الشراكة الاقتصادية تفتح صفحة جديدة بين السعودية والعراق

 

قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان إن شركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية ستساعد حكومته في استكشاف الغاز بالصحراء الغربية في العراق وكشف الغضبان عقب اجتماعه بوزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي عن وجود نية مشتركة بين العراق والسعودية للعمل في مجال الطاقة والنفط والبتروكيماويات، بهدف إنشاء مشاريع مشتركة منها استكشاف النفط والغاز.

وأضاف الغضبان أن نجاح السعودية في العثور على الغاز في المناطق السعودية على الحدود مع العراق، ودخول شركة أرامكو السوق العراقية سيساهم في الوصول إلى الغاز في الصحراء الغربية المجاورة للحدود مع السعودية.

ويأتي اللقاء ضمن زيارة يقوم بها حاليا رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى السعودية رفقة وفد رفيع يضم 11 وزيرا، و68 مسؤولا حكوميا، وأكثر من 70 رجل أعمال واجتمع عبدالمهدي اليوم الخميس، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد يوم من أول زيارة رسمية يقوم بها للمملكة وجاء الاجتماع مع ولي العهد بعد لقائه بالملك سلمان الأربعاء. وقال مكتبه إن الزعيمين وقعا 13 اتفاقا في مجالات منها التجارة والطاقة والتعاون السياسي دون أن يورد مزيدا من التفاصيل.

وبعد اللقاء توجه رئيس الوزراء العراقي إلى مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض، حيث ترأس ملتقى الأعمال العراقي السعودي الذي بدأ أعماله الخميس وحضر اللقاء عديد الوزراء من البلدين وكبريات الشركات السعودية التي قدمت عروضها للتعاون مع العراق في مختلف المشاريع الاقتصادية والصناعات والكهرباء وتحلية المياه والمعادن والطاقة والتدريب .

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيان إن “الجلسة تناولت التعاون في مجالات الطاقة والبتروكيمياويات، وانتاج وتوزيع الكهرباء ، واصلاح الشبكات وصناعات النفط والغاز وتحلية المياه والتعدين والتأهيل والتدريب وأوضح إن “كبرى الشركات السعودية أرامكو وسابك ومعادن واكواباور قدموا عروضا تفصيلية عن مجالات تعاونها مع القطاعين الخاص والعام العراقيين”.

وقال البيان إن رئيس الوزراء التقى بجمع كبير من رجال الأعمال العراقيين والسعوديين المشاركين في أعمال الملتقى من جهته أعلن المصرف العراقي للتجارة المملوك للدولة في بيان الخميس إنه فتح فرعا في السعودية، هو الأول له في الخارج.

أوضح البيان الذي تزامن مع زيارة الوفد العراقي إلى السعودية أن البنك المملوك للحكومة بالكامل، ويحوز حصة سوقية نسبتها 80 بالمئة في العراق، فتح الفرع السعودي في حي العليا بالرياض، مضيفا أنه سيبدأ عملياته قريبا ووصف وزير الخارجية السعودي، إبراهيم العساف، الزيارة بـ”اليوم التاريخي في العلاقات بين السعودية والعراق”، مؤكدا أنه بالإضافة إلى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات جرى بحث جميع الأمور المتعلقة بالتعاون المشترك وقال العساف إنه تمت مناقشة واستعراض جميع القضايا الثنائية في الجوانب السياسية والإقليمية والعسكرية في الاجتماع التشاوري السياسي العسكري والأمني، واصفا إياه بـ”الاجتماع الناجح”.

من جهته قال وزير الخارجية محمد علي الحكيم إنه تم التوقيع على عدة مذكرات تفاهم هامة بين البلدين، مؤكدا على أنها ستوضع للعمل بشكل سريع وأضاف الحكيم أن “العراق والسعودية متجهان إلى خطوات كبيرة في المستقبل، ونطمح أن تكون هذه الخطوات لصالح البلدين”.

واتفق الجانبان على ضرورة التسريع في افتتاح المنافذ الحدودية بين البلدين لتذليل العقبات القانونية في مجال الاستثمار، وتنسيق المواقف بينها إزاء القضايا الدولية وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن الجانبين العراقي والسعودي بحثا تنسيق المواقف على المستوى العربي وركزت الاجتماعات خاصة على الجانب الاقتصادي بين بغداد والرياض.

وبعد حضوره ملتقى الأعمال العراقي السعودي توجه عبدالمهدي إلى مدينة جدة، حيث التقى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين وقال عبدالمهدي إن “العراق اليوم ليس كالأمس، وبغداد تستقبل وفودا شقيقة وصديقة بشكل مستمر وتعقد فيها المؤتمرات والملتقيات، والحياة فيها عادت طبيعية وآمنة، والأهم بالنسبة لنا هو العمل على بناء العراق وإعماره وإقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار والدول العربية والإسلامية”.

وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على إثر اللقاء “نحن جادون بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها في السعودية (..) وسنواصل العمل لتعزيز العلاقات وأن يأخذ العراق دوره في ظل توفر الإرادة السياسية والرغبة المشتركة في بناء أفضل العلاقات”.

ودعا عبدالمهدي في البيان إلى “المزيد من التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي (..) والاستمرار في محاربة التطرف والفكر الإرهابي واجتثاثه لخطره على أمن دولنا وشعوبنا يذكر أن السعودية استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع العراق، في ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وفي يونيو/حزيران 2017، زار رئيس الوزراء العراقي حينها، حيدر العبادي، السعودية، واتفق على تأسيس “مجلس تنسيقي” للارتقاء بالعلاقات إلى “المستوى الاستراتيجي ويرى مراقبون أن العراق يمثل إحدى ساحات التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع معظم القوى السياسية الشيعية في بغداد وتسعى بغداد إلى تحقيق فوائد اقتصادية عبر توثيق علاقاتها مع المملكة الغنية، لا سيما في عمليات إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته سنوات من القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

 

ميدل إيست أون لاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى