تحليلات سياسيةسلايد

الشرق السوري يتابع اشتعاله… والقواعد الأميركية «تحت النار»

علاء حلبي

يتابع الشرق السوري اشتعاله بعدما بدأت العشائر العربية «هبّة جديدة» ضدّ «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، المدعومة أميركياً، في سياق حركة المقاومة المستمرة ضد الوجود الأميركي من جهة، ومشروع «قسد» الذي يعدّه السكان انفصالياً، من جهة أخرى، في وقت شهدت فيه قاعدة أميركية استراتيجية هجوماً بطائرة مسيّرة أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين.

المعارك والمواجهات التي اندلعت في ريف دير الزور ردّت عليها «قسد»، التي تتهم الحكومة السورية بالوقوف وراء هذه الهجمات. بمحاصرة السكان في مدينة الحسكة (ضمن المناطق التي تسيطر عليها دمشق)، الأمر الذي تسبّب بأزمة إنسانية تفاقمت بشكل كبير بعدما منع إدخال مياه الشرب. قبل أن تنجح وساطة روسية في إدخال الصهاريج، في وقت يتابع فيه الأكراد الذين يقودون «قسد» حصارهم، إلى جانب تنفيذ حملة اعتقالات واسعة بدعم من القوات الأميركية التي نفذت طائراتها غارات عديدة على مواقع العشائر في ريف دير الزور. ما تسبّب بإصابة ومقتل عدد من المدنيين، دفع دمشق إلى إصدار بيان طالبت من خلاله الاحتلال الأميركي بالخروج من سوريا.

الشرق السوري يتابع اشتعاله… والقواعد الأميركية

البيان الذي أصدرته الخارجية السورية أشار إلى أن «قسد»، والتي وصفها بـ«العميلة للاحتلال الأميركي» شنت «هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي. إضافةً إلى قرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين السوريين؛ من بينهم نساء وأطفال» أيضا. وتابع: «كما عمدت طائرات حربية تابعة للقوات الأميركية بدعم ميليشيا قسد، إلى شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم» مجدداً التأكيد على أن «الاحتلال الأميركي لجزءٍ من الأراضي السورية يمثّل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها أيضا. وأن دعم الولايات المتحدة الأميركية لميليشيات انفصالية عميلة لها يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لسوريا».

وشدّدت الخارجية السورية في بيانها. على أن «كل هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد أبنائها في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب أيضا. تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم»، ومعيدة المطالبة بانسحاب القوات الأميركية غير الشرعية من الأراضي السورية. كما ومؤكدة على. أن «إرادة أبنائها في تحرير أرضهم والحفاظ على سيادتهم ستتحقق مهما بلغت التضحيات. ولن يفتّ في عضدها إرهاب وجرائم تلك الميليشيات»، وفقاً للبيان.

الشرق السوري – تعرّض قاعدة «خراب الجير» الأميركية، لهجوم بطائرتين مسيّرتين

وبالتزامن مع تصاعد التوتر في الشمال الشرقي من سوريا، سواء على خلفية «الهبّة العشائرية» الجديدة. أو بسبب الضغوط المتزايدة على «قسد» جراء خطوات التقارب السوري – التركي. تعرّضت قاعدة «خراب الجير» الأميركية، بريف رميلان شمال شرق الحسكة. والتي تعدّ نقطة وصل بين القواعد الأميركية في العراق وسوريا، لهجوم بطائرتين مسيّريتن. أسقطت القوات الأميركية واحدة منها. وتمكنت الأخرى من اختراق الدفاعات والتحصينات الأميركية الشديدة وتحقيق إصابة وصفت بأنها مباشرة. ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين، وفق مسؤولين أميركيين.

ويجيء الهجوم الجديد على القواعد الأميركية، والذي تصاعدت حدّته بعد اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة نتيجة الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل. أيضاً، بعد تعثر المفاوضات العراقية الأميركية لخطة انسحاب القوات الأميركية الموجودة في العراق. لتبدأ المقاومة العراقية تنفيذ هجمات جديدة على القواعد الأميركية في العراق، بينها قاعدة «عين الأسد»، والتي أصيب فيها عدد من الجنود الأميركيين أيضاً. ويتوافق التصعيد المتجدّد ضدّ القواعد الأميركية في المنطقة مع التصعيد الإسرائيلي المتواصل، والإصرار الأميركي على تقديم كل الدعم لتل أبيب، سواء في حرب الإبادة التي تشنّها ضدّ الفلسطينيين أو في اعتداءاتها المتكررة على دول الجوار (سوريا ولبنان)، بالإضافة إلى إيران التي شهدت عملية اغتيال القائد السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية، في وقت تترقب فيه المنطقة الردّ الأيراني على هذا الاعتداء، وسط أجواء شديدة التوتر.

الجيش الأميركي : إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى سوريا والعراق

في غضون ذلك. ذكرت وسائل إعلام أميركية. أن الجيش الأميركي بصدد إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى سوريا والعراق تضمّ 230 جندياً من «الحرس الوطني» في ولاية أوريغون. في إطار عملية التحصين المستمرة على وقع التصعيد المستمر وارتفاع مستوى التهديدات في المنطقة أيضا. ويعني هذا الأمر أن واشنطن متمسكة، بالرغم من الأحداث المتصاعدة، بوجودها العسكري في المنطقة. لما تقوم به قواعدها من دور كبير في حماية إسرائيل. ما يجعل «قسد» المستفيد الأكبر من هذه الظروف. لما يوفّره الوجود الأميركي من وقت إضافي يحاول الأكراد اللعب فيه أملاً بتجاوز «الأزمة الوجودية» التي يخلقها التقارب السوري – التركي. وكانت روسيا قد أعلنت. أنها ماضية في العمل على هذا التقارب. موضحة. على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف. أن موسكو مستمرة بالتواصل مع طهران وبغداد لدفع الحوار بين دمشق وأنقرة. التي كثّفت في الآونة الأخيرة قصفها الجوي والمدفعي ضد مواقع «قسد».

صحيفة الاخبار اللبنانية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى