الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على محور فيلادلفيا
كما أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي اليوم الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي فرض “سيطرة عملياتية” على محور فيلادلفيا الإستراتيجي على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. في خطوة من شأنها تأجيج التوتر بين الدولة العبرية والقاهرة التي رفضت سابقا طلبا إسرائيليا بتأمين المنطقة.
وقالت إذاعة الجيش. (رسمية) “استكملنا السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر. باستثناء جزء صغير بالقرب من الساحل ومنطقة تل السلطان” غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأضافت. أن هذا الجزء الصغير، الذي لم تتم السيطرة عليه بعد، “يتحكم فيه الجيش عن طريق النيران والمراقبة” أيضا. بما يعني “السيطرة عمليا” على كامل المحور.
ويتصاعد التوتر بين إسرائيل ومصر أول دولة عربية اعترفت بالدولة العبرية. منذ تجاهل الإسرائيليين تحذيرات دولية ومضيّهم قدما بعملية برية في رفح في وقت سابق من الشهر الحالي.
السيطرة على المحور
وتأتي السيطرة على محور فيلادلفيا بعد أسابيع فقط على سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر في 7 مايو/أيار.
وتعني سيطرة إسرائيل “عمليا” على كامل محور فيلادلفيا قطع حدود وعلاقة غزة الجغرافية مع مصر بشكل رسمي. كما وإطباق الدولة العبرية حصارها العسكري على كامل القطاع.
وأكد شهود عيان في وقت سابق من اليوم الأربعاء سيطرة الجيش الإسرائيلي بريا على ثلثي محور فلادلفيا. حيث تتمركز الآليات العسكرية فوق تل زعرب. وهو منطقة مرتفعة مجاورة للمحور؛ مما يمكنها من كشف بقية المحور وصولاً إلى شاطئ البحر.
وأضاف الشهود. أن القوات الإسرائيلية تستهدف بواسطة المدفعية وقناصيها ومسيرات “كواد كابتر” كل ما يتواجد في تلك المناطق التي لم تتواجد بها بريًا.
بالإضافة إلى ذلك. تحلق الطائرات المسيرة الإسرائيلية، وفق الشهود، بشكل كثيف فوق المناطق الغربية لمدينة رفح وتطلق الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة بشكل متقطع باتجاه شاطئ المدينة.
واتّهم مسؤول مصري إسرائيل بتوظيف ادعاءات بوجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة لتبرير عمليتها العسكرية في رفح في جنوب قطاع غزة، وفق ما أوردت اليوم الأربعاء قناة “القاهرة الإخبارية” نقلا عن “مصدر مصري رفيع”.
ونقلت القناة المقرّبة من المخابرات المصرية عن المصدر الرفيع قوله إنه “لا توجد أي اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الادعاءات بوجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر”.
وأضاف المصدر “إسرائيل توظف هذه الادعاءات لتبرر مواصلة عملية رفح الفلسطينية وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية”.
محور فيلادلفيا
ومحور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بعرض مئات الأمتار وطول 14.5 كيلومترا من معبر “كرم أبو سالم” وحتى البحر المتوسط.
وهذا المحور جزء من المنطقة الحدودية التي تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وتخضع للسيطرة الإسرائيلية بموجب اتفاقية “كامب ديفيد” للسلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
لكن وضع هذا المحور تعدل بموجب “اتفاق فيلادلفيا”، الذي وقعته إسرائيل مع مصر في سبتمبر/ أيلول 2005، بعد انسحابها من قطاع غزة.
فبموجب هذا الاتفاق، التي تعتبره تل أبيب ملحقا أمنيا لاتفاقية “كامب ديفيد” ومحكوم بمبادئها العامة وأحكامها. انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا وسلمته مع معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية. وسمح بنشر 750 من جنود حرس الحدود المصريين على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة بمهمة محددة بمكافحة “الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق” أيضا.
وعام 2007، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة وخضع محور فيلادلفيا لهيمنتها، فيما فرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . أعلن في أكثر من مناسبة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، رغبة إسرائيل في السيطرة على محور “فيلادلفيا”. وهو ما أعلن الجانب المصري عن رفضه في أكثر من مناسبة.
وفي فبراير/شباط الماضي. قال ضياء رشوان. رئيس هيئة الاستعلامات المصرية.إن “أي تحرك إسرائيلي في اتجاه احتلال ممر فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية”.
ميدل إيست أون لاين