السودان يضطر لخفض عملته بسبب عجز الموازنة

 

أعلنت الحكومة السودانية الأربعاء أنها ستضطر إلى خفض قيمة الجنيه السوداني بسبب العجز الضخم في موازنة الدولة والذي يرجع إلى حد كبير إلى توقف النشاط الاقتصادي جراء جائحة كوفيد-19وقالت وزيرة المالية بالإنابة هبة محمد علي خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن “سبب تعديل الموازنة هو الحاجة لتبني سياسات من شأنها تخفيف التاثير السلبي لجائحة كورونا على الوضع الاقتصادي حيث انخفضت الإيرادات العامة بنسبة 40%”. وأضافت الوزيرة المكلفة وفق بيان حكومي أن “العجز صار كبيراً جداً مما استدعى مراجعة الميزانية واتخاذ إجراءات طوارئ من بينها التعديل التدريجي لاسعار الصرف والدولار الجمركي على مدى عامين للوصول للسعر الحقيقي”.

وكرّس مجلس الوزراء اجتماعه لمراجعة الوضع الاقتصادي والمالي للأشهر الستة الأولى من عام 2020ويبلغ السعر الرسمي للدولار 55 جنيهاً سودانياً مقابل 140 جنيهاً في السوق الموازية. وقد بلغ معدل التضخم 136% على أساس سنوي، ما أدى إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية في السودان. ومساء الأربعاء أعلن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أنّ الحكومة سترفع “بصورة تدريجية الدعم عن البنزين والديزل”، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ دعم الدواء والكهرباء والخبز وغاز الطبخ سيستمر وأضاف في تصريح للصحافيين أنّ “الحكومة عليها اتخاذ خطوات مهمّة لتقليل آثار جائحة كورونا”.

ويعاني السودانيون من صعوبات اقتصادية ويضطرون للانتظار في طوابير لساعات طويلة من اجل الحصول على المواد الأساسية وأطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلاً للحصول على 283 مليون دولار لمساعدة السودان في مواجهة فيروس كورونا المستجدّ وآثاره الاقتصادية، في وقت يهدّد فيه الجوع الملايين من سكاّن البلاد.

وحذّر مكتب الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان من أنّه “ما لم نتصرف الآن، ينبغي عندها أن نكون مستعدّين لسلسلة من المآسي الإنسانية“. كما ان الاقتصاد متضرّر بشدّة من استمرار اسم السودان مدرجاً على القائمة الأميركية “للدول الراعية للإرهاب وشدّد حمدوك على أنّ “خروج السودان من القائمة سيفتح أبواب البلاد أمام الاستثمار الأجنبي وفرضت السلطات في 16 نيسان/أبريل الحجر الصحي التام في ولاية الخرطوم قبل أن يمدد ذلك ليشمل سائر أنحاء السودان وسرعان ما فرض حظر تجول صارم من الثالثة بعد الظهر إلى السادسة صباحاً (13,00 ت غ إلى 4,00 ت غ) مع السماح بالحركة خلال بقية اليوم.

وكانت السلطات فرضت في آذار/مارس حال الطوارئ في مواجهة الأزمة الصحية، وأغلقت المدارس والجامعات وكذلك جميع المنافذ الحدودية تقريبًا. وتم تخفيف حظر التجول ابتداء من 8 تموز/يوليو وخلّف فيروس كورونا المستجد أكثر من 11 ألف إصابة في السودان، بينها 706 وفيات ومنذ آب/أغسطس 2019، شكل السودان حكومة انتقالية بعد اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش وشخصيات معارضة رئيسية.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى