السوريون لايريدون الحرب: قدسيا والهامة، وكأن شيئا لم يكن !

خاص ــ دمشق :

الحديث عن الجبهات المفتوحة في سورية والتي تتصاعد فيها ألسنة اللهب نتيجة القتال المحتدم، لايلغي الحديث عن احتمالات التصالح في مناطق محددة من تلك الجبهات، وقد يكون مرد ذلك إلى الدوامة التي وصلت إليها الأزمة السورية مع اتساع رقعة التدخل الدولي فيها !

ومثلما تعتبر بعض الأطراف أن الحرب هي الشكل الأمثل للحل، فإن هناك أطرافا تعتبر أن المصالحات طريق جدي ونافع للحل، بما يؤدي إلى وقف النزيف في الجسد السوري المهشم..

وعندما ترددت الأخبار عن مصالحة يجري العمل عليها في منطقتي قدسيا والهامة في ريف دمشق، بعد مصالحة داريا والمعضمية، كان الحديث يجري عن مجموعة معطيات أهمها وجود عقبات كبيرة في وجه المصالحة، وعدد البعض هذه العقبات ومن بينها مصالح نشأت على هامش الأزمة السورية تتعارض مع أي حل، أي ليس من صالح بعض المجموعات أو الجهات إنهاء مثل هذه الملفات، لأن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تعطل مصالحها !

بل وقد كتب صراحة أن مناطق كاملة ترفض مثل هذه الخطوات لأنها تحجب عنها عمليات التهريب القائمة والتي تدر الملايين مع كل تصعيد ..

في قدسيا والهامة، جاءت عملية خروج المسلحين الناجحة والآمنة التي لم يتدخل فيها حتى الصليب الأحمر الدولي لتؤكد وتنبه إلى طريق أسلم للحلول المطروحة، وتشير إلى أن السكان يريدون عودة الحياة إلى طبيعتها ، وهذا ما حصل :

• خرج المسلحون ، ووصلوا إلى إدلب..
• بقي بعضهم، فسويت أوضاعهم ..
• وسريعا بدأت عملية العودة إلى الحياة الطبيعية ..

والمهم على هذا الصعيد أن أياما قليلة مرت، فعاد كل شيء كما كان بين قدسيا والهامة ومحيطهما: رفعت السواتر الترابية بين قدسيا وضاحية قدسيا. بل وسارعت الجهات المختصة لتنظيف المعابر، فغدت نظيفة آمنة بحيث تغير اسمها من (معبر) إلى (طريق)..

تحرك السكان بين الضفتين إلى الدرجة التي لم يعد فيها حاجز وهمي ، فلم يعد هناك ضفاف. وسائل النقل تحركت والعبور سيرا على الأقدام لم يعد واردا. البضائع تدخل وتخرج بشكل اعتيادي. السيارات التي كانت محتشدة عند تخوم قدسيا من جهة الضاحية اختفت .. ومن جهة طريق دمشق بيروت دمشق القديم : الربوة ــ قدسيا ــ الهامة جرت عملية مماثلة، فتح الطريق ، أزيلت السواتر تحركت وسائل النقل ، فتحرك الناس واختلطت المشاعر ثم امتزجت، وصار بالامكان الحديث عن بداية الحياة الطبيعية..

بقيت مسألة ينبغي التقصي عنها هي : السوريون !

هل عاد الانتماء إلى الوطن .. هل عاد السوري سوريا؟!

بمعنى آخر كيف هو حال عشرات الألوف الذين يقطنون هذه المناطق الساخنة التي عادت إلى سيطرة الدولة؟!

الجواب على الوجوه :

انفرجت الأسارير.. خفت أعباء الحياة. ذهب الخوف وعاد الاطمئنان. عاد الجميع إلى الحياة الطبيعية وكأن شيئا لم يكن .. حتى المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة والتي كان الذهاب والإياب إليها ومنها يضطر إلى سلوك الطريق المحلق الذي يضاعف المسافة بين المدينة وبينها كجبل الورد ، حتى هذه المناطق انفرجت بفتح الممرات وهو شيء طبيعي لأن أحدا لايريد ذلك الواقع المرير الذي فرضته الحرب الصعبة منذ سنوات ..

عاد كل شيء كما كان .. السوريون لايريدون الحرب . هذه هي الخلفية !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى