نوافذ

العبودية الاختيارية

مقبل الميلع

سان فرانسيسكو : يقول الكاتب الأديب إبراهيم الكوني (أرذل ضروب العبودية.. عبودية نختارها بأنفسنا)، فالعبد هو ملك لسيده كأي ملكية أخرى يباع ويشترى، ويعامل بقسوة لا رحمة فيها ولا إنسانية، والعبودية متأصلة في العالم القديم منذ قانون حمورابي وقد قامت على أكتاف العبيد أوابد الحضارات.

في القرن الخامس عشر بدأ البرتغاليون تجارة الرق تبعهم الإسبان ثم بقية الإمبراطوريات الأوروبية يأخذون البشر من أفريقيا مقيدين بالسلاسل ويبيعونهم في الأمريكيتين ليعملوا في المزارع والأعمال الشاقة.

كانوا مجردين من كل الحقوق، وبقي الحال على ما هو حتى عام 1863، حين اعلن الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن تحريرهم، وهنا ظهر التشوه النفسي لدى الكثير من العبيد خوفا من الضياع وقد تعودوا على نمط معين من الحياة واعتبروا أن السيد يحميهم ويطعمهم، ضاربين عرض الحائط بالكرامة والحرية ..

وتحضرني قصة ذلك العبد الذي ربح الجائزة الكبرى في اليانصيب حين ُسئل ماذا سيفعل في المال الذي فاز به فأجاب على الفور سأشتري سيدا يعاملني باحترام !

للعبودية أنواع عديدة كامتلاك الجواري والتفريق بين الطبقات، وعلى سبيل المثال الوضع القائم في الهند لغاية تاريخه لا يسمح بالزواج من فتاة من الطبقة الدنيا ولم يكن يسمح لأبناء الطبقة الدنيا الدخول الى الجامعات حتى وقت قريب، كذلك الوظائف الحكومية ..

فالنظرة اليهم على انهم خدم للأسياد أي بين قوسين (عبيد) بشكل غير مباشر، ومن الملاحظ أن غالبية الشعوب في الدول النامية تقبل بالعبودية الاختيارية، ويعود هذا لعدة أسباب على رأسها الخوف من البطش وعدم وضوح الدولة ودورها إضافة الى الظروف الاقتصادية الصعبة فلم يعد المواطن يهتم بحريته وكرامته وصار يحيّد نفسه عن كل ما يجري في البلاد وعزز هذه النظرة الدين والقبلية فالأول يدعو لإطاعة الحاكم والثاني يمجد شيخ القبيلة..

فليس كل الناس في هذه الشعوب على استعداد لترجيح كرامته وحريته على العبودية حتى وان كانت مستترة فيفضل الحياد والتنازل عن حقه بحياة كريمة.

يلعب الوعي دوراً في الشفاء من هذه المذلة والخضوع الأعمى فنأمل أن تحصل كافة الشعوب على حقوقها الإنسانية في الحرية والعدالة والمساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى