علاقات اجتماعية

الشخص “التوكسيك” يؤذي من حوله.. فهل شريكك سام؟

كثر البحث مؤخراً عن مصطلح “العلاقة التوكسيك” أو “العلاقة السامة” خاصة بعد تصدر فيلم ” جوازة توكسيك” الترند بعد أن شهد إقبالًا مدهشًا من الجمهور حيث انتقلت الأحاديث من ساحات الفن السابع لفضاءات السوشيال ميديا والعوالم الافتراضية فمن هو الشخص “التوكسيك”؟ وما هي علامات العلاقة “التوكسيك”؟ وكيف تعرفين إن كان شريكك هكذا؟ تابعي السياق التالي لتعرفي الإجابة على هذه الأسئلة.

“توكسيك” هي كلمة إنكليزية معناها سام. واستخدم مؤخرًا بكثافة عبر العوالم الافتراضية فيدخل عوالم السوشيال ميديًا ويتحول لأحد ألفاظ الواقع السيبراني باقتدار. ولفظ “توكسيك” يستخدم للإشارة إلى شخص سيء يبث السم في من حوله مما يسبب الأذى أو الضرر للآخرين ممن يتعاملون معه حوله سواء كانوا أصدقاء أو أحباء، وتخبرنا استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. ولاء عزام: “هذه الكلمة أصبح استخدامها شائع وحديث في الآونة الأخيرة. على أن هذه النوعية من العلاقات نفسها موجودة منذ بدء الكون. ويمكننا أن نصف بها بعض الأشخاص المؤذيين والسلبيين والمحبطين، والذين يسعون دائماً لإمتصاص الطاقه الإيجابية لمن حولهم، ومحاولة فرض السيطرة على من حولهم”.

تؤكد عزام أن أخطر شيء أن تأتينا هذه السموم من الشريك وهو أقرب الناس إلينا، بالرغم أنه من المفترض أن يكون أكثر الناس عوناً لنا على مصائب ومتاعب وضغوط الحياة. حيث الشخص السام يكون مؤذيًا بدرجة كبيرة، ويترك أثراً نفسياً سيئاً مع الذين يتعامل معهم من حوله سواء كانوا أصدقاء له أو أقرباء أو جيران، أو أحباء أيضا.

أما عن معنى “توكسيك” في العلاقات تقول ولاء: “يشير إلى العلاقة العاطفية السامة، والتي قد تكون مدمرة على المستوى العقلي والعاطفي أيضا. وحتى الجسدي للطرف الآخر، فقد يشعر الشخص في العلاقات العاطفية السامة بعدم الإحترام والتقدير منه. بل وقد يتطور الأمر إلى الشعور بالإذلال، وذلك لإنها علاقة مؤذية وسامة كما أنها لا تنتهي نهاية سعيدة”.

صفات الشخص “التوكسيك”

تقول د. ولاء عزام إن الشخص “التوكسيك” عادة ما تجتمع به مجموعة من الصفات وهي :

الشخص “التوكسيك” نرجسي

عادة ما يكون شخص أناني أو نرجسي يهتم ويحب نفسه فقط.

الشخص “التوكسيك” استغلالي

يستغل جهود الآخرين وجميع من حوله لتحقيق مصلحتة الشخصية، ويمكن أن يتلاعب بمشاعرهم بسهولة لتحقيق أهدفه الشخصية.

الشخص “التوكسيك”  دائم الشكوى

ينهال على من حوله بكم المآسي والمشاكل التي يعيش فيها، ويوضح مدى كم الشقاء الذي يجده فى كل جوانب حياته.

الشخص “التوكسيك”  الظهور بأنه الضحية

دائما ما يظهر بأنه الضحية ويعاني من الظلم محاولاً جذب الإنتباه إليه ويحاول الظهور كشخص صالح ومظلوم أمام الآخرين لكي ينال التعاطف.

الشخص “التوكسيك”  يمتص المشاعر الإيجابية

يعمل على إمتصاص كل الطاقة التي بداخلك، ويجعلك في حالة نفسية مضطربة، وقد يجعلك تشعرين بالذنب تجاهه دون أن ترتكبي ما تؤذيه، ونظرته للحياة دائماً تشاؤمية وسوداوية وينشر المشاعر السلبية والإحباط واليأس لمن حوله.

التحكم وفرض السيطرة على الآخرين

يحاول التحكم والسيطرة على الآخرين، ويمنعهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة أيضا. بل ويجعلهم كالدمى في يده، لإنه يشعر أن الحياه تبدو أسهل عندما يعطي أوامره والتحكم في الآخرين.

الغيرة والحسد

يشعر الشخص “التوكسيك” بالغيرة الشديدة من الآخرين، ويستكثر النعمة عليهم بل ويحسدهم عليها بل ويتمنى زوالها من عندهم أيضا. ويحاول التقليل من شأنهم.

السلوك العصبي

قد يمارس الشخص التوكسيك العصبية، العنف الجسدي أو اللفظي أو العاطفي، لإنه يغضب ويثور لأتفه الأسباب.

دائماً على صواب

يحب الشخص السام الثرثرة والنميمة، يستمد متعته من مصائب الناس، ويعتبر نفسه دائماً على صواب ويستمر في تذكير الآخرين بالجوانب السلبية ويشعر بالإستياء عندما يرى الناس سعداء.

إنسان متكبر

يعيش بشخصية مزيفة إبتدعها هو ليخدع الآخرين، ولمحاولة جذب إنتباههم ولإخفاء ضعفه أمامهم ويتصرف بغطرسة لإخفاء شعوره بالدونية وانعدام الثقة، فتساعده على رفض الآخرين قبل أن يتمكنوا من رفضه.

علامات إذا تواجد بعضها تخبرك أنك في علاقة “توكسيك”

الشعور بالتعاسة

إن العلاقة مع شخص سام تجعلك تشعرين بالتعاسة والمعاناة، ويجعلك تشعرين بالقلق الدائم والإكتئاب وتفقدك الثقة بنفسك تدريجياً، ويحدث ذلك عندما تتعرضين للإساءة العاطفية أو الجسدية.

تعيشين في مناخ عدائي

يعاني هذا الشريك من العصبية والنرجسية الذاتية، والحسد، ويجعلك تعيشين في مناخ عدائي، وهذه علامة على أن هذه العلاقة غير صحية، ولا يقدم الدعم لك سواء مادي أو معنوي، بل وعدم إحترام حدودك.

السيطرة على كامل شخصيتك

رغبته الدائمة في تغييرك وإبعادك عن شخصيتك الحقيقية والحجر على آرائك الشخصية ورغاباتك من أجل إرضاء نفسه، وتكون السيطرة عن طريق التخويف حتى ينعدم شعورك بقيمتك أو أهميتك في العلاقة.

شعورك بعدم الأمان

يعزلك عن أصدقائك وعائلتك، بل ويتلاعب بك، يتوقع منك أن تفعلي ما يريد، ويحاول الإستفادة والأستئثار بقدر هائل من وقتك، وإثارة شعورك بالذنب والتقصير.

لايتحمل المسؤولية

الشريك التوكسيك دائماُ متقلب المزاج، ولا يمكن التنبؤ بمشاعره، والتي تعتبر متغيرة كموج البحر، فيجعلك تشعرين أنك محاصرة في العلاقة، ويفقد حماسه لتحمل أي مسؤولية.

الغيرة المرضية

يعاني الشريك السام من الغيرة السلبية المرضية، وحب التملك والتسلط ، فيقوم بفحص هاتفك ورسائل بريدك الإلكتروني بدون علمك، ويسعي دائماً لمراقبة أفعالك، فهو دائم الشك والرغبة في معرفة أماكن تواجدك في كل الأوقات، وسؤالك ليتحقق منك برفقة من أنت، وإخبارك بما يمكنك وما لا يمكنك ارتداءه من الملابس على مزاجه وذوقه الشخصي.

التحكم بشريكه

إنَّ العلاقات التوكسيك تتسم أيضًا بالتحكم والإساءة والاستغلال. إذ يسعى الشخص التوكسيك إلى السيطرة على شريكه واستغلاله لتحقيق مصالحه الشخصية دون الالتفات إلى مشاعره واحتياجاته.

عدم الإحترام

يشعر الشريكه مع الطرف التوكسيك بعدم الاحترام والتقدير منه، بل وقد يتطور الأمر إلى الشعور بالإذلال.

الانعزال عن الأصدقاء والعائلة

العزلة من العلامات الدالة على العيش في علاقة سامة، حيث يحرص الشريك السام في العلاقة على إبعاد شريكته عن أصدقائها وأفراد عائلتها، حتى تكتشف بأنها أصبحت في عزلة تامة عن أحبائها تماماً.

عدم احترام الذات

لدى الشخص “التوكسيك” شعور بعدم الإحساس بقيمته والشك الدائم في قدراته أيضا. لإنه لا يثق في ذاته و يعتقد إنه لا يستحق أن يعامله أحد معاملة حسنة.

عدة طرق للتعامل مع العلاقة  الشخص التوكسيك ؟

كوني قوية ولا تسمحي لكلماته السيئة أن تؤثر فيك ودائمًا ضعي أمام عينيك أنك إنسانة ناجحة ومتفائلة.

عليك أن تدركي بأن هناك أسلوب للتعامل في هذه العلاقة من خلال الثقة بنفسك، و حماية نفسيتك ومعرفة أن الصفات التي يصفك بها الشريك التوكسيك غير صحيحة وكلها ليس لها علاقة بشخصك.

هناك أسلوب للتعامل مع هذه الشخصية فتعلمي طريقة الحوار مع هذا الشخص.

ينبغي عليك وضع حدود واضحة مع هذا الشخص التوكسيك وتحديد ما هو مسموح وما هو غير المسموح.

تجنب فتح الحوار والنقاش حول تصرفاته السامة، لأن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة بل تؤدي إلى خيبة الأمل.

لا تترددي على أمل الإصلاح ولابد أن تعلمي إنك في حاجة ماسة لإنهاء هذه العلاقة بشكل نهائي، وتصديق حدسك الداخلي بأنك في علاقة سامة وغير صحية، فعليك الخروج منها والعودة إلى حياتك مجددًا.

 

مجلة سيدتي

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى