يكن يدخل في حساب طاقة أرامكو الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل يوميا.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين لسفير روسيا لدى الولايات المتحدة الاثنين إن أسواق الطاقة بحاجة لأن تظل “منظمة” وسط تنامي المخاوف من أن الإنتاج الزائد من السعودية وروسيا قد يتسبب في إفلاس بعض منتجي النفط الصخري الأميركي ذي التكلفة الأعلى.

وتضخ السعودية حوالي 9.7 ملايين برميل يوميا منذ بضعة أشهر. وتخزن المملكة مئات الملايين من براميل النفط ولذلك فإن باستطاعتها توفير إمدادات نفطية بما يفوق طاقتها الإنتاجية.

وقفزت أسعار نفط برنت عشرة بالمئة الثلاثاء لتتجاوز 37 دولارا للبرميل بعد قول وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن موسكو مستعدة لمناقشة إجراءات جديدة مع أوبك، في تلويح فعلي بغصن زيتون إلى الرياض، لكن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قابل الفكرة بصدود على ما يبدو وقال الأمير عبدالعزيز لرويترز “لا أرى مبررا لعقد اجتماعات في مايو (أيار)-ويونيو(حزيران) من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام بما هو مطلوب في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية”.

وتأتي الزيادة غير المسبوقة في إمدادات الخام من جانب الرياض بعد انهيار المحادثات بين أوبك ومنتجين آخرين في مقدمتهم روسيا في إطار مجموعة أوبك+ والتي كانت تسعى لتمديد جهود مشتركة لتقليص الإمدادات بعد نهاية مارس/آذار.

وانتهى التعاون بين المنتجين في أوبك+ الذي استمر ثلاث سنوات يوم الجمعة بعدما رفضت موسكو دعم تخفيضات إنتاج أكبر لتعزيز الأسعار التي تضررت جراء تفشي فيروس كورونا وردت أوبك بإلغاء جميع القيود على إنتاجها. وهوت أسعار النفط بعد أن جدد هذا التطور المخاوف من تكرار انهيار الأسعار في 2014 عندما تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي لم تشارك مطلقا في اتفاق على قيود للإنتاج.

وقال مصدران مطلعان إن وزارة الطاقة الروسية دعت إلى اجتماع مع شركات النفط الأربعاء لمناقشة التعاون المستقبلي مع أوبك وقال نوفاك إن روسيا قادرة على رفع إنتاج النفط بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا وإن بمقدور المنتجين في البلاد زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا.

وخفضت أوبك+ فعليا الإنتاج بواقع 2.1 مليون برميل يوميا بقيادة السعودية التي قلصت إنتاجها بأكثر مما هو متفق عليه. وراكمت كل من موسكو والرياض مصدات مالية ضخمة بما يساعدهما على تحمل حرب أسعار طويلة.

لكن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قالت إن النزول الحاد في أسعار النفط، إذا استمر، سيضر على الأرجح بالتصنيفات السيادية للدول المصدرة الأضعف ماليا وبخاصة تلك الدول ذات الضغط الإضافي الناجم عن ربط أسعار الصرف وقال يان فريدريخ المحلل لدى فيتش إن الاحتياطيات المالية للسعودية وصندوق الثروة السيادي لديها يوفران مصدة، لكن ليس هناك “متسع لا نهائي بحلول الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش، كان سهم أرامكو مرتفعا 9.9 بالمئة عند 31.15 ريال وهو أقل من سعره في الطرح العام الأولي في ديسمبر/كانون الأول 2019 البالغ 32 ريالا. وصعدت القيمة السوقية لشركة أرامكو أكبر شركة نفط في العالم، بنحو 149 مليار دولار في جلسة الثلاثاء بالبورصة المحلية، معوضة أكثر من نصف خسائرها في آخر جلستين.

وكانت القيمة السوقية للشركة قد هوت بنحو 248 مليار دولار في آخر جلستين تداول (الأحد والاثنين) في البورصة المحلية وجاء ذلك عقب إعلان الشركة عزمها تزويد عملائها بـ 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان المقبل بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميا وحسب إفصاح للبورصة المحلية الثلاثاء، قالت أرامكو إنه تم الاتفاق مع عملائها على تزويدهم بهذه الكميات اعتبارا من مطلع الشهر القادم وتتوقع الشركة أثرا ماليا إيجابيا على المدى الطويل

 

 

ميدل ايست اون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى