الصين تتوعد بالتصدي لرسوم ترامب ‘حتى النهاية’

بكين تؤكد أنها لا تزال منفتحة على حوار متكافئ مع واشنطن يؤدي الى منفعة متبادلة.

تعهدت الصين الثلاثاء بمحاربة التعرفات الأميركية “حتى النهاية” بالرغم من تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة عليها، في تصعيد بين القوتين الكبريين في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي وتسببت بانهيار الأسواق المالية العالمية.

وأكد ترامب الاثنين استعداده لبدء مباحثات بشأن التعرفات الجديدة مع الأطراف الراغبة بذلك باستثناء الصين، ملوحا بزيادة الرسوم في حال لم تتراجع بكين عن التعرفات التي فرضتها ردا على إجراءات الرئيس الأميركي.

في ظل ذلك، حققت معظم البورصات الآسيوية مكاسب الثلاثاء، واستعادت أنفاسها بعد سلسلة من جلسات التداول التي خسر فيها المستثمرون مئات المليارات من الدولارات، منذ إعلان الرئيس الاميركي الأربعاء الماضي رسومه الجمركية المعممة، وحدها الأدنى 10في المائة، على مجمل الواردات الى الولايات المتحدة.

وفي حين تبقى أسواق المال بعيدة عن محو الخسائر التي تكبدتها في أيام معدودة، أنهت بورصة طوكيو تداولات الثلاثاء بارتفاع 6.02 في المائة، بينما بدأت البورصات الأوروبية الرئيسية التداولات بشكل إيجابي، فكسبت باريس 1.68في المائة، وفرانكفورت 1.59في المائة، ولندن 1.47في المائة.

ولا يزال الاقتصاد العالمي يواجه خطر المزيد من التصعيد في الحرب التجارية، إذ أخذ ترامب على بكين أنها “لم تأخذ بالاعتبار التحذير (الذي وجهه إليها) بعدم الرد” على الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها عليها، والبالغة نسبتها 34ففي المائة.

وتوعد الرئيس الأميركي بكين الاثنين برسوم جديدة بمستوى 50 في المائة اعتبارا من الأربعاء على واردات منتجاتها إذا أبقت على الرسوم المضادة بنسبة 34 في المائة التي فرضتها على المنتجات الأميركية. الا أن بكين بقيت متمسكة بموقفها.

وأعلن المتحدث باسم وزارة التجارة أن “الصين لن تقبل بذلك أبدا”، مضيفا “إذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية”، داعيا في الوقت نفسه إلى “حوار متكافئ”.

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان “إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا إجراء محادثات، يجب أن تتخذ سلوكا ينم عن مساواة واحترام ومنفعة متبادلة”.

وأضاف “إذا تجاهلت الولايات المتحدة مصالح البلدين والمجتمع الدولي وأصرت على حرب التعرفات الجمركية والحرب التجارية، فإن الصين ستقاتل بالتأكيد حتى النهاية”.

وفرض ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير رسوما إضافية بنسبة 20في المائة على المنتجات الصينية، من المتوقع أن ترتفع إلى 54في المائة اعتبارا من الأربعاء مع دخول رسوم جديدة بنسبة 34في المائة أعلنها الأسبوع الماضي. وفي حال نفذ تهديده الأخير، فسوف تصل النسبة إلى مستوى باهظ قدره 104في المائة، ما سيضاعف أسعار المنتجات الصينية عند دخولها الأراضي الأميركية.

وندد الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ جون لي برسوم جمركية “غير مسؤولة”.

وبدوره، أعرب رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ عن “خيبة أمل بالغة” من واشنطن، معتبرا أن “الصديق لا يتصرف على هذا النحو” مع شركائه التجاريين.

الى ذلك، تسعى فيتنام الى إرجاء تطبيق الرسوم الأميركية عليها. وأكدت الحكومة في تصريح ليل الاثنين أنها “ستفاوض الجانب الأميركي للوصول الى اتفاق ثنائي يهدف الى تحقيق توازن تجاري مستدام” بين البلدين.

ويتوقع المحللون تراجعا حادا في الاقتصادات في ظل حرب تجارية قد تقود إلى ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وتراجع النمو.

وقرر الرئيس الجمهوري فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة دخلت حيز التنفيذ السبت على مجمل الواردات الأميركية مع استثناءات نادرة مثل الذهب والطاقة، متهما باقي العالم بـ”نهب” بلاده.

وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى واشنطن أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34 في المائة على الصين و20 في المائة على الاتحاد الأوروبي.

ويسعى شركاء واشنطن التجاريون لإقناع ترامب بتخفيف هذه الأعباء، فيما يستمر بإصدار تصريحات نارية تزيد من بلبلة الأسواق.

وأكد الرئيس الاميركي أنه لم يعد مهتما بالتباحث مع المسؤولين الصينيين، مبديا في المقابل استعداده للتفاوض مع دول أخرى بشأن “اتفاقيات عادلة”.

وفي مسعى من الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل في ظل تباينات بين دوله الأعضاء بشأن السبل المثلى لمواجهة الحرب التجارية الأميركية، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين أن التكتل عرض على الولايات المتحدة إعفاء كاملا متبادلا من التعرفات الجمركية على السلع الصناعية. الا أن ترامب ردّ بالتأكيد مساء الاثنين أن ذلك “ليس كافيا”.

وأوضح وزير الخزانة سكوت بيسنت عبر شبكة فوكس نيوز أن الرسوم الجمركية المعلنة في الثاني من أبريل/نيسان ستضع الولايات المتحدة في موقع قوة، مؤكدا أنه بعد تلقي ضمانات من الدول الأخرى حول كيفية فتح أسواقها أكثر أمام المنتجات الأميركية “سيكون الرئيس ترامب مستعدا للتفاوض”.

وأشار الى أن “50، 60، وربما نحو 70 بلدا” تواصلت مع الإدارة الأميركية لبحث الرسوم، مشيرا الى أن “الأولوية” ستكون لليابان في ظل رد الفعل السريع من طوكيو وعلاقاتها الجيدة مع واشنطن.

ميدل إيست أونلاين