السوداني في زيارة مفاجئة للأردن لبحث التطورات في سوريا
أدى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني زيارة غير معلنة الى الأردن التقى خلالها الملك عبدالله الثاني على وقع التغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة على الساحة السورية مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وسيطرة فصائل تنظر اليها بغداد وعمان بقلق على السلطة في دمشق.
وتداعيات ما يحصل في الساحة السورية يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر داخل البلدان خاصة مع الامتداد العشائري وخاصة المخاوف من التداعيات الأمنية لإمكانية تفشي الفوضى في سوريا واتشار الفصائل المتطرفة.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، أن رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان استقبل نظيره العراقي، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة بينما قال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان، إن الأخير التقى في العاصمة الأردنية عمّان الملك عبدالله الثاني بن الحسين”.
وشدد الجانبان وفق البيان على “اهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الصعبة، وضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة البلاد وتنوعها الإثني والديني والاجتماعي، ودعم خيارات الشعب السوري نحو بناء سوريا مستقرة ومزدهرة تضمن مشاركة جميع مكوناتها في إدارة شؤون البلاد واستمرار التشاور مع جميع الأطراف، وتبادل الرؤى لتقديم مبادرات فعالة تخدم المصالح المشتركة وتعزز الاستقرار في المنطقة”.
والملف السوري والأحداث المتسارعة على وقع انهيار نظام بشار الأسد على يد فصائل تتهم بالتطرف وبالولاء لتركيا وكذلك الهجمات الإسرائيلية والتقدم في الجولان تفرض نفسها في اللقاء.
وكانت دول عربية من بينها الأردن والعراق نددتا بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المقدرات العسكرية السورية وكذلك تقدم الجيش الإسرائيلي في الجولان واحتلال المنطقة العازلة وجبل الشيخ.
والبلدان اللذان يقعان على الحدود مع سوريا يشعران بقلق شديد من تداعيات التصعيد على أمنهما القومي وإمكانية انتقال الاحداث اليهما. وعانى البلدان خاصة العراق خلال السنوات الماضية من تفشي الإرهاب ومن هجمات دموية وكذلك من انتشار ظاهرة تهريب المخدرات.
وتنظر عمان وبغداد لهيئة تحرير الشام وزعيمها أبومحمد الجولاني الذي كان أحد مساعدي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الأردني أبومصعب الزرقاوي بالكثير من القلق رغم الرسائل التطمينية التي أرسلها مؤخرا.
ولم يعلق البلدان على تولي محمد البشير رئاسة الحكومة حتى مارس/اذار المقبل ولم يطرحا بعد إمكانية التعاون معه لكن عمان وبغداد طالبتا بإعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد ومنع تقسيمه او احتلال أراضيه من أية جهة.
وطالب الجولاني الذي بدأ باستخدام اسمه الحقيقي أحمد الشرع خلال هجومه على مدن مثل حلب وحماة وحمص رئيس الوزراء العراقي بمنع تدخل الحشد الشعبي والميليشيات المدعومة من طهران في الصراع.
وعززت كل من بغداد وعمان من تواجدهما العسكري على الحدود مع سوريا وتم نشر الالاف من الجنود ووضع الكتل الاسمنتية لمنع الاختراقات فيما يمثل عودة تنظيم داعش من بين التحديات الكبيرة.
وفي الداخل العراقي بادر خميس الخنجر رئيس حزب ‘السيادة’ الذي يضم قوى سنّية بتهنئة الشعب السوري بسقوط النظام، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك لتأسيس دولة جديدة “تؤمن بالمواطنة والحريات” لكن هذا الموقف كان متناقضا مع مواقف شيعية موالية لإيران اعتبرت الاحداث من تدبير المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتركية وان تداعياته كبيرة على العراق.
ميدل إيست أون لاين