السكك الحديدية الإسرائيلية السريعة المنافسة لقناة السويس
فى أولى الخطوات الفعلية والرسمية من جانب دولة الاحتلال الإسرائيلى لمنافسة “قناة السويس” المصرية، تعاقدت إسرائيل مع أكبر شركة صينية متخصصة فى مجال البنية التحتية الصينية تشاينا هاربور، لإقامة ميناء بحرى خاص جديد يكون ضخما فى مدينة أشدود، بتكلفة مالية تبلغ 3 مليارات و300 مليون شيكل، وذلك لربطها مستقبلا بميناء إيلات على البحر الأحمر.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إنه تم توقيع هذا الاتفاق فى مراسم خاصة، أقيمت فى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى بالقدس المحتلة بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير المالية يائير لابيد، وكبار المسئولين فى الشركة الصينية وسفير الصين لدى إسرائيل.
ومن المقرر أن تشرع الشركة الصينية فى أعمال بناء هذا الميناء نهاية العام الجارى، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال البناء 7 سنوات.
جدير بالذكر أن إسرائيل تخطط لربط الميناء الجديد فى أشدود المطلة على البحر المتوسط بميناء إيلات على البحر الأحمر، بخط سكك حديدى سريع، لنقل الأفراد والبضائع ليكون مشروعا منافسا لقناة السويس المصرية.
وكانت قد نشرت خلال الفترة الأخيرة عدة تقارير اقتصادية إسرائيلية حول المشروع الجديد، الذى تنوى إسرائيل البدء فيه، لربط مدينة “إيلات” الساحلية على البحر الأحمر، بعدة مدن ساحلية مطلة على البحر المتوسط، من بينها “تل أبيب” و”حيفا” و”أشدود”، وذلك لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس المصرية.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلى على إنفاق عشرات المليارات فى المشروع، الذى يتكلف بالكامل عند انتهائه لـ100 مليار دولار، وذلك لنقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط فى مدة لا تزيد عن ساعتين فقط، وهى المدة التى تقل عن نقل البضائع عبر القناة فى الوقت الحالى.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب تنوى أيضا إنشاء مطار دولى على طراز عالمى فى إيلات ليخدم المدينة الساحلية وتنشيط السياحة بها، لتكون مدينة سياحية نموذجية على غرار مدينة “شرم الشيخ”.
وكان قد قام وزير المواصلات الإسرائيلى يسرائيل كاتس مؤخرا بعدة زيارات سريعة للصين، لبدء تنفيذ المشروع فى أسرع وقت بتكلفة منخفضة لتوفير جزء كبير من تكلفة التمويل لبناء الموانى الجديدة فى إيلات وحيفا وأشدود وتل أبيب وفق خطة نتانياهو الاستراتيجية للربط بين الموانئ الإسرائيلية وإنشاء الجسر البرى، الذى سيعد الطريق التجارى البديل لقناة السويس.
وأوضح الإعلام العبرى أن المشروع سيجعل لإسرائيل رصيدا استراتيجيا عند الصين القوة العظمى الصاعدة عند اتمامها لهذا المشروع الضخم، مضيفا أن إنشاء قطار لنقل البضائع سيثير مشاكل كبيرة وصعبة لدى المصريين، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال، لا يفصح نتانياهو عن أن المشروع سيهدد واحدة من أهم المصادر الرئيسية للدخل القومى المصرى، وهى “قناة السويس”، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر.
وكان قد أكد الدكتور يعقوب شينين مدير إدارة النقل بوزارة المواصلات الإسرائيلية، ويعد من كبار الخبراء الانتهاء من المشروع فى أسرع وقت، مشيرا إلى أن الفوائد الاقتصادية للمشروع ستساهم بصورة مذهلة فى نمو الاقتصاد الإسرائيلى، وأنه بعد الانتهاء من مشروع السكك الحديدية، والمطار الدولى قد يصل عدد السائحين فى إيلات إلى الملايين.
صحيفة اليوم السابع
(نشر هذا المقال في الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 – 12:39 م)