الصفدي يزور دمشق لطرح المخاوف الأردنية
السلطات الأردنية تسعى من وراء الزيارة إلى معرفة موقف أحمد الشرع من ملفين مهمين وهما أمن الحدود وتهريب المخدرات.
أجري وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مباحثات مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال زيارة لدمشق البارحة الإثنين وفق ما أعلنت الخارجية الأردنية في بيان، فيما يأتي ذلك وسط زيارات قامت بها عدد من الوفود الغربية ومن المنطقة للعاصمة السورية من بينها وفد سعودي لاستكشاف الحكام الجدد للبلاد وامكانيات تقديم دعم اقتصادي لسوريا الجديدة التي تسعى للابتعاد عن السياسات السابقة المنخرطة في لعبة المحاور، بينما لا تزال عدد من دول الجوار في حالة ترقب.
واستقبل الشرع الصفدي والوفد المرافق له للبحث في الكثير من الملفات الهامة خاصة الأمنية بعد التحولات التي شهدتها البلاد اثر سقوط نظام الرئيس بشار الاسد الذي فر الى روسيا.
وجاء في بيان مقتضب للخارجية الاردنية أن “نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي يزور اليوم (الإثنين) دمشق ويلتقي القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، وعدداً من المسؤولين السوريين”. وهي أول زيارة يجريها مسؤول أردني كبير الى سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني للصحافيين الأحد أن “الموقف الأردني تجاه الأحداث الأخيرة في سوريا يعبر عن صدق العلاقات بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى دعمه لتحقيق الأمن لسوريا ووحدة أراضيها واستقرار مؤسساتها” مشيرا إلى أن “هذا الاستقرار ينعكس إيجابًا على مصالح الدولة الأردنية ويرسخ أمن حدودها”.
وتسعى السلطات الأردنية من وراء الزيارة لمعرفة موقف الشرع من ملفين مهمين وهو أمن الحدود وتهريب المخدرات فيما أكد الصفدي في تصريح اعلامي انه إنه اتفق مع قائد هيئة تحرير الشام على بذل جهود مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات.
وفي زمن النظام السابق عانت السلطات الأردنية من ظاهرة تهريب المخدرات عبر الحدود خاصة مخدر الكبتاغون حيث كشف سقوط الأسد عن عملية تصنيع هائلة لتلك المواد تحت رقابة السلطات حينها. وقد أدى الصفدي حينها زيارات لدمشق والتقى الاسد وطرح المخاوف الاردنية دون الحصول على موقف واضح من القيادة السورية السابقة.
وكانت مصادر سياسية كشفت لمواقع دولية على غرار موقع ” انتبندنت عربية” أن عمان تلقت تطمينات من أحمد الشرع بحفظ أمن الحدود السورية مع الأردن وانتهاء عهد تهريب المخدرات بعد أن كشفت المعطيات أن هذا الملف كان برعاية رسمية من النظام السابق.
وأطلق الشرع خلال لقاءاته مع عدد من الوفود رسائل طمأنة بأن سوريا لن تكون في المستقبل ساحة لتوتر الأجواء في المنطقة وأنها لن تتدخل في الخلافات الداخلية للدول ولن تكون تابعة لأية محاور.
وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوريا منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ووفقا للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.
وعاد 7250 سوريّا عبر الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردنية الخميس الماضي.
وأستضاف الأردن في 14 ديسمبر/كانون الاول اجتماعا حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة الى ممثل الأمم المتحدة.
وأكد الملك عبدالله الثاني وقوف الأردن الى جانب السوريين واحترام “إرادتهم”، داعيا لتجنب انجرار البلاد الى “الفوضى” بعد إعلان الفصائل المعارضة دخول دمشق وإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أدى زيارة لعمان بعد سقوط نظام الأسد بأيام قليلة لتنسيق المواقف بشأن الوضع الجديد في سوريا.
ومساء الاحد استقبل الشرع، وفدا سعوديا برئاسة مستشار في الديوان الملكي، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق حيث يظهر ذلك رغبة من القيادة السعودية لدعم التحولات الجديدة على رأس السلطة في سوريا.
وقالت قناة “العربية” السعودية إن الشرع التقى في قصر الشعب في سوريا “وفدا سعوديا برئاسة مستشار في الديوان الملكي”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
والخميس، قال زعيم هيئة تحرير الشام في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” إن الرياض “وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً” مضيفا “ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
ورغم حالة الترقب التي تبديها المملكة لكن التصريحات التي يطلقها قادة سوريا الجدد بشأن الموقف من الهيمنة الإيرانية في المنطقة وكذلك عدم التدخل في شؤون الدول والتورط في لعبة المحاور ونبذ التطرف من شأنه أن يدفع الرياض لدعم الوضع الجديد اقتصاديا بشكل كبير وأن تشارك في جهود اعادة الاعمار.
ودعمت الرياض الثورة السورية في بداياتها وربطت علاقات قوية مع قيادات في الائتلاف السوري وبالتالي يمكن لها لعب دور هام في تعزيز التفاهمات الداخلية في سوريا.
وتبقى لدى المملكة بعض المخاوف خاصة بشأن علاقة هيئة تحرير الشام السابقة بتنظيم القاعدة وكذلك الهيمنة التركية في المشهد السوري الجديد ومدى تطبيق الشرع لتعهداته بجعل سوريا ساحة للاستقرار الاقليمي.
وتسعى الدوحة من جانبها لتعزيز العلاقت مع حكام سوريا الجدد والاستثمار في التغيرات على رأس السلطة حيث قالت وزارة الخارجية القطرية إن وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي وصل إلى دمشق على متن أول طائرة للخطوط الجوية القطرية تهبط في مطار العاصمة السورية منذ سقوط بشار الأسد قبل أسبوعين.
وذكر المتحدث باسم الوزارة أن الخليفي وصل على رأس وفد قطري رسمي رفيع المستوى “لعقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين السوريين”، وأضاف أن الزيارة تمثل “تجسيدا للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا”.
وتعتبر الدوحة من اكثر العواصم العربية والخليجية المستفيدة من التغيرات الجيوسياسية الحاصلة في سوريا وترغب في المشاركة في جهود اعادة الاعمار.
ميدل إيست أونلاين