تحليلات سياسيةسلايد

السعودية تُدشن مرحلة جديدة أكثر ثقة مع لبنان

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الخميس عن ثقة الرياض بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات في البلاد، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون في إطار زيارة أداها إلى لبنان، ودامت ساعات، هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ نحو 15 عاما شهدت توترا بين البلدين، في وقت تستعد فيه الرياض إلى استعادة زمام المبادرة في البلاد، إثر الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله اللبناني في المواجهة مع إسرائيل.

وقال الأمير بن فرحان. “أكدت لعون استمرار وقوف السعودية مع البلد وشعبه، وثقتنا الكبيرة به وبرئيس الوزراء المكلف نواف سلام، للشروع بالإصلاحات وتحقيق الاستقرار”.

 السعودية تنظر بتفاؤل لتكاتف المسؤولين اللبنانيين لتعزيز أمن لبنان

وأضاف. أن السعودية “تنظر بتفاؤل للمستقبل وتعتبر أن تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم فيه”. معربا عن تفاؤل المملكة بـ”تكاتف المسؤولين اللبنانيين لتعزيز أمن لبنان وسيادته”.

ويدعو المجتمع الدولي  إلى إصلاحات تشمل تشكيل حكومة غير مرتهنة لأي نفوذ خارجي. وحصر السلاح بيد الدولة ومعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ سنوات بما في ذلك ضبط التضخم واستقرار سعر العملة.

إضافة إلى إصلاح النظام القضائي ليصبح أكثر استقلالية ونزاهة، وتنفيذ إصلاحات في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات ومكافحة الفساد. كما وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية أيضا.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه أكد خلال اللقاء مع الرئيس عون، على “أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701”.

ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

نية الجيش الإسرائيلي عدم الانسحاب من البلدات التي احتلها في الجنوب اللبناني

ويأتي تصريح الأمير فيصل فرحان، في هذا الخصوص، تزامنا مع تسريبات لإعلام عبري رسمي عن نية الجيش الإسرائيلي عدم الانسحاب من البلدات التي احتلها في الجنوب اللبناني بحربه الأخيرة خلال المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار والتي تنتهي خلال أقل من 60 ساعة.

ونص اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الأول 2024 على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ الذي يوافق فجر الأحد المقبل.

من جهته وجه عون خلال لقاء وزير الخارجية السعودية الشكر للرياض على جهودها في مساعدة لبنان، لاسيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي.

واعتبر أن زيارة الأمير بن فرحان للبنان تعد “رسالة أمل”، متمنيا أن تتعزز العلاقات بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة كما أعرب عن أمله في أن يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد.

ومنذ سنوات لا تسمح السلطات السعودية بسفر مواطنيها إلى لبنان إلا بموجب تصريح مسبق، وذلك على خلفية توترات أمنية وسياسية شهدها البلد الأخير.

خطاب القسم

ولفت عون، إلى أن خطاب القسم الذي أدلى به حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة، بما يشمل “إعادة الإعمار للمناطق المتضررة من الحرب الإسرائيلية ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسَّسات الأمنية“.

زيارة الوزير السعودي إلى لبنان

زيارته للرئيس عون

واستهل الوزير السعودي زيارته بلقاء الرئيس عون في قصر بعبدا الرئاسي، قبل أن يلتقي لاحقا في مقر البرلمان بمنطقة عين التينة غربي بيروت، رئيسه نبيه بري.

وجرى خلال اللقاء مع بري، استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والسعودية. وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

زيارته لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان

وعقب ذلك، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية وسط بيروت.

وخلال اللقاء، تمنى ميقاتي أن تكون زيارة الأمير فيصل بن فرحان فاتحة لعودة جميع الإخوة السعوديين إلى لبنان. قائلا مع بداية عهد الرئيس جوزيف عون. وتكليف نواف سلام، بتشكيل الحكومة الجديدة. فإننا نتطلع بأمل إلى احتضان المملكة لبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي”.

وأضاف ميقاتي. “العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والسعودية الشقيقة، زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة إلى جانب لبنان دائما. السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، إلى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا”.

زيارةالوزير السعودي لرئيس الحكومة المكلف نواف سلام،

ثم التقى الأمير فيصل بن فرحان رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، في دارة الأخير بمنطقة قريطم في بيروت.

وحسب الوكالة اللبنانية، كان اللقاء مناسبة قدم خلالها الوزير السعودي إلى سلام، التهنئة بتكليفه. وأكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان، متمنيا على “اللبنانيين تغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة والسير في الإصلاحات الضرورية”.

من ناحيته، رحب سلام، بالوزير السعودي . مشددا على “دلالة هذه الزيارة بعد 15 سنة على آخر زيارة لوزير خارجية سعودي الى لبنان”.

وأكد سلام. على أن “هناك فرصة استثنائية للبنان لإعادة النهوض والازدهار كما في السابق يجب عدم تفويتها. وأنه يعمل بالتعاون الكامل مع الرئيس عون على ذلك”.

وتحظى زيارة وزير الخارجية السعودي، باهتمام خاصة في الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية. على اعتبار أنها قد تكون بداية عهد جديد للعلاقات بين البلدين في ظل القيادة اللبنانية الجديدة.

وتولى عون وسلام، منصبيهما في يناير/كانون الثاني الجاري. ما يمثل بداية لمرحلة جديدة في بلد غارق في أزمة مالية منذ عام 2019 ويواجه الآن فاتورة إعادة إعمار بمليارات الدولارات.

العلاقات بين البلدين

وشهدت العلاقات بين البلدين توترا في السنوات الأخيرة وفي العام 2016. قالت الرياض إنها أوقفت برنامجا بقيمة 3 مليارات دولار لإمدادات عسكرية إلى لبنان احتجاجًا على مصادرة حزب الله القرار السياسي لصالح داعمته إيران.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري في خطاب متلفز من الرياض استقالته. متهما إيران بإحكام قبضتها على بلاده.

كذلك، أوقفت الرياض واردات الفواكه والخضروات منه في أبريل/نيسان من ذلك العام. قائلة إن الشحنات تستخدم لتهريب المخدرات واتهمت بيروت بالتقاعس. وبعد عام على ذلك، أعلنت الرياض عودة سفيرها إلى بيروت .

وتعهد الرئيس عون، بعد انتخابه في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، بإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وبناء شراكات استراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي.

وأعلن حينها أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى “إيمانا بدورها التاريخي في مساندته والتعاضد معه، وتأكيدا على عمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي”.

 

ميدل إيست أون لاين

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى