السعودية تمضي بثبات على طريق توطين صناعة السيارات

الرياض تبدي اهتمامها ببناء خطوط تجميع لسيارات ‘أوروس’ الروسية الفاخرة داخل المملكة.
أعرب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف اليوم السبت عن اهتمام بلاده ببناء خطوط تجميع لسيارات “أوروس” الروسية الفاخرة داخل المملكة، في إطار مساعيها لتطوير قطاع صناعة السيارات وتوطين الإنتاج، ضمن خطتها الاقتصادية الطموحة “رؤية 2030” التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط والتحول إلى مركز مالي عالمي.
ويمثل مشروع تجميع سيارات “أوروس” محلياً خطوة نحو توطين صناعة السيارات، بما في ذلك نقل التقنيات والخبرات وتدريب الكوادر السعودية، مما يعزز القدرات الصناعية للمملكة.
ويعكس الاهتمام بـ”أوروس” سعي المملكة لجذب العلامات التجارية العالمية في قطاع السيارات، من خلال تقديم حوافز صناعية وبنية تحتية متطورة.
وخلال مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية، قال الخريف “سنرحب بأي جهة ترغب في إنشاء خطوط إنتاج، نحن نعمل على إنتاج أكثر من 300 ألف مركبة، أي ما يعادل نحو 40 بالمئة من حجم السوق”.
وأشار إلى أن تطوير صناعة السيارات يمثل أولوية ضمن الاستراتيجية الصناعية الوطنية، موضحا أن المملكة “تحولت من دولة تعتمد كليا على الاستيراد، إلى بلد يضم 4 مصانع سيارات قيد الإنشاء”.
ولم تعد العلاقة بين السعودية وروسيا مقتصرة على التنسيق بشأن السياسة النفطية ضمن تحالف أوبك+، بل تتجاوزها إلى مجالات أوسع تشمل التكنولوجيا المتقدمة والدفاع والصناعة، فيما تستفيد موسكو من هذا التعاون لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والعقوبات الغربية المفروضة عليها منذ غزوها أوكرانيا في العام 2022.
ويأتي هذا التوجه في وقت تتسارع فيه خطوات المملكة لتعزيز إنتاجها المحلي من المركبات، في إطار “رؤية السعودية 2030” التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
وفي 2023، افتتحت مجموعة “لوسيد غروب” الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية، والمملوكة جزئيا لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، أول مصنع للمركبات في المملكة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
وتسعى “لوسيد” إلى تحويل مصنعها إلى منشأة تصنيع متكاملة بعد منتصف هذا العقد، مع تحقيق قدرة إنتاج إضافية تصل إلى 150 ألف سيارة سنويا، ما يعزز طموح المملكة في أن تصبح مركزا إقليميا لصناعة السيارات، بما في ذلك المركبات الكهربائية.
وتُعد منطقة الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، سوقاً مهماً للسيارات الفاخرة، فيما ينتظر أن يساهم مشروع تجميع “أوروس” محلياً في تلبية هذا الطلب المتزايد ويقدم خيارات جديدة للمستهلكين.
وتأتي هذه التحركات في ظل سعي الرياض لجذب العلامات التجارية العالمية إلى السوق السعودي، من خلال تقديم حوافز صناعية، وتوفير بنية تحتية متطورة، ودعم سلاسل التوريد المحلية.
وتعمل السعودية على تهيئة بيئة مواتية للتصنيع والابتكار من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتطوير أطر تنظيمية وسياسات تسهل عمل الشركات.
وأنشأت المملكة الأكاديمية الوطنية للسيارات والمركبات ”NAVA” لتأهيل الكوادر السعودية في مجال صناعة السيارات، بالإضافة إلى توفير برامج تعليمية وتدريبية مع ضمان وظائف للخريجين، فضلا عن شراكات مع جهات عالمية مثل “بورش” لتدريب الفنيين السعوديين.
ميدل إيست أونلاين