إسرائيل الرسميّة تلتزِم الصمت المُطبَق حيّال “محاولة الانقلاب في الأردن…
التزمت إسرائيل الرسميّة الصمت المُطبق إزّاء “محاولة الانقلاب” في الأردن، ولكنّها في الوقت عينه أطلقت العنان لوسائل الإعلام لنشر التقارير والتحليلات، التي تعمِد على مصادر رفيعة في تل أبيب، لكنّها “مجهولة.
وسيطرت الأحداث في المملكة الهاشميّة على الأجندة الإعلاميّة، واستضافت محطات التلفزيون الإسرائيليّة خبراء ومختّصين في الشأن الأردنيّ الذين أكّدوا في أحادثهم على أنّ الوضع في الأردن مستقر.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون إسرائيليّون لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ إنّ الأردن مرّر لإسرائيل في الساعات الأخيرة رسالة، مفادها أنّ الوضع “تحت السيطرة”، وأن لا خطر على استقرار المملكة. ونقلت الرسالة عبر مستويات عسكرية أردنية وإسرائيليّة.
بينما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، المُوالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نقلت عن مصدر استخباراتي رفيع في الأردن قوله إنّ “دولًا صديقة حذّرتنا من محاولة من طرف جهات أردنية للإضرار بأمن المملكة وباستقرار الأسرة الحاكمة. تحقيق استخباراتي أجري، أبرز نتائج خطيرة ومثيرة للقلق عن مبادرة تمت حياكتها للسيطرة على الحكم في الأردن من قبل جهات في الأسرة الحاكمة، شُغّلت ودُعِمَت من وكلاء ومصادر خارجية. الاعتقالات ستستمرّ حتى اعتقال آخر المتورّطين”.
وأضاف المصدر الأردني أن “المعلومات عن الاعتقالات وصلت من وكالة الاستخبارات المركزيّة في الولايات المتحدّة (CIA) والاستخبارات الإسرائيليّة”.
ونقلت المستشرقة سمدار بيري من صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، صباح اليوم الأحد، نقلت عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في الكيان قولها إنّه “يتبيّن الآن بما لا يدعو مجالاً للشك أنّ نتنياهو، وليس هو فقط، كان على اطلاع واسع على ما يُشغل الملك عبد الله في الأسابيع الأخيرة. لماذا، على سبيل المثال، كان مهما له (للملك عبد الله) أن يمنع نقل رئيس حكومة إسرائيل جوا إلى الخليج العربيّ، وهذا ليس نتنياهو فقط الذي يتحاسب معه الملك. إنما بالأساس، كما يتضح الآن، يتحاسب مع حاكم أبو ظبي (محمد بن زايد) الذي تعاون مع الذين حاولوا التآمر ضده”.
وأضافت بيري أن “عَمان، بأوضح الكلمات، تشتبه بنتنياهو، الذي كان سيسعده التخلص من عبد الله (الملك الأخير) وأنْ يرى مكانه حاكم أردنيًا آخر. كما أنه ليس مؤكّدًا أنّ نتنياهو يوجّه مخططاته إلى شخص من العائلة المالكة. ومن الوارد جدًا أنْ يكون عسكريًا رفيعًا أيضًا”.
ومضت المستشرقة الإسرائيليّة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه بحسب اشتباهٍ آخر في القصر الملكي، نتنياهو لم يكلف نفسه أيضًا بالحفاظ على سرية أفضلياته وشارك السر مع أصدقائه الجدد في الخليج”، أيْ حُكّام الدول الخليجيّة الذين أبرموا اتفاقيات سلام وتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ.
إلى ذلك، قال رئيس معهد دايان للدراسات الإستراتيجيّة في جامعة تل أبيب، المُستشرِق البروفيسور عوزي رابي، إنّ الحديث يجب ألّا يجري في إسرائيل عن أشخاصٍ، بل أنّ المُهّم هو الحفاظ على الحدود الآمنة مع المملكة الهاشميّة، معتبِرًا الخلافات الشخصيّة بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ والملك الأردنيّ، عبد الله الثاني، غير ذي صلةٍ بالمصالح الإستراتيجيّة بين البلديْن المُرتبطتيْن لاتفاق سلامٍ، تمّ توقيعه في العام 1994 بوساطةٍ أمريكيّةٍ.
مهما يكُن من أمر، فإنّ إسرائيل الرسميّة، من المستويين الأمنيّ والسياسيّ، تُتابِع بقلقٍ شديدٍ الأحداث في الأردن، مع أنّ الرقابة العسكريّة تفرِض التعتيم الإعلاميّ على وسائل الإعلام، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى الاعتماد على وسائل الإعلام الأجنبيّة، أوْ الاستناد إلى مصادر إسرائيليّة مجهولة الهويّة.