علوم وتكنولوجيا

السيارة الطائرة.. حلم يقترب من الحقيقة

السيارة الطائرة تدغدغ فكرة أن تقلع السيارة وتحلق في السماء متخلّصة من الزحام أحلام كثير من السائقين ومعدي أفلام الخيال العلمي، لكن عقبات كثيرة ما زالت تحول دون أن يصبح هذا الحلم حقيقة.
في المعرض الدولي لقطاع الملاحة الجوية في مدينة لو بورجيه الفرنسية، تعرض طائرة صغيرة تتحول إلى سيارة، ومن المقرر أن تكون هذه المركبة ذات الهيكل المنتفخ من الأمام والمزودة بجناحين قابلين للطي، مطروحة للبيع في العام 2020. وستباع السيارة الطائرة الواحدة بما بين مليون و200 ألف ومليون و500 ألف يورو. رغم ذلك تلقى مصنعوها طلبات عدة للشراء.

ويقول سيمون بندري أحد المسؤولين عن هذا المشروع “حين تحط هذه الطائرة على مدرج مطار، تصبح بعد ذلك سيارة ويمكن قيادتها على الطرقات”.وتنشط عشرات الشركات في العالم ولاسيما الشركات الناشئة في الابتكار لتحقيق هذا الحلم الذي ربما راود كل الناس، أن تتحول سياراتهم إلى طائرات تخرج بهم من ضيق الطرقات إلى رحابة السماء.

ومن بين الشركات التي قطعت أشواطا في هذا المجال شركة “بال في” الهولندية التي صممت طائرة مروحية صغيرة تتسع لشخصين تتحول لسيارة، ستعرض للبيع اعتبارا من العام المقبل.
وفي تشيكيا، تقول شركة “نرفانا سيستمز” إنها تلقت عشرات طلبات الشراء لطائراتها المروحية الصغيرة التي تتحول إلى سيارة يمكنها أن تسير في الطرقات ولكن بسرعات ليست عالية. وستباع هذه السيارة الطائرة بثلاث مئة ألف يورو.

وفي سيليكون فالي في كاليفورنيا، أعلنت شركة “كيتي هوك” أن سيارتها الطائرة “فلاير” ستكون مطروحة للبيع قبل نهاية العام.
والأسبوع الماضي، تمكنت السيارة الفرنسية الطائرة “بيغاز” من عبور بحر المانش.
لكن السيارات الطائرة ما زالت حتى الآن “مزيجا بين سيارة سيئة وطائرة سيئة”، بحسب برونو سانجون رئيس المركز الفرنسي للأبحاث الجوية والفضائية والعسكرية “أونيرا”. رغم ذلك، يحقق هذا القطاع تقدما سريعا بفضل تطور صناعة أجهزة الدفع الكهربائي التي يمكن أن تجعل هذه المركبات تحمل ما بين 80 إلى 100 كيلوغرام.

ويقول كزافييه دوترتر مدير مشروع “تكنوبلاين” “في خلال خمس سنوات أو عشر، ستكون السيارات التي تنقل أكثر من شخص في الجو شائعة”.

تاكسي طائر
يرى كثير من المراقبين أن العقبات التي ما زالت تقف أمام انطلاق السيارات الطائرة سيتم تجاوزها قريبا، أو أن السيارات الطائرة ستكون حكرا على أثرياء باحثين عن التميز الاجتماعي. ويرى المدير العام للمركز الفرنسي للأبحاث أن السائد في المستقبل سيكون نظاما للسيارات الطائرة تحت الطلب، أي ما يشبه التاكسي الطائر، ولكن الطائرات ستكون آلية التحكّم. ويؤيده باسكال بنسمان المستشار في “ديلويت” قائلا “السيارات الطائرة لا يمكن أن يقودها أفراد، لأن الأمر في غاية الخطر”.

وأعلنت شركة أوبر مشروعا يحمل اسم “اليفيت” قوامه شبكة من السيارات التي تحلّق عموديا، تبدأ مراحله التجريبية في العام 2020.
ويمكن أن تكون إمارة دبي السباقة عالميا في هذا المجال، مع بدء تشغيل مروحيات صغيرة تعمل بالطاقة الكهربائية في الأشهر القليلة المقبلة.

ويقول جان بريس دومون المسؤول في شركة “ايرباص هيليكوبترز” إن هناك اهتماما كبيرا بهذا النوع من وسائل النقل في المدن التي تعاني يوما بعد يوم من مزيد من الاكتظاظ. لكن، وفقا لبنسمان، يشترط أولا أن تثبت هذه السيارات الطائرة نجاحها، قبل أن تصبح واسعة الانتشار. وهو لا يتوقع أن تصبح فكرة التاكسي الطائر رائجة قبل العام 2050.

وإذا كان معدل الحوادث القاتلة في الرحلات الجوية لا يزيد عن 0,2 في المليون، فإن النسبة ستكون لا شك أعلى بكثير مع السيارات الطائرة، وهو ما قد يعيق تقبل فكرة وسيلة النقل الجديدة هذه.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى