علاقات اجتماعية

الشباب ومشكلة البطالة

لاشك  أن مشكلة البطالة تعد من أقوى و أصعب المشاكل التي تواجهها مجتمعاتنا عامة .  و شبابنا بشكل خاص باعتباره المتأثر الأكبر بهذه الحالة التي مازالت تتفاقم مع مرور الوقت .

واقع الشباب المجهول

فواقع الشباب الأليم و المستقبل المجهول الذي ينتظره . يعد سببا رئيسيا في هجرته والهروب من واقعه .  فغالبية الشباب تعاني من أثار البطالة و إيجاد فرصة العمل التي يحلم بها تعتبر من المستحيلات بنظرهم . و هذا  أثر سلبا على حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية أيضا.

فالشباب الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا . و الذين بذلوا جهداً كبيراً بالدراسة واضعين أمالاً عالية لمستقبلهم و الأعمال القادرين على القيام بها . و رافعي سقف  طموحاتهم باعتبارهم الطاقة الحيوية في المجتمع  اصطدموا بواقع  عدم توافر الفرص المناسة للعمل بها  .

تأثير  البطالة على الشباب

الشباب العاطل عن العمل تأثر نفسيا بشكل كبير بهذا الواقع  . و كانوا غير راضيين عن وضعهم الحالي. كما و كان شعور العجز مرافق لهم . خاصة  إن كانوا يعتبرون أنفسهم عالة على أسرهم من حيث المصروف و المعيشة أيضا. ليتقوقع بعضهم و يغلق على نفسه شيئا فشيئا .

النتائج التي ترتبت عليها  البطالة

و للأسف و نتيجة للأحداث المؤسفة و فرص العمل القليلة والمحدودة إضافة لارتفاع الأسعار بشكل كبير ، لجأ قسم كبير من المتخرجين  إلى إيجاد أعمال بديلة لا تتعلق باختصاصاتهم . كما و خارج إطار معرفتهم و دراستهم و اهتمامهم لتوفير قوتهم اليومي و تلبية حاجاتهم الأساسية أيضا وارتضوا أي عمل مهما كان (( كالعمل باعة في المحلات أو سائقي سيارات أجرى …)) على ((مبدأ العمل أيا كان ليس عيبا في سبيل العيش حياة كريمة)) .

و  قسم آخر و  بسبب ضيق فسحة الأمل بإيجاد عمل . و  الواقع الاقتصادي السيئ و الضاغط  اضطر لاعتماد طريق بعيدا جدا عن كل ما كان يصبوا إليه . واتجه لتأمين المال بأي وسيلة ممكنة . بإتباع  أساليب و طرق ملتوية  و غير مشروعة أيضا. مستغل الأزمة التي تعاني منها البلاد .فاتجهوا للنصب و الاحتيال و عمليات الخطف و السرقة أيضا.

إختيار الهجرة كحل لمشكلات البطالة

أما الغالبية العظمى من الشباب  اختاروا الحل المختصر لهذه المعاناة .  بالهجرة و تقديم طلبات اللجوء إلى الدول الأوربية .على رغم مساوئها و صعوبة الطرق و خطورتها و التكاليف الباهظة التي سيتحملونها أيضا . و البعد عن الأهل و الوطن  لكنهم لم يجدوا أمامهم طريق آخر . علهم يحصلون على  فرصهم المرجوة خارجا .

و للأسف بذلك تكون تلك الدول قد استقطبت أفضل شباب البلد  ممن كان بحاجة لفرصة ليثبت نفسه . و تكون سوريا  بهذا قد خسرت فئة مهمة من شبابها من كانت بأمس الحاجة له لإعادة إعمار البلاد .

يجب مساعدة الشباب النشط أصحاب العقول المنفتحة النيرة . و تقديم لهم الدعم الأكبر  في مجالات تفوقهم و شغفهم  . لبناء مستقبلهم  الذي يرغبون به داخل البلاد .  حتى لا نعطي فرصة للدول الأخرى ممن تسعى للإستفادة من خبراتهم من الحصول عليهم  فبلادهم أحق بهم. فثروة الوطن بأبنائه . و هذا الجيل هو الذي ستُلقى على عاتقه مسؤولية إعادة الإعمار و بناء سوريا القوية العزيزة من جديد.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى