نوافذ

الطلاق وأثره على المجتمع

مقبل الميلع

سان فرنسيسكوــ كثر الطلاق في الآونة الأخيرة في مجتمعنا العربي ، فالأسرة هي النواة الحقيقية للمجتمع، وقد حرصت العادات والتقاليد على ضرورة حمايتها وتماسكها من خلال حياة مستقرة تسودها السعادة بعيدا عن المشاكل والخلافات..

وهذا هو المبدأ الذي يجمع الشاب والفتاة للشروع في الزواج، وغالبا ما يكون الطرفان من بيئتين مختلفتين فينجبان أطفالاً في سياق حياتهما الزوجية، وحين تطفو الخلافات بين الأب والأم لأسباب عديدة منها الفارق الثقافي بين الرجل والمرأة، ونتيجة لأزمات اقتصادية وتمسك كل طرف برأيه بالعناد والمكابرة، يقع النفور بين الزوجين ويبدأ الأهل والأقارب بالتدخل وبدل الإصلاح تتزايد الخلافات وتتشعب ويدافع كل واحد عن رأيه الذي يتمسك به ليظهر نفسه أنه الضحية.

يقوم كل واحد بوضع الحق على الآخر فيطرح الحل بالانفصال والطلاق الذي هو (أبغض الحلال عند الله) لكن في حالات كثيرة قد يكون الطلاق أفضل من الاستمرار في حياة كلها نكد وسم بدن وأصوات مرتفعة ويظهر الفجور الذي كان مختبئا تحت كلمة عيب.

لقد لعبت وسائل الأعلام دورا سلبيا بالتشجيع غير المباشر على الطلاق تحت مسمى الحرية والاستقلال المادي، ومن جهتي قمت بمعاينة هذه النتائج بنفسي حين كنت بإحدى زياراتي لألمانيا..

في ألمانيا تمنح الدولة هناك راتبا شهريا للمرأة اللاجئة فتوفر لها الاستقلال المادي فتطمح للخروج عن السيطرة التي يمارسها الزوج بحجة أنه هو المعيل المادي للأسرة وبناء على الإحصاءات المتوفرة زادت نسبة المطلقات هناك أضعافا مضاعفة، إلى الدرجة التي تغيير اسم مدينة في ألمانيا هي (ايسين) فصار اسمها مدينة المطلقات.

والسؤال الأهم يقول : ما هو أثر الطلاق على الأسرة والمجتمع فحدوث الطلاق يفكك الأسر وينمي الكراهية بين الطرفين ويؤدي إلى حدوث مشاجرات تنعكس على المجتمع وتؤثر نفسيا على المرأة والرجل ونظرة المجتمع لهما وإذا كان في الأسرة أطفال فالمصيبة كبيرة عليهم وقد تسبب لهم بعض العقد النفسية .

بالمجمل إن الحديث عن (الطلاق) كمشكلة اجتماعية لم يعد يأخذ الصورة نفسها في المجتمعات العربية، بل تشكلت صور أخرى بديلة في المجتمعات الجديدة التي هاجر إليها العرب، وهذه الصور، تحمل نتائج كارثية على الخلية الاجتماعية الأولى، ولكنها في الوقت نفسها أنتجت أسبابا أخرى للطلاق لم تكن موجودة في العرف الاجتماعي العربي .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى